قام أحد المواطنين من أبناء الحيمة الخارجية بنبش قبر نجله الذي دفنته جماعة الحوثي في مقبرة الحشوش بحي الجراف بأمانة العاصمة دون إبلاغه إلا بعد دفنه، ليقوم على إثر ذلك بنبش قبره وأخذ جثته ليدفنها في منطقته.
وأكدت مصادر ذات صلة "للمصدر اونلاين" أن المواطن حسين أحمد العاقل أُبلغ مؤخراً بدفن نجله الشاب "إبراهيم" وثلاثة من رفاقه بعد أن لقوا حتفهم قبل أكثر من أسبوع في رداع، حيث كانوا يشاركون في القتال هناك في صفوف المسلحين الحوثيين.
وأضافت: "إن الوالد لم يكن قد أبلغ بمقتل نجله في حينه، كما لم يتم إبلاغه لاحقاً بالحضور والمشاركة في مراسم الدفن، لكنه أبلغ مؤخراً بأنه قد تم دفن نجله وبقية رفاقه في مقبرة الحشوش بحي الجراف بأمانة العاصمة، والمخصصة لدفن القتلى في صفوف الحوثيين".
وأوضحت المصادر أن جماعة الحوثي المسلحة قامت الجمعة قبل الماضية بدفن عدد من قتلاهم في مقبرة الحشوش، من الذين لقوا حتفهم مؤخراً في معارك رداع.
وأكدت المصادر "للمصدر أونلاين" أن عملية الدفن تمت دون الرجوع إلى ذويهم، فيما عدا شخص واحد قالت إنه ينتمي إلى أسرة هاشمية وتم إبلاغ أسرته بموعد ومكان دفنه لحضور عملية الدفن.
وبحسب المصادر، أثار إخفاء خبر مقتل الشاب إبراهيم العاقل ورفقائه الآخرين في رداع، الأسبوع الماضي، ومن ثم القيام بدفنهم في صنعاء دون إبلاغ ذويهم لحضور مراسيم التشييع والمشاركة في الدفن، استهجاناً واستنكاراً واسعين من قبل ذويهم وأقربائهم في مدينة مناخة، الذين طالبوا باحترام الشهيد وإعطائه أبسط حقوقه بتمكين أسرهم ومحبيهم من تشييعهم وتوديعهم إلى مثواهم الأخير.
واستغرب عدد من ذوي القتلى في صفوف جماعة الحوثي المسلحة ما تقوم به ما تُسمى "اللجان الإشرافية" من عدم إشعار أُسر القتلى بمقتل أبنائهم إلا بعد الدفن..!
وأكد عدد من أهالي القتلى أن الحوثيين أبلغوهم في وقت متأخر بأنهم قاموا بدفن أبنائهم بعد أن استشهدوا في منطقة "خبزة" برداع - محافظة البيضاء.
وأضاف أحدهم بلهجة استنكارية غاضبة: "لكنهم لم يسلمونا جثته أو حتى يسمحوا لنا بالمشاركة في تشييعه، ولذا فنحن نشكك في روايتهم بمقتله".
وأعرب بعض الآباء عن مخاوفهم وتشكيكهم من هذه التصرفات التي وصفها أحدهم بأنها "مريبة وغريبة في الوقت ذاته"، مستدركاً: ".. كتمان خبر الشهادة في وقتها وموعد الدفن ومكانه غير منطقي مهما كانت حالة جثة الشهيد".
وعليه فقد طالبت عدد من الأسر جماعة الحوثي بالكشف عن حقيقة مصير أبنائها الذين لا يعلمون عنهم شيئاً سوى ما تقوله الجماعة إنهم دُفنوا بعد أن قتلوا بمواجهات مع تنظيم "القاعدة" في مدينة رداع ومنطقة قيفة بمحافظة البيضاء.