بقلم /السراج اليماني
الله سبحانه وتعالى نهانا عن دخول بيوت الاخرين من غير استئذان فقد علمنا الله سبحانه وتعالى عامة آداب الاستئذان عند دخول البيوت فقال سبحانه : " أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" [النور: 27].........
حرمة البيوت في الاسلام
القرآن الكريم لم يغادر صغيرة ولا كبيرة من امور الناس وقضاياهم الا وتناولها بالاجمال او بالتفصيل قال تعالى : ( يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ، ولكن البر من اتقى وأتو البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون ) " البقرة : 189 " اخبرهم سبحانه ان البر الحقيقي هو تقوى الله تعالى بالتخلي عن الرذائل والمعاصي وهو عمل الخير والتحلي بالفضائل واتباع الحق واجتناب الباطل ، فأتوا البيوت من ابوابها ، وليكن ظاهركم عنوانا لباطنكم بطلب الامور كلها من مواضعها الشرعية واتقوا الله في كل شئونكم رجاء ان تفلحوا في اعمالكم ، وبما ان البيت : مكانا ترفع فيه الكلفة وتنشر فيه الراحة ، فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من اطلع في بيت قوم بغير اذنهم فقد حل لهم ان يفقأوا عينه " ( رواه البخاري ومسلم وابوداود) ، وروى ان حذيفة : جاءه رجل فنظر الى مافي البيت ثم قال : السلام عليكم أأدخل ؟ فقال له حذيفة : " اما بعينك فقد دخلت ، واما بجسمك فلم تدخل "
وقال الخطيب الشربيني في تفسيره : كم من باب من ابواب الدين هو عند الناس كالشريعة المنسوخة قد تركوا العمل بها ، وباب الاستئذان من ذلك
فالغريب في الامر اليوم أننا خلعنا ربقة الاسلام من اعناقنا بسبب العهر السياسي ورمينا بأوامر الدين ورائناظهريا وكأن الاسلام لم يعنينا او بمعني اوضح وكأننا لسنا بمسلمين حتى اننا لانعتبر بحوادث الزمان التي وقعت لكل من اعترض على الله وكتابه ورسوله ودينه التي ذكرهالنا الله في كتابه وسنة رسوله وذكرتهالنا كتب التاريخ والسير وكيف ان الله سخف باقوام الارض وكيف سوى ببيوتهم الارض وجعلها قاعا صفصفاوكيف اغرق فرعون في اليم وجعله اضحوكة لاصحابه واتباعه ممن سامهم سوءالعذاب بشتى صنوف الجرائم من قتل وذبح وأسر واستعباد وبعدكل هذا ادعى انه هو الله فخسف الله به وبداره الارض .
واناهنا أجزم ان الله يسنتقم منن أعملوا هذه السنة السيئة في عصرنا الراهن وممن أستمرؤا اقتحام البيوت ونهبها وتدميرها بسبب خلافات سياسية وعرقية وطائفية وقبلية لايصل حد العقاب فيها الى هذه العقوبة بل ان هذه العقوبة تجاوزت كل الحدود والتصورات وخالفت الشرائع الإلهية والاعراف والاسلاف والنظم والقوانين والدساتير المعول بها ولم يقم بها الا من يحكمون شريعة الغاب ومن شعارهم :"اما انا واما الطوفان".
واجزم ان المخلوع صالح قبل أن ينتهي من تدمير منازل وقصور وشركات خصومه السياسيين وأنى له الانتهاءمنها لكثرتها وخصوصا انه يستحدث له في كل يوم خصوما جدد فسيدمر بيته بنفسه وهذه سنة الله في عباده فكما تدين تدان والجزاءمن جنس العمل واذا لم يدمره بيده سيدمره له اعوانه وانصاره وحلفائه الذين ساعدوه ونصروه وانتقم بهم من خصومه وبعد ان خلصوه من اكبر خصومه الذين اذاقوه الويلات في خلال حكمه واكبرهم اللواءعلي محسن الاحمر وعيال الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر الذي خان ود ابيهم وتنصل من اتفاقاته معه بسبب اولاده وكذلك فكك قبيلة حاشد التي تعتبر اكبر قبائل اليمن ومن ثم حزب التجمع اليمني للاصلاح الحليف الاستراتيجي لصالح طيلة حكمه الا انه لم يبادلهم الوفاءبالوفاء بسبب سياساته الماكرة المخادعة التي لاتبقي له صاحبا ولا معينا ..واليوم نراه انقلب على حلفائه الجدد انصار الله والشريعة وبدأيهاجمهم ويناصبهم العداء مؤشر ينذر بنهاية صالح وعائلته من الوجود تماما .
قاقتحامه لبيوت خصومه السياسيين حسب تصنيفه هو واسياده فيما كانوا حلفائه في السابق ولم يستطع حكم اليمن الا بالتسلق على ظهورهم ولكنه خاف من ان يفضحوا سره المليئ بالجرائم التي ستكبله بالقيود اذا ظهرت فحاول التخلص منهم الواحد تلو الاخر وهذا مايدل على الافلاس الاخلاقي والسياسي والقبلي فدخوله بيت الشيخ صادق الاحمر سيكون نهايته المؤلمة حيث وانه عاهد اباهم بحمايتهم والاتفاق معهم وعلى انه هو اخوهم الاكبر وهم اخوانه الصغار الا انه خان الامانة
فنهايته حانت ساعتها...
وهنا اذكره بقول رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم:"إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
عن أبي موسى الأشعرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) قال : ثم قرأ :)وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ( متفق عليه
هذا الحديث سلوى للضعفاء المظلومين المؤمنين المعذبين في الأرض بغير حق ليعلم الموحدون المضطهدون أنه و لابد أن يأتي يوم يخلص الله فيه عباده المقهورين من هؤلاء الظلمة المتجبرين .
والحديث يجمع سُنتين من سنن الله تعالي :
الأولي سنة الإملاء والإمهال للظالمين يقول صاحب اللؤلؤ:( ليملي : أي يمهل ويؤخر ويطيل له في المدة وهو مشتق من الُملِوَة وهي المدة والزمان).
الثانية أخذ الله للظالمين وعدم إفلاتهم من عقاب الله الأليم . لم يفلته : لم يطلقه ، وقال أهل اللغة :( يقال أفلته أطلقه وانفلت تخلص منه). وكذلك اخذ ربك : قال الراغب: (الأخذ حوز الشئ وتحصيله وذلك تارة بالتناول وتارة بالقهر ومن الثاني) قوله تعالي : )وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ( .أ هـ
والله تعالي يقول في الحديث القدسي : (إني حرمت الظلم علي نفسى وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)وكذلك أخبر الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم حيث قال:(اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )
والظلم : ( هو أخذ مال الغير بغير حق أو التناول من عرض أو نحو ذلك. قاله صاحب اللؤلؤ
وقوله ظلمات : قال القاضي (قيل علي ظاهره فيكون ظلمات علي صاحبه لا يهتدي يوم القيامة سبيلاً حتى يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم . ويحتمل أن الظلمات هنا الشدائد وبه فسروا قوله تعالي :")قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ( أي شدائدهما ، وقيل : إنها عبارة عن الأنكال والعقوبات) أ.هـ
قال الحافظ في الفتح قال ابن الجوزى : الظلم يشتمل علي معصيتين : أخذ مال الغير بغير حق ، ومبارزة الرب بالمخالفة ، والمعصية فيه أشد من غيرها ، لأنه لا يقع غالباً إلا بالضعيف الذي لا يقدر علي الانتصار ، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب ، لأنه لو استنار بنور الهدي لأعتبر ، فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى اكتنفت ظلمات الظلم الظالم حيث لا يغني عنه ظلمه شيئا .)أ.هـ
ومن منا يحتمل عاقبة الظلم .. من منا يقوى علي ظلمات يوم القيامه أو يقوى على التطويق من سيع أراضين .. من يتحمل العذاب الأليم الشديد ، يقول الإمام الزمخشرى : (وهذا تحذير من وخامة عاقبة الظلم لكل أهل قرية ظالمة من كفار مكة وغيرها بل لكل من ظلم غيره أو نفسه بذنب يقترفه ، فعلى كل من أذنب أن يحذر أخذ ربه الأليم الشديد ، فيبادر بالتوبة ولا يغتر بالامهال).
كاتب يمني وباحث في شؤون الارهاب الشارقة