أثارت كلمة عبد الملك الحوثي أمس حفيظة عدد كبير من الناشطين اليساريين المحسوبين عليه وعبروا عن استيائهم الشديد منها .
لم يكن ذلك بسبب تناقضاتها ولم يكن بسبب التهديدات المبطنة التي تحملها والمنذرة بمزيد من الفوضى و العنف و لم يكن ذلك بسبب شعورهم بعدم احتوائها على جديد يبشر بمستقبل أفضل مثلما كان يطمح بعضهم ، بل بسبب حديثه عن الخمور حيث قال :
(( حتى القوى اليسارية التي تدعي أنها تريد دولة وقانون ، هنا لم يعجبهم القانون ولا النظام أن يكون الخمر ممنوع ضمن اللوائح في المطارات والموانئ ، أصلا هو ممنوع ، هنا لن يعودوا لا حول نظام ولا حول قانون ولا حول اعتبار وتقدير لديننا واخلاقنا وقيمنا والحلال والحرام في شريعتنا ، جعلوا من هذه المسألة قضية كبيرة ))
يمن برس رصد أحد أبرز الردود القوية التي نشرها عبد الله مصلح و هو شخصية معروفة حيث وضع صورة للإمام البدر بن احمد حميد الدين و هو يتبادل مع وزير خارجية الصين شو اين نخب العلاقات. و هو ما أعاد إلى الأذهان مقطع الفيديو الذي تحدث فيه السفير الروسي الأسبق يريسيبكين عن أن قصر الإمام أحمد كان يحتوي قناني الخمر استخدمت إحداها في تعقيمه حين تعرض للاغتيال ...
في سلسلة منشورات حول نفس القضية كتب أيضا يقول .
(( صديقتي تتحدى عبد الملك الحوثي ولجانه الشعبية ان يذهبوا لمنع الخمور في الموفنبيك وفندق البستان حسب قولها ﻷن الزبائن هناك من المترفين وهم لا يمنعونه الا على الضعفاء حسب قولها !!
انا اضم صوتي الى صوتها واتحداهم ايضا)) !!
.
آخرون عبروا عن غضبهم لكن بأقل حدة ولكنهم أثاروا القضية في سلسلة من المنشورات الرافضة ..
فالقاضي عبد الوهاب قطران و هو من كبار مناصري الحوثيين كتب يقول
((روى لي الحسين الكحلاني نكتة وهي ان الامام يحي حين مسك واحد يهودي بيبع الخمر ولما سألة الامام من بيشتري منك رفض اليهودي الاجابة وبعد الاصرار قال ان اللي ما بيشتروا هو انت يا امام ورئيس وزرائك ... ))
وكان قد نشر قبلها عتابا لطيفا لعبد الملك الحوثي ييقول فيه
(( ما كان اغناك ياابن بدر الدين من ذكر الخمر والمخمورين انت اكبر من هذا اللان ستستفز قطاع واسع من اليسار واللبراليين المدافعين عن الحريات الشخصية وايضاً ستنفر الموالعة وهم كثيررررررررررر هههههههههههههههههههههه ماكانش وقت هذه الخبيرات فجعت لك عبادالله ونفرتهم .
كانت نقطة ضعف خطابك الليلة هو الانزلاق الى مايشير انك ستقيد الحريات الشخصية واستخدام مفردات خطاب ديني.
كنت غير موفق في هذه. )) .
و في مقابل ردود الفعل الحانقة تلك كانت ردة فعل ناشطين محسوبين على الاصلاح أنه و بغض النظر عن الاختلاف الكبير و الصراع المرير مع الحوثيين تبقى قضية تحريم الخمر و منعه قضية دينية متفق عليها و هم يؤيدون أي خطوة في هذا الاتجاه ، و أن الخلاف مع الحوثي خلاف حول جرائم القتل و النهب و التدميروالعمالة لإيران و إلغاء الدولة المناط بها تتطبيق الشرع و أن بعض خطواته هذه إنما لأنه يريد أن يظهر و كأنه حامي حمى الدين في حين أنه قضى على كل الجماعات الدينية و دمر الكثير من المساجد و دور القرآن .