روى لـ«الأيام» أهالي منطقة المطلع بوادي عبدان في محافظة شبوة تفاصيل الليلة التي شهدت الإنزال الجوي لقوة امريكية يمنية لتنفيذ عملية تحرير رهينة أمريكي، وأسفرت عن سقوط أحد عشر قتيلا من أبناء المنطقة، وكذا مقتل الرهينة الأمريكي لوك سومرز وآخر جنوب أفريقي يعمل معلما في اليمن.
وفي أحاديث حصرية لـ«الأيام» قال أهالي عبدان «بين القتلى من أبناء المنطقة ضابط يدعى جمال مبارك، مشهود له بمشاركته الفاعلة في الدفاع عن المحافظة من الجماعات المسلحة، وأربعة آخرون هم موظفون في القطاع العام».
وعن تفاصيل ليلة الهجوم قال أهالي منطقة المطلع بوادي عبدان بأنهم استيقظوا على نباح الكلاب، وأنهم شاهدوا «قوة أمريكية قوامها أكثر من 100 جندي من المارينز بمعية جنود يمنيين».
وأضافوا قائلين: «استيقظنا على نباح الكلاب مع قيام قوة من المارينز الأمريكي عددهم نحو 100 يرافقهم جنود يمنيون، ولم تمض لحظات حتى أمطرنا بصواريخ من السماء من قبل طائرات بدون طيار فيما قامت نحو (6) طائرات أمريكية أخرى بالتحليق فوق المنطقة».
ومضوا قائلين: «أحد الأهالي في المنطقة وهو شيخ في الثمانين من العمر خرج من مسكنه للاطمئنان على ماشيته وهو أعزل من السلاح وقام الجنود بتوقيفه وقتل هو وابنه».
وتحدث الأخ ابوبكر صالح، شخصية اجتماعية بالمنطقة وقريب للضحايا: «منطقة المطلع بعبدان مديرية نصاب في شبوة من المناطق القبلية التي تتحلى بالسكينة والسلم الاجتماعي، وقبل حوالي ثمانية أشهر شاهدنا في سماء المنطقة طائرة أمريكية وتم إبلاغ محافظ المحافظة الأخ أحمد علي باحاج حتى لا تتعرض المنطقة الآهلة بالسكان للقصف، وأن كان هناك وجود لعناصر يشتبه انتماؤها للقاعدة سيتم إخراجهم».
وأضاف شاهد العيان: «تفاجأنا منتصف ليلة السبت الماضي بهجوم قوات المارينز الأمريكي بمساعدة قوات يمنية وقيامهم بتطويق المنطقة وإطلاق النار على كل ما هو متحرك، ما أدى إلى قتل 8 أشخاص من أسرة واحدة وهم مدنيون وليس لهم علاقة بالقاعدة».
وأستطرد قائلا: «إن العناصر التي يعتقد انتماؤها لتنظيم القاعدة كانو قد نقلوا الرهائن إلى المنطقة قبل القصف الذي طالها بساعات، ونؤكد أن شيوخ وأبناء المنطقة لم يكونوا مطلقا على علم بوجود الرهينتين (الصحفي الأمريكي والمعلم الجنوب أفريقي)، وكان يفترض بالحكومة اليمنية ان تقوم بإبلاغ أعيان المنطقة قبل قصفها والهجوم عليها على هذا النحو الذي أدى إلى سقوط أبرياء قتلى ومصابين».
المواطن مبارك أحمد الحرد، والد سبعة من القتلى في الهجوم، تحدث لـ«الأيام» مؤكدا «لم يكن لدينا معلومات عن وجود الرهائن في منطقتنا».
وأضاف الأب المكلوم: «نريد القصاص العادل ممن نفذوا الهجوم وقتلوا أبناءنا دون وجه حق».
وطالب السلطات بعدم الصمت، وتشكيل لجنة من الرئاسة والحكومة للتحقيق في الواقعة.
أما صالح عوض فضل، من أهالي عبدان، فقال: «الجميع يدين ما حصل من هجوم على منطقة آهلة بالمواطنين المسالمين بهذه الوحشية، وكانت هناك أساليب أخرى يجب أن تقوم بها الدولة لتجنيب الأهالي الهجوم».
وأضاف: «إن المنطقة تعرضت لقصف بقنابل سوف يكون لها تأثير صحي على أبناء المنطقة في المستقبل، ومعروف أن أبناء عبدان قدموا ولازالوا تضحيات في مختلف ثورات اليمن ولا ينبغي السكوت عما تعرضوا له والإرهاب غير موجود في منطقتنا».
بدوره الأخ محسن عوض الدغاري، عضو المجلس المحلي بمحافظة شبوة عن مديرية نصاب، تحدث للصحيفة قائلا: «نحن نشجب الإرهاب، وما حدث إرهاب دولة، ونطالب منظمة حقوق الإنسان وكذا الحكومة بسرعة إنزال فريق لتقصي الحقائق والنظر للوضع الإنساني الصعب في المنطقة والدمار والقتل للأبرياء، والجميع هنا ضد كل ما حصل».
كما تحدث لـ«الأيام» الشيخ طارق الدغاري، شيخ قبيلة آل دغار، قائلا: «القبيلة ما تزال تتدارس الأمر، وهي في انعقاد دائم.. ونطالب الجهات العليا في السلطة بإرسال فريق للتحقيق في ما حصل، كون الهجوم خلف أضرارا بشرية ومادية جسيمة، حيث قتل وأصيب عدد كبير من الأهالي ودمرت عدد من المنازل».
ونفى الشيخ الدغاري وجود أي من أبناء المنطقة ضمن صفوف القاعدة.