تقرير / شوقي العباسي -
حلت نسائم عيد الأضحى المبارك أو ما يسميه اليمنيون "العيد الكبير" .. فهو بالنسبة لمن يشتغلون بمهنة الجزارة "موسم" سنوي لجمع المزيد من المال مقابل ما يقومون به من خدمات في أيام العيد.. وهو بالنسبة لميسوري الحال فرحة وسعادة..وفي أول أيام عيد الأضحى بالعاصمة صنعاء ارتفعت أسعار ذبح الأضاحي بنسب تقترب من 50% ، بسبب عدم وجود مسالخ مركزية كبيرة وقلة في عدد الجزارين الذين وجدوا في ازدحام الناس وإقبالهم عليهم، فرصة ثمينة لتحقيق أكبر قدر من المال. فقد تراوحت أسعار الذباحة بحسب نوع الأضحية حيث يكلف ذبح " الأغنام " قرابة خمسة آلاف ريال للرأس فيما وصل سعر ذبح "العجول" مابين الـ30 ألفاً إلى الـ40 ألف ريال .
يقول علي النوم صاحب محل جزارة لـــ" الثورة نت " :إن أسعار ذبح الأضاحي تختلف بحسب نوع الأضحية، ولكن بشكل عام ترتفع الأسعار بشكل ربما مبالغ فيه إذا ما نظرنا إلى الأسعار في الأيام العادية ، مشيرا إلى أن الكثير من الجزارين يرون في عيد الأضحى موسما للرزق خصوصا مع الارتفاعات التي شهدتها أسعار الأضاحي هذا العام . في الوقت الذي يعاني الكثير من المواطنين من عدم القدرة على الذباحة في منازلهم ، بعد أن كان الذبح شخصياً يعتبر من قواعد السنة لدى معظم الناس إن لم يكن الكل ، يقول محمد صالح - موظف في احد المصالح الحكومية أن ارتفاع أسعار ذبح الأضاحي خلال أيام العيد دفع الكثيرين إلى القيام بعمليات الذبح بأنفسهم تجنباً للأعباء المالية التي أضافتها عملية الذبح والتي لا يتحملها كثيرون.
وفي أحد الأسواق الخاصة لبيع اللحوم أبدى أمين قاسم استياءه من استغلال الجزارين للمواطنين خلال العيد ورفع أسعار اللحوم بالإضافة إلى أسعار ذبح الأضاحي ، الأمر الذي يزيد أعباء إضافية إلى جانب الأعباء التي يتحملها المواطن في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، وأضاف : أصبحت الأضحية تمثل هماً كبيراً للمواطن اليمني ابتداء من الشراء وانتهاء بالذبح يوم العيد.
العاملون في محلات الجزارة ارجعوا ارتفاعات الأسعار لذباحة الأضاحي، إلى شح الجزارين الذين يقومون بعمليات الذبح، وفي نفس الوقت زيادة عدد الأضاحي خلال هذا العيد، ومع كل عيد أضحى تظهر مشكلة الذبح حيث يستغل العاملون في هذا المجال وأصحاب المسالخ أيام العيد موسما سنويا للدخل ، خصوصا مع كثرة الطلب عليهم .وقال عدد من العاملين في محلات الجزارة لـــ"الثورة نت " أن ما يقومون به نوع من البيع والشراء ولايرون فيه أي استغلال للمواطنين خصوصا وان هناك ارتفاعاً في كل السلع ومنها أسعار الأضاحي ، التي سجلت هذا العام ارتفاعا ملحوظا عن الأعوام السابقة، بنسبة تتجاوز 40% وهو ما يشكل عبئا إضافيا على الأسر اليمنية. ووصل الأمر لأن يصف احمد الآنسي ، ما يجري بقوله" هناك سوق سوداء للجزارين انتشرت في العديد من المناطق والأحواش في صنعاء مع أول أيام عيد الأضحى المبارك ، خصوصا وان الطلب المتزايد على الجزارين أو البعض من الذين امتهنوا الجزارة بشكل مؤقت بهذه الأيام المباركة أدى إلى استغلال المواطنين وطلب مبالغ وصلت إلى 5000 ريال عن ذبيحة التيوس و"الكباش" فيما وصلت إلى 40000 ريال لذبيحة العجل أو الثور الكبير .لافتا إلى أن بعض الشباب يلجأون للعمل خلال أيام العيد في ذبح الأضاحي خاصة أنها عملية تدر أرباحاً كثيرة في وقت قياسي .وفي جولة قصيرة إلى بعض أقسام الطوارئ بالمستشفيات لوحظ وجود العديد من "هواة مهنة الجزارة " غير الحاذقين وبعض المواطنين الذين اضطروا لخوض التجربة من خلال قيامهم بذبح أضاحيهم بأنفسهم الذين جرحوا أنفسهم عند ذبحهم الأضحية لعدم خبرتهم في هذا العمل لكن ارتفاع الأسعار أجبرهم عليه في حين شكل طمع الهواة من غير المؤهلين للعمل خلال هذه الأيام باعتبارها موسماً لجمع المال مقابل عمليات الذباحة .