الرئيسية - تقارير - رسالة هامة وعاجلة للرئيس هادي لانتقال سلطات الدولة إلى عدن وتوديع صنعاء - تفاصيل واسباب

رسالة هامة وعاجلة للرئيس هادي لانتقال سلطات الدولة إلى عدن وتوديع صنعاء - تفاصيل واسباب

الساعة 01:10 صباحاً (هنا عدن - خاص)

وجه مساء اليوم نخبة من الاكاديميين والمثقفين والاعلاميين وناشطي منظمات مدنية في عدن رسالة وصفت بالهامة وتضمنت انتقال سلطات الدولة  إلى عدن يمثل مدخلاً أساسياً لاحتواء المؤامرةالتي تنفذ حالياً لإسقاط النظام الانتقالي ومعه عملية الانتقال السياسي ومرجعياته الأساسية. بما سيوفره من قاعدة آمنة للدولة ومنحها الفرصة للتعامل مع التحديات الماثلة، وفي مقدمتها استمرار احتلال صنعاء من قبل المليشيات المسلحة.
نص الرسالة

فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية            الأكــــرم



تحية تقدير واحترام وبعد:

تأسيساً على الوعي الكامل بخطورة المرحلة الراهنة التي تمر بها اليمن، في ظل تدافع الأخطار والتحديات على خط سير العملية السياسية، على نحو يهدد بتقويض هذه العملية وطي مرجعياتها الأساسية، وفي المقدمة منها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة باليمن.

وإدراكاً منا للمهام الجسام التي تنوءون بحملها، وتتكبدون عناء إنجازها حفظاً لكيان الدولة وصيانة للمكاسب الوطنية لشعبنا اليمني، ودرءاً للمؤامرات التي تحاك ضد بلدنا من أطراف داخلية وخارجية، بما لا يدع لكم وقتاً للقاءات تبدو ضرورية مع فعاليات المجتمع المختلفة، وبالأخص من يدفعهم الحرص على بلدهم.. فإننا كمجموعة من اليمنيين يجمعها هم الوطن وحرصها عليه، يسرنا أن نضع بين أيديكم مقترحاً بتفعيل مقررات مؤتمر الحوار الوطني المتصلة بوضع مدينة عدن كعاصمة اقتصادية وتجارية وعاصمة شتوية، وأهمية التسريع بنقل سلطات الدولة إليها خلال هذا الشتاء..وإذ نقدم لفخامتكم هذا المقترح فإننا نستند إلى العوامل والمبررات التالية:

أولاً: ما يتعلق بعدن:

1-إن انتقال سلطات الدولة  إلى عدن يمثل مدخلاً أساسياً لاحتواء المؤامرة التي تنفذ حالياً لإسقاط النظام الانتقالي ومعه عملية الانتقال السياسي ومرجعياته الأساسية. بما سيوفره من قاعدة آمنة للدولة ومنحها الفرصة للتعامل مع التحديات الماثلة، وفي مقدمتها استمرار احتلال صنعاء من قبل المليشيات المسلحة.

2- إن تفعيل دور مدينة عدن السياسي والاقتصادي والتجاري، يأتي في إطار استحقاقات قانونية ودستورية تكفل لها هذا الدور، بدءاً اتفاقية إعلان الوحدة وانتهاء بمخرجات مؤتمر الحوار بصفتها موجهات دستورية، وهذا يكفي لإبطال أي ادعاء أو تأويل خاطئ لتوجه من هذا القبيل.

3- لأن مدينة عدن، تتمتع بإرث مديني وحضاري، وبقاعدة غنية لإقامة عاصمة أكثر حيوية لليمن، كما أن موقعها الجغرافي المتميز، يجعل منها حصناً حقيقياً للدولة، وبيئة مثالية لفرض القانون، وترسيخه سلوكاً محترماً لدى اليمنيين.

4- بالنظر إلى الوضع الاستثنائي وغير المسيطر عليه في العاصمة صنعا، لاسيما في ظل هيمنة المليشليات المسلحة، فإن عدن تعد بديلاً مثالياً لإدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية بكفاءة وفعالية، وإنجاز استحقاقاتها بعيداً عن التأثيرات السلبية لمراكز القوى وأصحاب المصالح المتضاربة.

5- تتمتع عدن بفرصة مثالية للنمو الحضري وفق أحدث المعايير العالمية، وتنويع إمكانياتها  ليس فقط كعاصمة سياسية وإنما أيضاً مدينة اقتصادية وتجارية وسياحية وترفيهية، نظراً لتوفر إمكانية للتوسع الحضري والعمراني، وإنشاء شبكة من القنوات المائية البحرية عبر جسد المدينة.

6- وجود هرم الدولة في عدن يعزز البعد البحري في استراتيجية الدولة ونظرتها إلى موقعها البحري الاستراتيجي، وإلى أهمية الإفادة منه في تعزيز المكانة الدولية لليمن، وتعظيم مصالحها.  

 

ثانياً: ما يتعلق بصنعاء:

7- لا يبدو أن صنعاء تمثل حصناً آمناً للدولة، بعد أن تحولت إلى جزء من إشكالية هدم الدولة، بسبب ارتهانها للقوى القبلية المحيطة بها التي ما تزال تحتكم إلى العرف أكثر من التزامها بالقانون والنظام، الأمر الذي سحب نفسه على الواقع المعاش في مدينة صنعاء، التي تحولت مثلها مثل محيطها مسرحاً للصراع والفوضى والتجاوزات وانتشار ظاهرة حمل السلاح بكل أنواعه، بالإضافة إلى العلاقة الموتورة بين صنعاء ومحيطها القبلي، نتيجة استمرار نظرة القبائل الدائمة إلى العاصمة باعتبارها هدفاً محتملاً للغزو والنهب.

8- إن القوى المتحكمة في شمال الشمال تنظر إلى صنعاء على أنها مجال لنفوذها السياسي والاقتصادي والتجاري، الأمر الذي أبقى القادمين إليها من خارج المحيط القبلي مجرد دخلاء وطارئين، وليس بوسعهم التمتع بأي حق من حقوق العيش في المدينة، وأكبر دليل على ذلك أن جزء من المشكلة التي تشهدها البلاد حالياً تعزى في جزء مهم منها إلى كون رئيس الجمهورية من خارج المنطقة التقليدية التي كان يأتي منها رؤساء الجمهورية إلى العاصمة صنعاء.

9- هناك تحديات هائلة تواجهها صنعاء وتقلل من فرص بقائها عاصمة مثالية لليمن، وأهم هذه التحديات:

1) الأفق المحدود للنمو الحضري والذي يعيق أي توسع محتمل في المستقبل، والإشكالية المزمنة المرتبطة بالبيئة الحضرية القائمة التي تعاني من سوء التخطيط وتحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة هيكلة المدينة وتقوية بنيتها التحتية.

2)  مشكلة شحة المياه التي تتصدر التحديات البيئية لصنعاء، في ظل كلفة أي بديل مناسب لتأمين هذا المورد الحيوي الهام.

3)  إن وجود المدينة على ارتفاع يزيد عن 2000 متر فوق سطح البحر تسبب في مشاكل للعديد من الوافدين إليها، بالإضافة إلى مسئولية هذا العامل الطبيعي في المزاج الحاد للسكان.

نأمل إطلاعكم على المقترح وأخذه على محمل الجد، بقدر وعيكم بالتحديات التي يواجهها اليمن..

وتفضلوا بقبول وافر التقدير والاحترام،،،،