العربي الجديد - همدان العلي
أفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأن حالات الوفاة بين المهجرين وطالبي اللجوء، أثناء توجههم إلى السواحل اليمنية، ازدادت بشكل حاد العام الحالي، حيث يفوق العدد ما سجل في السنوات الثلاث الماضية مجتمعة.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، ويليام سبيندلر، إن "العدد الأكبر من أولئك اللاجئين وطالبي اللجوء يأتون من منطقة القرن الأفريقي".
وأضاف سبيندلر، في مؤتمر صحافي بجنيف، الجمعة الماضية، أن "آخر تلك الحوادث المأساوية، حين لقي أربعة وستون مهاجرا وثلاثة من أفراد الطاقم مصرعهم، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، عندما غرق المركب الذي كان يقلّهم في خليج عدن بعد إبحاره من الصومال"، مؤكدا بأن إجمالي من لقوا مصرعهم قد يصل هذا العام إلى مائتين وخمسة عشر، ليزيد عما سجل في أعوام خلال السنوات الثلاث الماضية.
"
نحو 215 مهاجراً إلى اليمن لقوا مصرعهم هذا العام
"
وأشار المتحدث إلى أن هناك "تقارير متكررة عن إساءة المعاملة ووقوع أعمال اعتداء واغتصاب وتعذيب وزيادة في التدابير القاسية، التي تتبعها شبكات التهريب، بما يزيد على ما يبدو عدد الضحايا في البحر".
وكانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أشارت، في وقت سابق، إلى أن أعداد اللاجئين والمهاجرين القادمين من القرن الأفريقي إلى اليمن في ازدياد مستمر، حتى وصلت إلى 10483 مهاجراً ولاجئاً في شهر أغسطس/ آب الماضي فقط.
زيادة الأعداد
وبحسب النشرة الإنسانية لمكتب الأمم المتحدة في اليمن، فإن "أسباب التزايد في أعداد اللاجئين والمهاجرين يعود إلى تدهور فرص كسب العيش في أثيوبيا والصومال، نتيجة للجفاف الذي شهدته مناطق كبيرة في جنوب ووسط الصومال، بالإضافة إلى استمرار الصراع وضعف الرقابة
"
المهربون يقومون بانتهاكات في حق المهاجرين.. تصل إلى إلقاء بعضهم في البحر لتخفيف حمولة القارب
"
على الحدود بين أثيوبيا والصومال".
وأوضح بأن عدد المهاجرين هذا العام أكثر، مقارنة بعام 2013، عندما شددت السلطات الإجراءات الأمنية على الحدود، مؤكد بأن "855 شخصا من بين الواصلين أكدوا بأنهم تعرضوا للترحيل في وقت سابق من المملكة العربية السعودية".
وفي السياق نفسه، قال محمد علي، مهاجر إثيوبي، إن أغلب المهاجرين "لا يتعاملون مع اليمن إلا كمحطة عبور إلى المملكة العربية السعودية بحثا عن العمل".
وعن ظروف السفر إلى اليمن والسعودية، يقول محمد لـ"العربي الجديد": "إنهم يواجهون مخاطر عديدة حتى يصلوا إلى السواحل اليمنية، ومن ثم يسيرون على الأقدام إلى حدود المملكة العربية السعودية".
مطالب رسمية
وكانت اليمن قد طالبت المجتمع الدولي بدعم جهودها لمواجهة تنامي تدفق أعداد اللاجئين والمهاجرين من دول القرن الأفريقي إلى أراضيها، وكذا مساندة جهودها لمعالجة قضايا النزوح الداخلي.
وفي الدورة الـ 65 للجنة التنفيذية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جنيف في سبتمبر/ أيلول الماضي، أشار نائب وزير الخارجية، رئيس اللجنة الوطنية لشؤون اللاجئين، أمير سالم العيدروس، إلى المخاطر المترتبة على استمرار الزيادة الكبيرة في أعداد المهاجرين غير الشرعيين، خاصة القادمين من إثيوبيا، وما يترتب على هذه الأعداد من أعباء اقتصادية وأمنية، بالإضافة إلى التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، التي تواجهها الحكومة اليمنية، مما يجعلها غير قادرة على تحمل أية أعباء إضافية.
يذكر بأن اكتظاظ القوارب المتجهة إلى اليمن بالركاب المهاجرين، قد يدفع ببعض المهربين إلى إلقاء بعض الركاب في البحر، لتجنب غرق القوارب، أو خوفاً من كشفهم من خفر السواحل.
وقدم إلى اليمن من القرن الأفريقي، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى أغسطس/آب من العام الجاري 48454 مهاجراً.