قبل أن نسرد قصة الماعز والذئب فأننا سنسرد قصة عبدالملك الحوثي ومكافحة الفساد في اليمن فقد أدعى عبدالملك الحوثي أنه سيقوم بثورة وسيحرر اليمن من قبضة الفاسدين وسينعم الشعب اليمني بالرخاء فأكتشف الشعب اليمني عكس ذلك فبعد أقل من ثلاثة أشهر يعيش المواطن اليمني أسواء الظروف في ظل إنهيار اقتصادي لم تشهده اليمن من قبل، وتوقف تام لضخ المساعدات من دول الخليج بسبب أنها ستذهب إلى جيب عبدالملك الحوثي.
هل أنقذ عبدالملك الحوثي اليمن من سطوة الفاسدين وهل أوقفهم عن فسادهم؟ هل با تالمواطن ينجز معاملته في المؤسسات الحكومية التي تنتشر فيها مليشيات الحوثي بدون أن يضطر إلى دفع الرشاوي؟ هل أصبحت خزينة البنك المركزي اليمني تفيض بالعملات الصعبة أم تم نهب ما أبقاه الفاسدين فيها؟ أسئلة كثيرة ستجدون الإجابة عنها بأنفسكم بعد قراءة هذه التقرير.
وقبل البدء بالتقرير سنورد قصة الماعز والذئب فيحكى أن ماعزاً فقدت رضيعها الصغير وجعلت تبحث عنه حتى أعياها التعب ولم تجده، فجاءها الذئب وعرض عليها المساعدة في البحث عنه ففرحت الماعز بذلك وشكرت الذئب على عرضه، فأنطلق الذئب مسرعاً يبحث عن الماعز الصغير بكل جهد ثم عاد إلى الماعز الأم يبشرها لقد وجدت صغيرك فرحت الماعز فرحاً كبيراً وسرت ايما سرور وطلبت منه أنه يدلها على مكان صغيرها فكانت المفأجاة.
قال لها الذئب لقد أكلت صغيرك مقابل عناء البحث عنه وكانت وجبة شهية.
تماماً هذا هو حال الشعب اليمني الذي ظهر له عبدالملك الحوثي يعرض المساعدة في محاربة الفاسدين ومكافحة الفساد، وهنا نسرد العديد من الحقائق التي لا يمكن لعبدالملك الحوثي أن ينكرها أو ينفيها ونتحداه أن يفعل ذلك.
كهرباء عمران:
تذهب جميع إيرادات كهرباء عمران منذ سيطرة مليشيا جماعة الحوثي على المدينة لصالح عبدالملك الحوثي ولا تدخل خزينة الدولة منها ريال واحد بينما تتحمل الدولة تكاليف تشغيل المحطات الكهربائية وتوفير الوقود لها وعمليات الصيانة ورواتب الموظفين وما إلى ذلك، وهنا يمكن للشعب اليمني أن يقول سلام الله على تنظيم القاعدة الإرهابي الذي وفر الكهرباء لأبناء محافظة أبين مجاناً عند سيطرته على المحافظة طيلة عام 2011 .
مياه عمران:
عائدات المؤسسة العامة للمياه بمحافظة عمران هي الآخرى تذهب إلى جيب السيد وتبلغ مليارات الريالات سنوياً وبقوه السلاح ولا أحد يمكن أن يعترض مالم فمصيره الموت وكذلك المؤسسات الآخرى في المحافظة.
مطار صنعاء الدولي:
سيطرت مليشيا عبدالملك الحوثي على مطار صنعاء الدولي في 21 سبتمبر ومنذ ذلك الحين أنخفضت الحركة في المطار إلى النصف مما كبد خزينة الدولة خسائر فادحة حيث تتحصل الدولة مبالغ مالية كبيرة كضرائب عن كل تذكرة، كما أن هناك رسوم تدفع عن كل مسافر يمر في المطار وأوقفت طيران السعودية والإمارات والإتحاد وفلاي دبي وغيرها رحلاتها إلى المطار وهناك شركات كثيرة قد توقف رحلاتها إليه في حال إستمرار سيطرة الحوثي على المطار ويمكن أن يتضح حال حركة الطيران في اليمن بالنظر إلى الشحن الجوي السريع مثل DHL وفيدكس، فقد كان يستغرق 3 ايام بينما صار الآن يستغرق 3 أسابيع.
مصنع اسمنت عمران:
تبلغ أرباح مصنع عمران للأسمنت مليارات الريالات سنوياً ولا يوجد إحصائيات دقيقة حول أرباحه في هذا العام لكن المصنع حقق أرباح تصل إلى 3.8 مليار ريال خلال العام خلال عام 2008 ومن المتوقع أن تصل الأرباح خلال هذا العام إلى 5 مليار ريال في ظل العمل الدؤوب الذي يقوم به المصنع وأرتفاع أسعار الأسمنت لكن للأسف كلها ستذهب إلى جيب عبدالملك الحوثي وليست إلى خزينة الدولة التي ستعجز عن تغطية رواتب موظفيها فكل ايرادات المصنع قد استولى عليها عبدالملك الحوثي.
ميناء الحديدة:
تراجعت الحركة في ميناء الحديدة بنسبة 45% عن الأشهر السابقة منذ سيطرة جماعة الحوثي على الميناء بسبب إرتفاع تكلفة التأمين على البضائع مما أفقد خزينة الدولارات مليارات كثيرة وهو الميناء الأهم على مستوى اليمن.
البنك المركزي وكاك بنك:
نهبت مليشيا عبدالملك الحوثي مليارات الريالات من كاك بنك والبنك المركزي وتقدر بعض المصادر أن المبالغ التي نهبت من الإحتياطي النقدي تزيد عن مليار دولار أي أكثر من 215 مليار يمني بمختلف العملات ولكن لا إحصائيات او تأكيدات حتى هذه اللحظة.
بنك سبأ:
طالب عبدالملك الحوثي بتسليم حصة حميد الأحمر من بنك سبأ لصالحه الشخصي تحت مسمى اللجان الشعبية ونشرت مذكرة رسمية من الجماعة في كل المواقع الإلكترونية تم توجيهها إلى البنك، لكن البنك رفض لأن الإجراءات البنكية تخضع لأحكام القضاء وتوجيهات البنك المركزي.
نهب منازل المواطنين:
أقتحمت مليشيات عبدالملك الحوثي منازل العشرات من المواطنين وأنتهكت حرماتها ونهبت محتوياتها وعبثت فيها ورغم أن بعضها كان خالياً أو لم يكن فيه الا النساء ولا يمكن أن نسمي هذا الا لصوصية الحوثي.
مطعم كنتاكي:
سيطر عبدالملك الحوثي على مطعم كنتاكي التابع لحميد الأحمر بحجة مكافحة فساد الأخير وأن المطعم ضمن الممتلكات التي حصل عليها الأحمر عن طريق الفساد، لكن عبدالملك الحوثي لم يحول أرباح مطعم كنتاكي التي تصل إلى 500 الف ريال يومياً إلى خزينة الدولة، وإنما إلى جيبه الخاص، فماذا يمكن أن يكون عبدالملك الحوثي.
دائرة الأشغال العسكرية:
منع عبدالملك الحوثي دائرة الأشغال العسكرية من مزاولة العمل في المشاريع التي كانت تعمل عليها وأضطرت الدائرة إلى توقيف كافة أنشطتها مما أدى إلى توقف العمل في العديد من المشاريع التابعة لها، ووصلت إلى حد العجز عن دفع مضابط العسكريين ومرتبات وآجور العاملين فيها من المدنيين وقامت بتسريح المدنيين بشكل كامل وما يزال الوضع على ماهو عليه.
منشئات متفرقة:
أجبرت جماعة الحوثي مستأجري عدد من المنشئات في أمانة العاصمة على دفع الإيجارات إلى جيب السيد بحجة مكافحة الفساد او بحجة أنها ممتلكات تابعة لأسرة حميد الدين ومنها ضمران سنتر وهنجر في الصافية وعمارات كثيرة فكيف تذهب الإيجارات لعبدالملك الحوثي وهو يدعي أن المنشئات تتبع أسرة حميد الدين.
حديقة 21 مارس:
أصدر عبدالملك الحوثي التوجيهات لمليشياته بمهاجمة مقر الفرقة الأولى مدرع بالعاصمة صنعاء لأن علي محسن رفض تحويلها إلى حديقة ولم يقم بتسليمها إلى أمانة العاصمة، لكن عبدالملك الحوثي هو الآخر رفض تسليم مقر الفرقة إلى أمانة العاصمة وحولها إلى سجن 21 سبتمبر لإعتقال الناشطين المطالبين بخروجه من العاصمة صنعاء وخاصة من طلاب جامعة صنعاء.
الجيش اليمني:
نهب عبدالملك الحوثي أغلب اسلحة الجيش اليمني من ضمنها عشرات الدبابات والأسلحة الفتاكة والعربات المتطورة وما يزال عبدالملك الحوثي يدعي انه يحمي الجيش اليمني وممتلكاته، وقال عبدالكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية أن مليشيات الحوثي باتت تمتلك سلاح أكثر من سلاح الدولة.
تدمير منازل المواطنين وبيوت الله:
لم يسبق في تاريخ اليمن أن تم تدمير بيوت الله ودور القرآن ومنازل المواطنين بهذا الشكل الذي لم يسبق له مثيل الا في الأراضي الفلسطنية المحتلة على يد المحتلين الصهاينة، وبالتأكيد فأن هذا التدمير للمساجد ودور القرآن والحديث يأتي ضمن إتفاق أمريكي حوثي لتقليص المد الإسلامي في اليمن والعالم الإسلامي ككل فالولايات المتحدة الأمريكية هي المستفيد من تدمير المساجد ودور القرآن والحديث.
لا يمكن في تقرير بسيط كهذا أن نسرد الوقائع والممارسات التي يمارسها عبدالملك الحوثي بشكل كامل، لكن الشعب اليمني هو الوحيد الذي سيحكم هل عبدالملك الحوثي يكافح الفساد أم يكافح الفاسدين ليحل مكانهم، الأيام القادمة ستكشف إلى أين تتجه اليمن في ظل حكم عبدالملك الحوثي ومليشياته المسلحة.
يمن برس