احتشد المئات من أنصار ومسلحي جماعة الحوثي بمقابل انتشار كثيف وفائق لعناصر وقيادات القبائل المسلحة المدعومين من قبائل ومشايخ حزب الإصلاح على تخوم محافظتي مأرب والجوف استعدادا لمعركة ومواجهة دامية (متنقلة) بين الطرفين.
وانتقالا بين موائد صراع السلطة الكامن في البلاد يمزق الصراع الدائر بين الإصلاح والحوثيين خيوط الأمل التي يتشبث بها اليمنيون للوصول إلى اليمن الجديد والمشروع الجامع.. فلاتزال المشاهد الدراماتيكية لتقدم المليشيات ومسلحي القبائل في تطور مريب - حسب سياسيين، فمن رداع وأيام القتال العنيفة التي شهدتها على مدى أيام الأسبوع الماضي (منطقة خبزة) مديرية ولد ربيع (قيفة) التي أدت إلى نزوح المئات من أبناء المنطقة من أطفال ونساء إلى الجبال والكهوف بالمنطقة وإلى خارج مدينة رداع أيضا وقتل العديد منهم في حرب، يقول أهالي المنطقة إنه لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. إلى الشرق إلى محافظة مأرب التي تتوفر للمتصارعين (الحوثي والقبائل المتحالف مع حزب الإصلاح) مبررات التوغل وتحويل تلك المناطق والمحافظات إلى ساحات صراع جديدة لا مجال فيها للمبادئ والقيم الإنسانية ولا رحمة أيضا لمن يتخلف عنها.
**حسم حوثي**
ويظهر أن من بين أوراق الحسم للصراع التي تستخدمها جماعة الحوثي ضد القبائل المسلحة المتحالفة مع حزب الإصلاح وإنجاز المعارك لصالحهم هو استخدام وحدات هجومية خاصة (جهاديين) على ذات الصبغة التي تستخدمها عناصر القاعدة.
**مجاهدو خبزة**
حيث أفادت مصادر خاصة عن دخول عشرات المجاهدين الذين ينتمون لجماعة الحوثي (كتائب الحسين) لإنهاء المعارك في منطقة خبزة بقيفة رداع التي استمرت المعارك فيها أكثر من أسبوع تكبدت جماعة الحوثي فيها أكثر من (200) مسلح.
ويرجح مراقبون استمرار تلك العناصر بالقتال في تلك المناطق حتى إنهاء معركة رداع التي تقاتل فيها للشهر الثاني على التوالي.
**هجمات انتحارية**
وأشارت المصادر إلى قيام الجماعة بتنفيذ عمليات وهجمات انتحارية في تقدمها في تلك المناطق بينما يسند لبعض الجنود المساندين لهم في استخدام الآليات والمعدات العسكرية الثقيلة من أسلحة وغيرها، وقصف المناطق المطلوبة بالدبابات والصواريخ كعملية تمهيد للاقتحام.
وتؤكد المعلومات أن الجماعة تركز حاليا على استكمال السيطرة على قيفة ومركزها مديرية ولد ربيع برداع مركز قيادة القاعدة ومن تبقى من آل الذهب.
كما تبقي عينها بدرجة أساسية على منطقة يكلا الواقعة بين محافظة البيضاء ومحافظة مأرب باعتبارها المخنق الذي بسيطرتها عليها ستمنع أية تسربات من عناصر القبائل المسلحة الذين يأتون بالمئات من مأرب للقتال ومساندة معارك البيضاء منذ أكثر من نصف شهر بعد تشكيل حلف قبائل البيضاء وإقليم سبأ.
مصادر ميدانية حوثية لـ«الأيام» أكدت عزمهم على مواصلة التقدم حتى الالتقاء برجال محافظة مأرب القادمين من حريب القراميش وصرواح وغيرها من مناطق مأرب.
كما تفيد المعلومات باحتشاد ما يزيد على (2500) مسلح حوثي إلى تخوم مأرب إضافة إلى تجهيز عدد من كتائب (الحسين والمصطفى) للاستعداد لاقتحام مأرب.
**تطهير مأرب**
المصادر الحوثية أكدت أن اللجان الشعبية عازمة على دخول محافظة مأرب من ثلاث جهات تتوزع على مناطق في البيضاء ومأرب باتجاه صنعاء والجوف حيث خطوط النفط والغاز وخطوط الكهرباء.
**انتقال تسلسلي**
وفي ظل تزايد تأزم المشهد السياسي تتصاعد وتيرة الانتقالات التسلسلية لجبهات القتال.. حيث بات المواطن ينتظر ليس ما ستنتج عنه جبهة الصراع الحالي فقط بل يتساءل عن “من التالي”؟.
وطبقا لمصادر محلية بمحافظة مأرب فإن المئات من تعزيزات وحشود الطرفين تحيط بمدخل مدينة مأرب من اتجاه صنعاء منطقة المفرق، فضلا عن حالة استنفار في أوساط خلايا القاعدة في بعض مديريات المحافظة وأيضا في شبوة والجوف وغيرهما.
**معركة قديمة جديدة**
وفيما انتقلت المواجهات بين القبائل ومسلحي الإصلاح وجماعة الحوثي كطرف ثان من محافظة البيضاء في الجنوب إلى الشرق باتجاه محافظة مأرب والشرق الغربي محافظة الجوف (كساحة معركة قديمة جديدة)، بات الآلاف من أنصار وعناصر الطرفين يحشدون إلى منطقة المفرق التي تفصل المحافظتين عن بعضهما أو ما يعرف شعبيا في أوساط مواطنيها بـ(منطقة صحن الجن) ومناطق محاذية ومجاورة لها باتت عبارة عن معسكرات استقبال وتدريب لكليهما استعدادا لمواجهات متنقلة ومعارك دامية بين الطرفين.