سفيان عمر
أكثر من سبع سنوات والمواقع الجنوبيه والصحف تتكاثر، لكن غثاء كغثاء السيل، اذ لم تقدم للقضيه الجنوبيه وشعب الجنوب إلا الشي اليسير من الانصاف والشيء الكثير من اليأس والاحباط والتشتت خاصة وان الكثير من تلك الوسائل قد تفرغت اما للخلافات مع بعضها البعض واما لدعم فصيل على حساب فصيل اخر بهدف تشويه الصور والتشكيك في الاشخاص، ولا استثناء الا لعبض الصحف التي انطلقت مؤخرا وتعمل الى حد ما في اطار المهنية والحياد ووفق المصلحة العامة للجنوب ..
وأمام هذا المشهد غير السوي يرى متابعون ومثقفون ومحللون ان هذه الوسائل فقدت دورها الحقيقي في تقديم القضيه الجنوبيه وراحت تبحث عن الصغائر التي تؤدي الى الكبائر، ويؤكد هؤلاء ان غياب صحيفة الايام التي كانت نور الحراك جعل الكثير من هذه الوسائل تتسابق على ملئ الفراغ الذي تركته الايام طمعا في المال والشهرة لكن للاسف اخفقت اخفاقاً كبيراً وخسرت كل شيء فلا فازت في الشهرة ولا نالت المال.
وفي ظل هذا الصراع الورقي والالكتروني استبشر الناس بالإعلام الفضائي وظهرت قناتان فضائيتان جنوبيتان عدن لايف والمصير ولكن يافرحة ما تمت ..
البداية الخاطئة حتما لا تنتهي إلا الى الخطأ الفادح ، فقناة السيد البيض والجعري والربيزي لم تعتمد على الكفاءات الإعلاميه بل طفشت الهمشري واياد والسقاف واسمهان ...الخ
ولم يستفيد علي ناصر محمد من هذه التجربة حينما قرر إطلاق قناة المصير، وكرر الخطأ نفسه من خلال تعيين صهره جابر محمد (عقيد في القوات الجويه اليمنية ) وقريبه الخضر امشعوي (عميد في الامن السياسي أمن الدولة سابقا) والاثنان جهلاء في الاعلام، ان لم يكونوا أميين في التعليم الامر الذي رحل كل الكفاءات الإعلاميه مثل عبد الرحمن ثابت ومحسن محمد واحمد حرمل وشفيع العبد ومحمد همشري...الخ
وهكذا أخرت هذه القنوات الفضائية من تقدم القضيه الجنوبية، وذهبت تعمق الجراح وتوسع الانشقاق، وان كان هنالك ثمة نجاح لعدن لايف فليس سوى تقديم البيض كقائد شرعي للجنوب من خلال الترويج له ولمشاريعه متخذة من صوره في المظاهرات شعارا وعلماً، بينما أخفقت قناة المصير تماما وخلقت ميتة، اذ لم تستطع ان تضيف شيئاً يذكر لا للجنوب ولا لعلي ناصر ..
وامام هذا التشتت يرى مراقبون للواقع الإعلامي الجنوبي ان هذه القنوات بشكل خاص والإعلام الاخر المقروء بشكل عام قد ساهمت في شق الصف الجنوبي واججت الخلافات، اذ انها تفرغت للعمل ضد بعضها البعض ونست العدو الرئيسي الذي صار يراقبها بسخرية ويعزز خلافاتها بدعم هذا ومهادنة ذاك ..
وعليه يرى هؤلاء المراقبون ان قضية الاعلام الجنوبي ستظل قضية تؤرق الجميع اذا لم تكن هناك وقفة جادة من القيادات الجنوبيه وتحديدا علي البيض وعلي ناصر والعطاس وقفة مسئوولة تضع الرجل المناسب في المكان المناسب فلا ينفع ان يستمر شخص مثل الجعري يقود الإعلام والجميع يعرف مستواه وان المؤهل الوحيد الذي يجيده هو اخلاصه للبيض وعائلته ..والامر ينطبق على جابر محمد الذي لا يحمل أي مؤهل إعلامي غير مصاهرته للرئيس ناصر وبالتالي عليهم مراجعة هذا الامر بمنطق بعيد عن العاطفه والقرابة ..وان يبدأوا في تصحيح الوضع الإعلامي بتعيين كفاءات إعلاميه مشهود لها، والساحة الجنوبية مليئة بهم بداية بمحمد سعيد سالم ومحمد قاسم نعمان وخالد سلمان وشفيع العبد صالح الجبواني واحمد حرمل وحسين بازياد وفضل علي مبارك والقائمه تطول ...الخ
مالم فان القضية الجنوبية ستظل حبيسة الشوارع تستجدي الإعلام الخارجي والذي نراه هو الاخر قد اصم اذنيه وغض الطرف عن كل ما يحدث في الجنوب الا من بعض المحاولات الخجولة والتي درجت على وصف ما يحدث في الجنوب على انه حركة انفصالية..
ولعل ما يحزن فعلا وضرب كاتب هذه السطور على يده لكي يكتب، هي تلك الفعالية الاخيرة للحراك في حضرموت، كيف غيبت وكيف تخاذل الإعلام الجنوبي أمامها، فعدن لايف ذهبت الى عدن لتنقل العصيان والمصير صامت عن الكلام بذرائع التوقيف مبهم الاسباب، مع العلم وحسب ما وصلني من معلومات، ان عودة الخضر امشعوي الى قناة المصير السبب الرئيس فالرجل وحسب فادي باعوم قد ذهب باكثر من فعالية للشباب غياهب الجب، ورفض ايام كانت المصير تلفظ انفاسها الاخير تغطية اكثر من فعالية تحت تأثير حساسياته مع هذا او ذاك..
وللحديث بقية ...