وجدت الطائرات الأميركية من دون طيار في اليمن دورا جديدا لها في المواجهات الدائرة بين رجال القبائل وعناصر القاعدة من جهة وجماعة الحوثيين من جهة أخرى، وقصفت موقعا للتنظيم، وهو ما حذر شيوخ القبائل من تبعاته.
حذر محللون وشيوخ قبليون يمنيون من دخول الطائرات الأميركية بدون طيار على خط المواجهات بين القاعدة ورجال القبائل من جهة وجماعة الحوثيين من جهة أخرى، وقالوا إن ذلك سيؤدي إلى إذكاء الحرب الأهلية والطائفية وسيعزز شعبية القاعدة.
وكانت طائرة أميركية من دون طيار قد قصفت مساء الجمعة الماضي مواقع القبائل والقاعدة في جبل اسْبيل الإستراتيجي المطل على مديرية رداع بمحافظة البيضاء وسط البلاد, مما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر القاعدة.
وأوضح عبد الرؤوف الذهب أحد مشايخ قبيلة قيفة إن الطائرة قصفت مواقع لهم لأول مرة منذ بدء معاركهم مع الحوثيين قبل أكثر من عشرة أيام، واعتبر هذا دليلا على علاقة التعاون بين الطرفين، متهما أميركا بدعم الحوثيين في "معركة خاسرة".
غضب
أما قائد مسلحي القبائل في رداع علي صالح أبو صريمة, فقال إن مشاركة الطيران الأميركي أغضبت القبائل في قيفة ومناطق أخرى ودفعتها لإرسال أكثر من ألف مقاتل أمس السبت في مواجهة الحوثيين.
وفي حديثه للجزيرة نت نفى أبو صريمة أي علاقة لهم بالقاعدة, مؤكدا أنهم يدافعون عن مناطقهم في ظل محاولات الحوثيين الدخول إليها والسيطرة عليها. ولفت إلى مقتل أكثر من 80 من الحوثيين وأسر 47 آخرين في كمائن نصبها مسلحو القبائل في مناطق مختلفة برداع.
واعتبر المحلل السياسي ياسين التميمي تدخل أميركا من خلال طائراتها في مواجهات القاعدة والقبائل ضد الحوثيين "مغامرة غير محسوبة العواقب ستساهم في إذكاء الحرب الأهلية والطائفية".
وأكد أن الحوثيين" يخوضون حربا بالوكالة عن الجيش الأميركي مقابل دعمهم بالإسناد الجوي". وتوقع أن يؤدي هذا إلى اتساع الحاضنة الشعبية للقاعدة، وهو ما سيجعل من الصعب مستقبلا التفريق بينها وبين مسلحي القبائل, بالإضافة إلى زيادة العداء لأميركا.
منفعة
من جهته, قال الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية, أمجد خشافة, إن هناك علاقة "نفعية" بين أميركا والحوثيين من خلال تقاطع مصالحهم في ضرب القاعدة في اليمن.
وأوضح -في حديث للجزيرة نت- أن مشاركة طيران أميركي في معارك رداع دعما للحوثيين تجسيد عملي لهذه الشراكة، وتعدى الأمر إلى إنشاء غرف عمليات أمنية بين الجيش اليمني والحوثيين لإدارة الصراع مع تنظيم القاعدة.
وتابع "هذه الشراكة بين أميركا والحوثيين ليست جديدة، حيث بدأت تحت مسمى محاربة الإرهاب عندما تم الاتفاق بعد الحرب السادسة 2009 التي خاضتها الدولة ضد الحوثيين مقابل السماح لهم بتأمين المناطق الشمالية في اليمن من الإرهاب".
وتوقع خشافة أن تعكس هذه العلاقة "واقعا جديدا يمنح القاعدة فرصة ترسيخ وجودها في المناطق ذات النسيج السني, وتعزز شرعية مقاومتها ضد الحوثي الدخيل على هذه المناطق".
في المقابل لزم الحوثيون الصمت حيال قصف الطيران الأميركي، خاصة أنهم يقدمون أنفسهم مناهضين للتدخل الأجنبي في اليمن وعابوا على خصومهم في السلطة سكوتهم على ذلك قبل سيطرتهم على العاصمة صنعاء أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.
ومنذ ذلك التاريخ برر الحوثيون توسعهم وسيطرتهم على عدة محافظات بمحاربة القاعدة ومنعها من تعزيز نفوذها، حتى لا تفتح باب التدخل الخارجي في اليمن على غرار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
المصدر : الجزيرة