وداعا تلفزيون عدن ..
للكاتب/ المخرج / محمد محمود السلامي
فكرة توديع تلفزيون عدن بدأت مع الوحدة وربما كان مخطط لها من قبل ..كنا نسمع في صنعاء ان تلفزيون عدن سيصبح استديو للانتاج ..هكذا بدأت الفكرة بعدها قدمت لنا اليابان منحه او مساعدة ماليه خصصتها اليابان لتلفزيون عدن هدية من الشعب الياباني ..وبعد اجتماعات وحوارات وإصرار اليابانيين على تقديم المساعدة لعدن وليس لصنعاء وبعد موافقة حكومة الوحدة جاء وفد متخصص من اليابان وجلس الوفد مع قيادة التلفزيون العدني واحضروا معهم الخرائط لتلفزيون عدن الجديد ..وكان الاخ / (فضل مطلق) – رحمة الله عليه- مديرا لتلفزيون عدن يعيش فرحة كبيرة لا توصف ... وطلبوا الخبراء اليابانين الارض التي سيبنى عليها المشروع ..لانهم اشترطوا ان شركات يابانية هي التي ستقوم بتنفيذ المشروع وتدريب العمال والفنيين على الاجهزة الجديدة ونحن سنتسلم المفاتيح لمشروع مكتمل وجاهز ..
نشط فضل مطلق وتحرك كثيرا في فرع الاسكان عدن وطلع الجبال وجاب الصحراء واحيراً استقر الرأي على الصحراء التي بين (الفيوش ودار سعد ) في اتجاه ابين شرقاً ووافق الخبراء اليابانيين على الموقع وبدأت المعاملات ولكن صنعاء لم توافق !!! لم توافق وكانت تعرقل المشروع الضخم الذي يحتوي على استوديوهات كبيرة مثلها مثل مدينة الانتاج الاعلامي في مصر ..ومن ضمن المشروع نهر صناعي وخيول للمعارك الحربية القديمة وأجهزة حديثة ومساكن للموظفين ..المشروع كبير وصعب شرحه كاملا في هذه العجاله وكان الاخ( فضل مطلق) مدير التلفزيون والخبراء اليابانين يتعاملون بصدق حيث انهم اطلعوا كثير من الناس على الرسومات والخرائط للمشروع كاملة ومن ضمن من اطلع على المشروع كثير من المهندسين والفنين وانا كاتب المقال واحد منهم ..
وجاءت حرب 1994م وانتهى المشروع ورفضت اليابان اي محاولة لتحويل التمويل الى صنعاء وقالوا هذه المساعدة لعدن ولتلفزيون عدن من الشعب الياباني ..
لكن فكرة تحويل تلفزيون عدن الى استديو للانتاج لم تنتهي واستمرت المحاولات بين فترة واخرى لتحويل تلفزيون عدن الى استديو انتاج ..
ونهبت مكتبة تلفزيون عدن التي تحتوي على وثائق فلميه وأشرطة بمختلف الاحجام والأنظمة (واحد وثمانون الف شريط )شحنت في الدينا (دينا الفجر) دون سلم واستلم ولكن كان هناك من هو غيور على هذا الكنز الذي ينهب كان يسجل ويعد الاشرطة دون ان يعلم الذين استلموا المقابل المخزي البخس (سيارة ..ورحلة لمصر او تونس!!) .
وتستمر المحاولة هذه الايام في بناء الاستديو (القراطيس) والاستيلاء على مبنى تلفزيون عدن في التواهي ... وقد بدأت الحكاية عندما زار التلفزيون احد خبراء البحرية الامريكية عندما كانوا يشيدوا مبنى خفر السواحل قبل حوالي اثنا عشر سنة او اكثر وبعد ان زار الخبير جميع الاقسام وصل الى مكتبة التلفزيون ..وكنت ضمن من كان في المكتبه حينها وكان الخبير الامريكي يتكلم ويشرح وقال ضمن مما قال :( كل هذه الاشرطة موجودة ..العلم يتطور وممكن تحط هذه الاشرطة في جيبك..) وكان يخاطب مدير التلفزيون (يسلم مطر) وأردف بالقول ( انتوا محتاجين غرفة فقط العلم يتقدم كل يوم ..كان يقصد الذاكرة التي لم تكن في ذلك الوقت موجودة عندنا ..وعندما رفعت راسي ونظري الى وجهه .. لأنني كنت مشغولا في عملي غير الامريكي الاتجاه وقال انتم ابنوا غرفة فوق الجبل ..الجبل انسب مكان للإرسال لماذا كل هولاء الناس وهذه الاشرطة وورشة النجارة لعمل الديكورات .. ؟ والحديث هنا (للخبير الامريكي )التكنيك الحديث يتيح لكم عمل ديكور بالخدع والحيل التلفزيونية) !!! ..كان يتكلم كمن يريد ان يشتري سيارة ويقول التايرات ملس والسيارة فيها دحشه ووو للتقليل من قيمة السيارة ..الرجل يتفاوض على شراء المبنى ..اخرجوا ...روحوا الجبل ماذا يعني ؟؟ والجوفه المصاحبه له تسمع وتبتسم !!..
يا قيادة تلفزيون عدن احذروا لا تفرطوا في المبنى هذا اذا لم يكن قد بيع كما بيعت الاذاعة القديمة .. هذا جزء من تراث وتاريخ عدن استشيروا الخبراء من المهندسين والفنيين والسياسين ..استشيروهم ولا تفرحوا كثيرا وما خاب من استشار !! استشيروهم في هنجر حقات واعيدوا الاجهزة التي وصلت لكم لان مواصفاتها هي وسائل للتواصل الاجتماعي ..افتحوا (فككو) هنجر حقات ..افتحوا استديوا (2) ليرى الناس الاجهزة الحديثة ..انتبهوا ..
محمد محمود السلامي
كبير مخرجي تلفزيون عدن