لندن – اثار ظهور رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني، الاثنين، بصحبة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني علامات استفهام حول أسباب ظهوره المفاجئ عقب اختفائه عن المشهد السياسي القطري لفترة ليست بالقصيرة.
وكان الشيخ حمد بن جاسم، الذي شغل منصب وزير الخارجية أيضا، قد انضم، الاثنين، الى وفد قطر برئاسة الشيخ تميم بن حمد، في باريس، لتقديم واجب العزاء في وفاة رئيس مجلس ادارة شركة توتال الفرنسية كريستوف دي مارجيه.
وربط محللون توقيت ظهور الشيخ حمد بن جاسم بمعلومات تدور حول سعي قطر لترشيحه لشغل منصب الامين العام للأمم المتحدة خلفا لبان كي مون.
واستقال الشيخ حمد بن جاسم من منصب رئيس الوزراء العام 2013. وقالت مصادر قريبة من الديوان الاميري في الدوحة ان الشيخ تميم بن حمد وافق على دعم رئيس الوزراء السابق للترشح من اجل شغل أعلى منصب في المنظمة الدولية.
وستنتهي الفترة الثانية من ولاية كي مون العام 2015، لكن الحملة الدبلوماسية لخلافته انطلقت بالفعل على ما يبدو.
وكان الشيخ حمد الشخصية الأقوى في قطر على مدى العقد الماضي، حيث شغل موقع رئيس الوزراء منذ عام 2007 وحتى عام 2013، كما احتفظ بمنصب وزير الخارجية منذ عام 1992 وحتى خروجه من دائرة السلطة.
وتقول تقارير خليجية ان أمير قطر يسعى الى تعويض الشيخ حمد عن ادواره السياسية المحلية التي تم ابعاده عنها بدعمه للترشح للمنصب الأممي.
وتأمل قطر في دعم حلفاءها دبلوماسيا للفوز بالمنصب الدولي الرفيع. وكانت الدوحة قد دعمت بان كي مون اثناء حملته للفوز بالمنصب عام 2006.
وإذا حدث ذلك، فسيثير ترشح الشيخ حمد بن جاسم جدلا دوليا واسعا على خلفية اتهام قطر بتمويل ودعم الجماعات الاسلامية المتشددة في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
حان وقت رد الجميل | ||
كما سيلقي ترشحه الضوء على تراجع الديمقراطية وحقوق الانسان داخل الامارة الخليجية الصغيرة، خاصة بعدما تحدثت تقارير نشرتها منظمة العفو الدولية وصحيفة "الغارديان" البريطانية في وقت سابق عن مقتل الالاف من عمال البناء الاسيويين في مشاريع متصلة ببطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر اقامتها في قطر عام 2022.
وفي يونيو/حزيران العام 2013، قرر الشيخ حمد بن جاسم الانتقال للاقامة في العاصمة البريطانية لندن لتكون مقر له كـ"مواطن عادي"، بعد ان تم ابعاده عن كافة المناصب التي كان يشغلها، وعلى رأسها رئاسة الوزراء، اثر تنحي أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني لصالح الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد.
وجاء اختياره للعاصمة البريطانية بديلا عن الدوحة كمقر له على خلفية امتلاكه لأغلى شقة في بريطانيا مطلة على الهايد بارك، فضلا عن حبه الشخصي لأجواء الحياة في بريطانيا.
وتطل الشقة الواقعه في حي نايسبريدج الراقي على حدائق هايد بارك الشهيرة، وتحتوي على مصعد يرفع السيارة من الطابق الارضي إلى الاعلى، إضافة إلى نفق يربطها بفندق "مندرين" القريب منها.
بالإضافة الى ذلك، يمتلك الشيخ حمد بن جاسم علاقات اقتصادية وسياسية مع النخب البريطانية، وكان المخطط الأول لضخ الاستثمارات القطرية الضخمة في المملكة المتحدة.
واكتسب صندوق الثروة السيادية الممثل بـ"هيئة الاستثمار القطرية"، العديد من الأصول في لندن، بما في ذلك متاجر "هارودز" وناطحة السحاب "شارد"، إلى جانب حصص في أسواق "سينسبري" وسوق لندن للأوراق المالية.
وتصف مصادر غربية الشيخ حمد بن جاسم بـ"السياسي الذكي" في ايصال أفكاره بلغة، على عكس الاوساط العربية التي ترى فيه انه لم يصل إلى مستوى أقرانه في الدول المجاورة الاخرى عندما كان وزيرا للخارجية.
وينظر الى رئيس الوزراء القطري السابق بأنه المراهن على فكرة صعود الإخوان المسلمين إلى الحكم في المنطقة، الامر الذي أثار قلق حكومات عربية وافقد ثقة الشارع العربي بما يسمى بثورات الربيع العربي.