الرئيسية - تقارير - عودة المناضل فقيد الوطن الشيخ مجاهد أبوشوارب للواجهة السياسية والذكريات

عودة المناضل فقيد الوطن الشيخ مجاهد أبوشوارب للواجهة السياسية والذكريات

الساعة 11:53 مساءً (هنا عدن - خاص)

نظّم منتدى اليمن الاتحادي الفكري والثقافي والشبكة الوطنية للاعلام عصر اليوم في مقرّه بالعاصمة صنعاء ندوة قيمة خُصِّصت للإحتفاء بالذكرى العاشرة لرحيل المناضل والوطني والقومي الكبير الشيخ/ مجاهد أبو شوارب 17 يوليو 2004م ، شارك في تقديم أوراقها عدد من المثقّفين والكُتّاب من مختلف التيارات والمشارب الفكرية وحضرتها نخبة من المهتمين والمسكونيين بسحر المفاهيم والقيم التي ارساها وتمثّلها الفقيد الراحل طوال مسيرته الحياتية والنضالية الحافلة .

وفي الندوة قدّم الكاتب والصحفي القومي الأستاذ / علي الأسدي - رئيس رابطة الصحافة القومية ورقة عمل هامّة تطرّق فيها لأهم مناقب الراحل مجاهدأبو شوارب ومحطاته النضالية المشرقة على كافّة المستويات الثورية والتقدمية والقومية والإنسانية ،حيث اشار الأسدي إلى أن الراحل أبو شوارب يعدُّ من أهم الشخصيات الوطنية والقومية التي اثرت المشهد السياسي والاجتماعي اليمني وأثّرت فيها بقوة، من خلال ناضلها الشريف والصريح بالكلمة والموقف والمبدأ والمشروع الحيّ والنابض بالأمل والعدالة والنهوض والغيرة على الحق .



 

وكل ما من شأنه أن يُرسي قيم المحبة والتسامح والمدنية والعدالة والصدق والحوار والنزاهة ومحاربة الفساد ، اضافة لمبادئه وهمومه القومية التي كانت موجها له ولسلوكه وخطاباته وتفاصيل حياته من دون أي إدعاء زائف أو مزايدة مستهلكة كما يعمل البعض  .

 

وقال الأستاذ الأسدي : إذا لم يكن في اليمن إلا اثنين من الوطنيين والقوميين الصادقين والمخلصين لكان فقيد الوطن الشيخ مجاهد أبو شوارب أحدهم ، وإذا لم يكن في اليمن إلا شخصين من حملة رسائل التنوير والمحبة والوحدة لكان الشيخ مجاهد أحدهم بل وأولهم ، وإذا لم يكن في اليمن إلا ثلاثة  مناضلين وثائرين لكان الشيخ مجاهد أبو شوارب - رحمه الله - أحدهم. 

إن الحديث عن الشيخ مجاهد وما تحلى به وكرسه في نفوس وقلوب ووجدان كل من عرفه أو قرأ عنه أو سمع ، حديث ذو شجون ويظل حديثا منقوصا ، فالإحاطة بالراحل الإنسان صعبة والاحاط بالراحل الثائر صعبة والاحاطة بالراحل الشهم صعبة والاحاطة بالراحل  الزاهد صعبة ، والاحاطة بالراحل القومي الذي ظل حتى آخر لحظة من حياته مؤمنا بقضية العرب الكبرى ( فلسطين ) كإيمانه بالحياة والموت، والعدالة والكهنوت.

 

وقد كان الراحل - أيضا - خير مدافع عن العروبة ، عن العراق الجريح وكل بلاد العُروب ، التي كانت همومها وحبها تُثقل كاهله وتُرّقه  ، صدقا وقولا وعملا ومشاعرا ، وضميراوليس تزلُّفا ولا إدعاء أو نفاق  .
وقال الأسدي : لقد  خسرت اليمن ، كل اليمن ،  برحيل هذا المناضل الطليعي الفذّ الكثير من الأشياء ، خسرت عملاقا ومرجعا لا يتكرر كثيرا للحكمة والصدق والنزاهة والاخلاص للقضايا الوطنية ولمفهوم الوطنية والقومية.

كما قدم الباحث / عبدالرقيب الشرجبي ورقة هي الأخرى هامة ، تحدث فيها عن أهم مناقب الراحل أبو شوارب وصفااته النبيلة والشجاعة، التي تختلف عن صفات الفرسان ونخوتهم. وقال :لقد كان يرفض المناطقية والطائفية ولغة أي مركز متعالية ويرفض مراض الأيديولوجيات والاستقواء بالأجنبي على حساب الهوية والثوابت وقيم  العروبة والحرية  .

وقال : لقد علمنا الكثير من الأشياء ،سيما حينما كان يجسد كل منطقة من مناطق اليمن في ضميره وسلوكه ووعيه ، لم يكن يؤمن بالمناطقية والمذهبية والتفرقة أبدا ، ومن أشد ما كان يرفضه هو الاستقواء على الدولة والقانون بالقبيلة أوالإبزاز وفلسفة ( فرّق تسد ) التي استخدمتها قيادة الدولة في حياته ،وأنبرى رافضا لها ،
 كما إنه أسس للمفهوم الوطني الشامل في سلوك الناس ، وتقريبا كان يحمل نفس مبادىء وثوابت وأخلاقيات الشهيد المقدم إبراهيم الحمدي .

واضاف حيثما ذهبت في اليمن ستجد الناس يتحدثون عن الشهيد الحمدي بكل حب ووفاء ، وكذلك هو الحال بالنسبة للراحل مجاهد أبو شوارب ، يتحدثون عنهما من حيث النزاهة وحب اليمن كل اليمن ورفض المناطقية والفساد والهمجية والتعالي وغيره .
مشيرا إن الحديث عن الراحل أبو شوراب  يجعل المرء عاجزا ومثلا بالحرج ، لنه يحس إنه لم يعط هذا القامة والمشروع الوطني الرائد والكبير حقه .

وتحدث في الندوة عدد من الحاضرين الذين تقدموا بمداخلات قيمة ، أوجزوا فيها ما كان يتمتع به الراحل من مناقب نادرة ، معرجين على سيرته الذاتية وما قدمه للبلد من تضحيات ومواقف  ،سواء قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمر أو من بعدها ، في حرب السبعين وحصار صنعاء ، 
أو بعدها أثناء وبعدها في حوار خمر ،وكيف خدم الأمن والاستقرار والحوار والتعاييش طوال حياته النضالية والكفاحية. 
وكان عدد من المشاركين في  الندوة والمتداخلين قد عبروا عن أسفهم البالغ للإهمال المعيب من قبل الحكومة ومؤسسات الدولة والمنظمات المدنية ، وحتى القبلية التي لم تتذكر هذا الرجل الاستثناء الذي وهب حياته وووقفها لأجل اليمن وثورته ووحدته واستقراره ، مشيرين إلى أنه نموذج متقدم للزعيم القبلي المتنور الذي يجب أن يكون مفخرة للقبيلة اليمنية والعربية وبوصلة تتهدي من خلالها الأجيال لكل ما يفيد حاضرها ومستقبلها.
 
 
 
-اليمن الاتحادي سينشر لاحقا البوما من صور الفقيد التي لم تنشر من قبل  ويرحب باي مشاركة من رفاقه بهذه الذكرى .