يشهد حزب المؤتمر الشعبي العام حالياً أعنف موجة انقسام منذ تأسيسه، بعد أن وصلت حدة الاستقطابات داخل حزب السلطة، إن جاز التعبير، مستوىً حاداً ينذر بانقسام الحزب.
ووصل الإنقسام في الحزب إلى حد "تبعثره" ما بين تيارين، أحدهما يريد العودة إلى الماضي عبر بوابة الفوضى والانقلاب على النظام الشرعي وعلى كل الاتفاقات التي وقعت عليها مختلف المكونات والقوى الوطنية، بما فيها حزب المؤتمر نفسه، وهذا التيار يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وتيار آخر يتزعمه الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعدد آخر ممن يمكن وصفهم بحكماء المؤتمر الشعبي العام.
حالة الاستقطاب الحاد هذه والانقسام توجت اليوم بنتائج اجتماع الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة الرئيسية في الحزب، والتي أقرت خلالها عزل الرئيس هادي من منصبه القيادي داخل الحزب، وكذا الدكتور عبد الكريم الإرياني الذي يعتبر رجل التوازنات داخل المؤتمر، وبهذا يمكن القول بأن ما حدث اليوم هو انشقاق جناح المخلوع عن حزب المؤتمر الشعبي العام، ذلك الحزب الذي لا يمكن أن يترك شخص مغرور، ومصاب بجنون السلطة والانتقام مثل صالح يقضي على تاريخه ودوره الوطني.
جناح المخلوع داخل المؤتمر استكمل فصول المسرحية الهزلية اليوم، بعقده الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة للحزب في العاصمة صنعاء، في ظل حضور ضعيف، وخاصة للمؤتمريين الجنوبيين.
كما أن الاجتماع اتخذ عدة قرارات غير قانونية وفقاً للائحة التنظيمية للحزب، منها إعفاء الرئيس عبد ربه منصور هادي من منصبه في قيادة الحزب، وكذا الدكتور عبد الكريم الإرياني، ما يؤكد بأن هناك توجه انقلابي داخل المؤتمر، على جناح الاعتدال الذي يسعى للخروج بالوطن إلى بر الأمان مع بقية المكونات والقوى الوطنية.
وتشير المصادر إلى أن عدد الذين حضروا اليوم اجتماع الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام 347 عضو من أصل1200 عضو.
ومن أشهر أسباب إقالة هادي من منصبة هو نجاح ألأخير في تجميد أمبراطرية صالح المالية بقرار مجلس الأمن وهو الأمر الذي أثار جنون صالج خاصة وثروته تقدر بأكثر من سبعين مليار دولار .