إرم - من أشرف خليفة:
يدخل الاعتصام المفتوح الذي يقيمه أبناء الجنوب في مدينة عدن أسبوعه الرابع تحت مظلة التحرير والاستقلال عن الشطر الشمالي الذي توحد معه في العام 1990م من القرن الفائت.
ودشّن الجنوبيون اعتصامهم المفتوح الشهر الماضي وتحديداً في الرابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول تزامناً مع احتفالات الشعب بالذكرى الواحدة والخمسين لاستقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني.
واستطاع الاعتصام المفتوح أن يضع حداً لانشقاق واختلاف دامَ لعامين بين أكبر مجلسيَن في الجنوب وهما "المجلس الأعلى للحراك الجنوبي" بقيادة حسن أحمد باعوم و"المجلس الأعلى للثورة السلمية" الذي يتلقى دعمه المباشر من قبل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، حيث أعلنا اندماجهما في الثاني والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول تحت مظلة مجلس واحد عُرف فيما بعد بـ "المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب"، وحظيت تلك الخطوة بترحيب جنوبي واسع وأعادت الأمل والتفاؤل لدى أبناء الجنوب في التقدم خطوات نحو تحقيق مطلبهم في التحرير والاستقلال لما يشكّلانه من ثُقل كبير في الشارع الجنوبي.
وشهد الاعتصام المفتوح في ساحة العروض بمدينة عدن انضمام العديد من النقابات العمالية في الدوائر الحكومية المختلفة إلى جانب انضمام قيادات سياسية واجتماعية إلى الساحة والمشاركة في الفعاليات الثورية، وشمل الانضمام كذلك عددا من القيادات العسكرية.
في الوقت ذاته لم تشهد الساحة خروج أية مسيرات ثورية كنوع من التصعيد ويرجع السبب في ذلك كما قال عضو اللجنة الإعلامية لساحة الاعتصام أحمد الدماني: "عدم الاتفاق الرسمي بين المكونات الموجودة حول آلية خروج المسيرات في ظل بقاء لجان تقوم بإدارة المخيم، مضيفاً: سيتم تدارك هذا الأمر وسيشهد الاعتصام خروج مسيرات منه، مبيناً: أن الاعتصام لا يزال مفتوحاً وهناك طرق تصعيدية مختلفة لم يتم الإفصاح عنها بعد".
وفي ثنايا التصعيد خارج إطار الساحة أشار الدماني إلى أن النقابات العمالية في المرافق الحكومية كلاً في مجالاتها المختلفة كمؤسسة المياه والنفط والمصافي والحقوق و النيابة وغيرها من مرافق أخرى ستتكفل به حيث ستقوم في البدء بعمل الاعتصامات داخل المؤسسات كتصعيد جزئي.
وكشف أحمد الدماني في حديث خاص لـ"إرم" عن مرحلة من التصعيد الثوري ستشهدها المحافظات الجنوبية الأخرى حيث قال: "ستشهد المحافظات الجنوبية تصعيدا ثوريا سيجري بنظم وآلية واحدة الهدف منها التعامل مع الجنوب كدولة وهوية وسيادة مستقلة من قبل الدول الإقليمية والمجتمع الدولي".
وأوضح الدماني: "أن هناك اجتماعات تتم بين القيادات في الداخل والخارج وذلك لمواكبة الشعب والسير معه في تحقيق مطلبهم باستعادة الدولة كاملة السيادة".
وقال عضو اللجنة الإشرافية العليا للاعتصام المفتوح في عدن أديب العيسي: "أن التصعيد مستمر بالخطوات المدروسة خصوصاً وأن أهدافنا واضحة والتي تكمن في استعادة جميع المؤسسات العسكرية والأمنية والعامة وهناك تصعيد جزئي من قبل النقابات العمالية".
وطالب العيسي خلال حديثه لـ"إرم" مجلس التعاون الخليجي للاستجابة لمطالب أبناء الجنوب قائلاً: "نطالب مجلس التعاون الخليجي بتمكين شعبنا ومساعدته على استعادة وإقامة دولته المستقلة التي تحترم كل المواثيق الدولية وحقوق الإنسان والقائمة على المدنية والدولة العصرية".
وأضاف: "هناك خطوات اجرائية فاعلة سيتم الإعلان عنها في القريب العاجل بعد التوافق الجنوبي للخروج بقيادة موحدة تمثل الشعب ونتمنى من المنظمات الدولية الاعتراف بها".
وتابع العيسى بقوله: "هناك مسلمات نحن جميعا نعترف بها وهي حق الشعوب في تقرير مصيرها ورفض العنف بكل أشكاله وقتل المدنيين الآمنين وقتل الأطفال ونبذ الصراع الطائفي".
ويرى الصحفي والمحلل السياسي أنيس منصور في تصريح خاص لـ"إرم" أن الهدف من الاعتصام المفتوح بحد ذاته مهم جداً وهو للفت الأنظار المحلية والدولية للقضية الجنوبية ومطالب الشعب الجنوبي والضغط الثوري المستمر بعدم القبول بالوحدة اليمنية وبالتالي يمكن الرضوخ لمطالب الجنوبيين بالاستفتاء على تقرير المصير.
وأضاف منصور: يوجد لدى الحراك الجنوبي خيارات أخرى إلا أن هذه الخيارات مكلفة وباهظة الثمن وربما تستغلها قوى أخرى وتحصد نتائجها.
وفضّل منصور الوضع الراهن للثورة الجنوبية في ظل بقاء الاعتصام دون أي تصعيد ثوري حيث قال: "أرى أن بقاء الاعتصام وديمومته أفضل من أي خطوات غير مدروسة قد تؤدي للعنف ويدفع ثمنها الجميع في ظل عدم وجود توجه دولي واضح تجاه الجنوب".