عباس الضالعي
الرئيس هادي لن يرضى بسقوط الدولة او جزء منها وهو الرجل المحارب والعسكري البطل وصاحب الخبرة الطويلة بحماية الشرعية ، تاريخه حافل بالانتصارات منذ ان التحق بالعسكرية في الجيش اليمني ، لم يسمح بالتطاول على الشرعية وهو ضابط وقائد لواء وقائد محور ورئيس اركان ووزير دفاع ، ولن يسمح بالمساس بالسلطة وشرعيتها وهو رئيس جمهورية وقائد اعلى للجيش.
الرئيس هادي وبحكمة قيادية أعطى جماعة الحوثي فرصة كبيرة وقد تكون الاخيرة على ما يبدو حين منح للحلول السلمية وقتا من اجل تضييق الخناق على خيارات الحرب التي يحشد لها الحوثي ويستعد لخوضها هذه المرة مع قيادة الدولة والجيش مباشرة .
الرئيس هادي استشعر جدية تهديدات الحوثي وعرف ان مبرراتهم التي يتخندقون خلفها وانها غير منطقية مقارنة بحجم الحشود المسلحة والاستعداد القتالي الذي تجاوز حجم اسقاط الجرعة كما يدعون ، اما اسقاط الحكومة بقوة السلاح فهذا أمر مرفوض ولن يقبل به قائد عسكري مثل الرئيس هادي الذي يعتبر اول رئيس يمني يستلم الحكم بطريقة شرعية وسلمية وتوافق محلي من كل القوى والفئات الشعبية اليمنية وبدعم اقليمي وعربي ودولي ، شرعية الرئيس هادي وشرعية سلطاته هي من تستحق الدفاع عنها فعلا وهي من تستحق استنفار الجيش والشعب لحمايتها وعدم المساس بها ..
في فترات سابقة قاد الرئيس هادي الجيش والشعب في معركة للدفاع عن الوحدة والشرعية رغم الشوائب والملاحظات على شرعية تلك القيادة والظروف السياسية المصاحبة لها، فكيف له ان يسمح بتهديد اول شرعية شعبية وسياسية اجمع عليها كل القوى والتيارات السياسية ومختلف مكونات المجتمع ، من الخطأ القبول بفكرة تراخي الرئيس هادي والعدول عن حماية الشرعية والسلطة وهو قائدها الاول ان تهدد من قبل جماعة خارجة على القانون وخارجة عن الاجماع الوطني وتنصلت من الالتزام بما توافق عليه اليمنيين من خلال القوى السياسية التي كان لجماعة الحوثي نسبة تمثيل اكبر من حجمهم في مؤتمر الحوار.
شهامة الرئيس هادي واخلاصه دفعته للاخذ بيد جماعة الحوثي لانتشالها من الحصار الذي كان مضروب حولها وسعى الرئيس هادي ان يحولها الى كيان سياسي ومنحها حرية الحركة والعمل والتنقل وفتح لها الأبواب كلها بغية التحول من مليشيات مسلحة يتخذ من الجبال والكهوف أساسا لتواجدها الى كيان سياسي مدني تمارس اعمالها وبرامجها وفقا لقانون الأحزاب والدستور لكن هذه الجماعة فهمت تلك الشهامة والاخلاص خطأ وكانت تقديراتها خاطئة حين توهمت ان الشهامة والاخلاص ضعف من الرئيس هادي وتجاوزت حدودها تحت هذا الوهم والتقديرات الخاطئة الى ايهام الناس والمجتمع المحلي والاقليمي والدولي بأن الرئيس هادي اصبح احد ادواتها للتوسع وان الجيش واجهزة الدولة اصبحت تعمل لتنفيذ سياساتها التي تستند على السلاح.
سوء الفهم وسوء التقدير عند جماعة الحوثي هي من دفعتها للتفكير بتجاوز شرعية المرحلة والقفز عليها لاغتصابها تحت ذرائع ومبررات واهية ومزيفة ومفضوحة.
خطأ التقدير ذهب بجماعة الحوثي الى الاعتقاد بأنهم اصبحوا القوة الضاربة التي لا تقهر ، هذا الاعتقاد تولد نتيجة الأحداث التي أدت الى تلك النتيجة في عمران واصبحت الجماعة على يقين وثقة مطلقة ان كل مدن اليمن هي عمران وان الجيش هو محمد ناصر احمد والاشول ومحمد القاسمي ومجموعة ضباط على علاقة بعلي عبدالله صالح ونجله ، وما زاد في يقينهم وثقتهم الخاطئة هو سلمية حزب الاصلاح وخيانة القبائل في حاشد فالجماعة لديها اعتقاد بأن الاصلاح سيستمر السير بالسلمية وان القبائل كلها نسخة مكررة من مشائخ و قبائل حاشد وان علي عبدالله صالح سيكون خادما ومعينا وداعما للجماعة ، كل هذه التقديرات خاطئة ويجب على جماعة الحوثي ان تعلم يقينا ان قوات الجيش والامن و القبائل والاصلاح والمواطنين تخلوا ان السلمية وبقرار من القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن بمواجهة الحوثي ، حينها لن يكون أمام جماعة الحوثي سوى الهزيمة والندم ، يومها لن ولم يكون للندم مكان.
صنعاء عاصمة لليمن بكل اطيافها ومكوناتها السياسية والاجتماعية والثقافية والمناطقية والحضارية وهي حاضنة لكل مناطق اليمن بمختلف اتجاهاتهم ، صنعاء ليست لونا ولا فئة ولا طائفة ولا شريحة ولا عائلة واحدة ، صنعاء هي اليمن وهذا يعني ان صنعاء ليست للإصلاح ولا للمؤتمر ولا للحوثيين ولا للناصري ولا للبعثي ولا للاشتراكي وليست لحاشد او بكيل او مذحج او حضرموت او ابين ليست للشماليين ولا للجنوبيين ، صنعاء ليست للسنة ولا للاخوان ولا للزيدية ولا للشافعية ولا للسلفيين ولا للصوفية ، صنعاء هي لكل ما ذكر وتتكون من كل ما ذكر آنفا.
لأجل ذلك تكرم رئيس الجمهورية القائد الاعلي للقوات المسلحة بمنح فرصة العقل والحكمة وهي الفرصة الاخيرة وامام مكونات رسمية وسياسية وشعبية وجه بتشكيل لجنة من القوى السياسية والوطنية للذهاب الى مران بصعده لمقابلة عبد الملك الحوثي مالك وصاحب جماعة الحوثي لوضعه امام آخر فرصة سلمية للقبول بها والتعاطي مع مطالبه في حدود المعقول الذي لايعود بالضرر على هيبة الدولة ومؤسساتها ووضعه امام الخيارات الأخرى في حال ركب شيطانه واستسلم لعناده المدعوم بالسلاح ، ان الدولة برئاسة هادي لن تتراجع بإستخدام وسائلها المعروفة للتعامل مع جماعة خارجة على القانون.
على جماعة الحوثي الاعلان فورا بسحب مليشياتها من حوالي العاصمة وداخلها كإستجابة أولية لخيارات الحل السلمي الذي يقدمه القائد الاعلي للقوات المسلحة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي
مصادر خاصة أكدت ان الرئيس هادي اقسم بالله انه في حال لم ينصاع الحوثي للسلم فإن صعده ستكون ساحة للمعركة ولن بتراجع بدون تحريرها واعادتها للدولة وانه سيتعامل مع جماعة الحوثي كجماعة إرهابية وان جماهير المواطنين سيتوافدون من كل مناطق ومحافظات اليمن للمشاركة ومساندة الجيش وإخضاع جماعة الحوثي بالقوة للقانون اليمني وتحريرها من سيطرة الحوثي .
طبعا هذا امر وارد ووارد جدا وبقوة خاصة اذا نظرنا للسياسة التي تعامل الرئيس هادي بها مع جماعة الحوثي والفرص التي منحها لها للتحول الى حزب سياسي مدني وتلبية مطالبهم رغم تحفظ القوى السياسية على معاملة الرئيس هادي للجماعة بنوع من التفضيل، الرئيس هادي حاول رفع معنوياتهم وحاول اخذهم للطريق الصحيح ، لكن التقديرات الخاطئة أجبرتهم للبقاء متمترسين خلف السلاح والقوة العسكرية وهذا اضاع عليهم كل الفرص التي منحت لهم.
فرصة أخيرة امام الجماعة وهذه الفرصة يجب ان يلتقطها حكماء جماعة الحوثي ، عليهم ان يرفعوا اصواتهم امام التيار المتهور والمتعطش للحرب وان يحاولوا انتشال الجماعة للمثول الى جادة الصواب ، والا والا والا فقسم هادي لن يتأخر لحظة واحدة والموعد ارض صعده ومران وهناك وحينها لا قبول لأي محاولات غير ........