دعا السيد عبدالرحمن الجفري، رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر، الجنوبيين إلى الصمود والثبات والصبر في ساحة الاعتصام الجنوبي المفتوح بعدن حتى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
وأكد الجفري في تصريح لـ«الأيام» أن “بشارات كبيرة تنتظر شعب الجنوب وتتمثل في تغيير مواقف عديد من الدول من بينها دول كبرى مواقفها تجاه القضية الجنوبية وأنها باتت على قناعة بضرورة قيام الدولة الجنوبية في الجنوب العربي وتتبنى هذا الملف وان لم تعلن عن ذلك حاليا وستعلنه في الوقت المناسب انطلاقا من حرصها على مصالحها فيه”، مشددا على “أهمية تمسك الجنوبيين في هذه المرحلة الحاسمة بالنهج السلمي لثورتهم والتركيز على تحقيق الأهداف الثلاثة التي وضعها الاعتصام الجنوبي على رأس أجندته قبيل الثلاثين من نوفمبر وهي: اطلاق الأسرى والمعتقلين الجنوبيين من سجون النظام، واستلام الجنوبيين للمرافق والمنشآت الحكومية المدنية والعسكرية من الاشقاء الشماليين وإدارتها بأنفسهم، ووقف استنزاف ثروات الجنوب التي تذهب إلى الشمال وتعود بشكل رصاص في صدور الجنوبيين”.
وأضاف السيد الجفري في تصريحه لـ«الأيام» قائلا: “قضية شعب الجنوب قضية وطن ودولة وهوية وتاريخ وتستوجب على كافة المكونات والقوى الجنوبية اليوم وأكثر من أي يوم مضى رص الصفوف وتوحيد الجهود والعمل وفق رؤية مستقبلية لبناء دولة مدنية حديثة، فالعالم اليوم بات يدرك القضية الجنوبية ومشروعية مطالبها ويتجاوب معها انما ينتظر منا كجنوبيين تعريفه بماهية وشكل الدولة الجنوبية القادمة كنظام ومؤسسات وتوجهات وحينها سنحصل على المساندة من المجتمع، فنحن لا نريد ان نكرر ماحدث في 94م بإعلان دولة لا يعترف بها أحد أو لا نستطيع أن ندافع عنها وتسقط في اليوم الثاني لإعلانها بل ما سنقوم به مع اخواننا في كافة المكونات والقوى الجنوبي وفي ساحات النضال هو البدء في تأسيس الدولة الجنوبية دولة المؤسسات والنظام والقانون والتي ستحظى باعتراف ودعم دولي واسع وسندافع عنها”.
وكان الالاف من ابناء الجنوب استقبلوا السيد عبدالرحمن الجفري لدى وصوله ظهر أمس مطار عدن الدولي وساروا به في موكب مهيب رفعت فيه أعلام الجنوب صوب ساحة الحرية حيث أعلن الشيخ حسين بن شعيب، رئيس اللجنة الاشرافية العليا للاعتصام الجنوبي المفتوح، ترحيب شعب الجنوب بالجفري، قائلا: “شعب الجنوب اليوم يحتشد في ساحة الاعتصام للترحيب بنائب رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر السيد عبدالرحمن الجفري، ويؤكد على أهمية عودته في هذه المرحلة الحاسمة والظرف العصيب لنصرة اخوانه الجنوبيين في نضالهم لاستعادة دولتهم الجنوبية، وهو من بادر إلى إلى تغيير اسم حزب الرابطة إلى رابطة الجنوب العربي الحر، واليوم أبى إلا أن يكون مع شعبه في ساحة النضال وبناء دولة الجنوب القادمة لا محالة”.
وقد عقد الجفري فور وصوله مؤتمراً صحافياً في فندق ميركيور بخور مكسر عدن حضرته العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.
وقد رحب رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية للإفتاء والإرشاد في مستهل المؤتمر الصحفي بعودة السيد عبدالرحمن بن علي الجفري رئيس رابطة الجنوب الحر قائلاً: “نرحب في هذه اللحظات التاريخية بالأستاذ عبدالرحمن الجفري وهو السياسي المخضرم والذي جاءت عودته في هذه المرحلة التاريخية الثورية التي يعيشها شعبنا الجنوبي في ساحة الاعتصام بحي خور مكسر عدن ليسير الجنوب في هذه المرحلة ويكون مرشداً لنا في مسيرتنا نحو تحقيق الاستقلال والنجاة بالجنوب شاء الله”.
من جهته عبر السيد عبدالرحمن الجفري في بدء حديثه عن شكره للشيخ بن شعيب والحضور الكرام من إعلاميين وغيرهم.
وفي كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحفي والذي شهد حضوراً لافتاً قال: “في الحقيقة ليس لدي كلام كثير أقوله، فقد قلنا الكثير، لكنني أفضل أن أبدأ بأغنية كلما ازور عدن. وهي أغنية عبر صاحبها من خلالها عن مدى لوعته واشتياقه لعدن، والقائلة “إلى بندر عدن باسير سيرة يا بارود نسم إلى بصيرة..” إلى أن يقول “علي الرحمن يشهد اذا شفت الغدير أو بير أحمد على رمل البريقة لطرح الخد وانذر بالصيام من شهر شعبان بنحصل مخرج من شيخنا”. في إشارة إلى قرب الفرج وتحقيق النصر.
الجفري واصل حديثه بالقول: “على العموم لا شك في أن المرحلة التي تعيشها قضيتنا قضية شعب الجنوب العربي هي مرحلة من أهم المراحل في تاريخها مخاطر كما أن هناك مبشرات كثيرة لم تكن من السابق موجودة”، مضيفاً: “لهذا يجب علينا هنا أن نوضح المخاطر والتي معظمها خاصة بنا، وأولاها هي توافق القيادات الجنوبية، وهنا أنا أتكلم عن القيادات الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال وبناء دولة جنوبية عربية فدرالية كاملة السيادة على كامل ارض الجنوب. ولهذا اذا كنا متفقين على هذا الهدف فعلى ماذا نختلف؟ لا نعتقد بوجود مبرر اختلافات، وبالتعاون مع الكل بلا استثناء علينا أن نسعى جميعاً وبسرعة إلى التوافق على قيادة موحدة وعلى برنامج عمل وبرنامج سياسي موحد للمستقبل.
فالعالم لن يثق بنا ونحن نسعى إلى إقامة دولة مجهولة، فالعالم لا يتعامل مع مجهول، كما أنه لم يفتح جمعيات خيرية لذلك، هذا أهم أمر سنسعى جميعا ومعنا جميع الإخوة بلا استثناء من جميع المكونات والشخصيات لتحقيقه قدر الاستطاعة”، واستطرد حديثه حول أهمية توحيد المكونات والقوى الثورية بالقول: “نحن نعلم أن الإجماع الكلي غير ممكن ولو كان ممكناً لكان حدث لسيد الرسل ولاجتمعت له قريش بأسره ولما ظهر له معارضون من قبيلته، ولهذا اقل ما نقول توافق على الجميع، فالأغلبية يرون في هذا التوافق حاملا ايجابيا لتقوية قضيتنا”.
وأضاف: “أما النقطة الثانية، فهي أن هناك فعالية حدثت في 14 أكتوبر وهي فعالية غير مسبوقة من حيث الحجم والتنظيم في جميع المجالات ثم تحولت إلى اعتصام وفي الفعالية اصدر بيان، وبيان آخر صدر عن الفعالية التي أقيمت في حضرموت، وقد حمل بيان فعالية عدن ثلاثة أهداف، وفي العمل السياسي الوطني عندما تصدر بيانا وتضع مطالب أو أهداف لا تعتبر بالإعلام وكفى لابد من متابعة تنفيذها، ولهذا فالبيان تضمن وطرح أهداف إطلاق سراح المعتقلين، فيما طالب الهدف الثاني من أشقائنا أبناء اليمن الشقيق في المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية أن يسلموا مهامهم للجنوبيين في نفس المؤسسات، بالإضافة لمطالبة الشركات التي تنتج الثروات في بلادك من بترول وغاز ومعادن واسماك وغيره بالتوقف عن الإنتاج مع التوقف عن توريد المال الجنوبي لسلطات الاحتلال ليقتلوا به أبناءنا، هذه ثلاثة أهداف أنت وضعتها في الفعالية، ثم أصدرت حضرموت بعد ذلك بيانا آخر أو تصريحا بتأييد هذه الأهداف وأقامت أيضا اعتصاما مشابها، اذاً أول شيء لابد أن نعمله هو وضع خطة لتنفيذ هذه الأهداف، كما قد أعطى البيان إنذار إلى 30 نوفمبر لتنفيذ موضوع خروج إخواننا من اليمن الشقيق وتسليم مهامهم”. واستطرد الجفري بالقول: “طيب وماذا بعد نصمت ولا شيء؟ لا بد من برنامج تصعيدي، نتكلم عن تصعيدي تصعيدي سلمي وضاغط!”.
وأضاف: “لهذا أظن أن بعض الشباب لديهم أفكار وقد بدأوا يفكرون بها من ضمنها وضع لوحة كالعداد باقي من الزمن كذا يوم، وهذه توزع في كل المهام وكذا بالتواصل الاجتماعي الالكتروني يغير بنفسه كل يوم التاريخ، أما اللوحة الورقية فكل يوم يسحبون منها ورقة، فهذه لو وزعت في أماكن كثيرة وهي الكترونية كالواتس آب لإخواننا في اليمن الشقيق في إداراتهم سيدركون أن الموضوع جدي، أيضا من قبل الاعتصامات الصغيرة التراكمية، بعض الدوائر فيها عمالة كثيرة من إخواننا يستمر الضغط والتصعيد السلمي، أيضا هناك موضوع الثروات ووقف الإنتاج، وبالإمكان لمجموعة صغيرة محدودة من الاعتصام أن يذهبوا إلى القنصليات التي لها شركات تعمل حاملين معهم مذكرة من ثلاثة اسطر توضح ما في البيان مع التوضيح لهم بالعلاقة الجيدة في مستقبل الدولة بقدر تفاعلكم مع قرار أبناء شعب الجنوب، لهذا لابد لنا أن نتابع أي بيان يصدر وفيه هدف مطالب بتحقيقه ولابد أن نتابع التنفيذ ونضغط ويتم التصعيد السلمي، كما يجب علينا أن ندرك أيضا أن العالم كله إلى اليوم يرفض أي عمل مسلح إلا بالدفاع المشروع عن النفس أو لغزو جديد على بلادنا، هنا من حقنا أن ندافع عن بلدنا.
وأضاف الجفري في سياق كلمته التي ألقاها فور وصوله: “علينا أن نتابع ما يجري في الخارج اليوم، اعتصاماتكم وتفاعلاتكم يا شعب الجنوب هي تحت المجهر العربي والدولي من الجميع الذين يحاولون أن يعلموا مدى قدرتنا كشعب على إدارة اعتصام، فإذا عجزنا عن إدارة اعتصام كيف سندير دولة وكيف سيقتنعون بأننا قادرون على إدارة دولة في موقع استراتيجي هو الأهم في المنطقة فيه مصالح متشابكة مع العالم كله ولنا.
وواصل: “العالم سيقف معنا متى ما اطمأن على قدرتنا وجديتنا وإننا قادرون على إدارة البلاد في المستقبل، أيضا لقد أعطانا العالم بعض المؤشرات بأنه سيكون معنا، وهناك نوعان من المؤشرات، نوع مباشر وهو أن تعلن دولة أنها مع شعب الجنوب وحقه في الاستقلال وآخر لا يعلن ويمكن أن يعلن العكس لكنه فعليا معك، هذا ما قد بدأ يظهر على مستوى العالم، كثير من الدول الآن فعلها معك وان لم تعلن، وهناك في اعتقادي ووفقا لمعلوماتي ولاتصالاتي دول تبحث عن وقت مناسب لتعلن تأييدها للجنوب ودول كبيرة جداً، اذاً علينا ألا نعمل شيئا يعكس انطباعات سيئة عنا لدى العالم الذي يستعد ليتعامل معنا.
وأضاف: “العمل العسكري في الكفاح يستخدم أحيانا لكن يكون آخر العلاج، أما اذا شطحنا ودعونا للقتال فسندفع بأبناء الناس إلى القتل، ولهذا أنا اسأل من يذهبون إلى المعسكرات ليحتلوها ماذا لو كان ابنه معهم.
ولهذا يجب أن نراعي أن هؤلاء الشباب أبناؤنا ويجب ألا ندفع بهم في معارك خاسرة أو أعمال عشوائية، وما أتمناه أن يكون كل شيء ضمن خطة، لدينا عسكريون وخبراء ومتخصصون؛ ولهذا يجب أن يعطى لكل شخص عمله”.
وقال الجفري: “العالم يريد أن يمتحننا في هذه المرحلة، هو جاهز، وأكثر من دولة كبيرة الآن تقول لكم ياشعب الجنوب إننا معكم وسنساندكم دولياً وسياسياً، وهنا نحن محتاجون للعالم، لا أن نعلن دولة ولا نحصل على اعتراف بها أو دولة نحن غير قادرين أن ندافع عنها، لهذا يجب أن نعد أنفسنا لاستلام الدولة سواء كان من حيث الأمن أو القوات المسلحة وليس أمن الشرطة، فهناك امن غذائي وامن بيئي وصحي وغيره، وهنا أقول استقلال بلادنا ودولة الجنوب قادمة وعلينا أن نحكم أمرنا كما ذكرت من البداية من الأولويات، الأولوية نتفاهم، أن نوطي رؤوسنا لبعضنا من اجل شعبنا، أما أن نستمر هكذا فهذا لا يفيد، نقول أخونا وحبيبنا سيلحق مستقبلاً لكن ما تتعطل القافلة من اجل احد، هذا ما أردت أن أضعه أمامكم ونحن أساسا جئنا من اجل هذه الأمور ومن أجل أن نعيش مع شعبنا في سرائه وضرائه وفي فرحه وفي حزنه، لا أن نكون بعيدين عنه”.