هل دقت ساعة الانقلاب في اليمن ؟
2014/12/19
الساعة 04:29 مساءً
هنا عدن - تقرير عزوز السامعي
تعيش العاصمة صنعاء غليانا غير مسبوقا مع حالة التصعيد الميداني لجماعة الحوثيين وتواتر الانباء عن تحرك وشيك لاسقاط اخر ما تبقى من مظاهر الشرعية للسلطة الحالية وادخال البلد في اتون الفوضى والفراغ الدستوري .
وكانت جماعة انصار الله الحوثيين وهي جماعة دينية متمردة تنتمي الى المذهب الشيعي الاثنى عشري وتعتمد السلاح كوسيلة في التمدد الجغرافي ؛ كانت قد اجتاحت العاصمة صنعاء قبل نحو شهرين وبسطت نفوذها وهيمنتها على معظم المؤسسات الحكومية كما شرعت باتخاذ سلسلة من الاجراءات الاستباقية لاي خطوة قد تدفع باتجاه صياغة تحالف سياسي او تحشيد رسمي لطردها من العاصمة وإعادتها الى جحورها في جبال محافظة صعدة الواقعة شمال البلاد .
وأغلقت جماعة الحوثيين صنعاء بعد سقوطها في يدها
وسعت الى اظهار قدرتها على التحكم في كل شيء واستعرضت هيمنتها عبر اصدار العديد من قرارات التعيينات في السلك العسكري والمدني كما ألغت اجازة السبت واستبدلتها بالخميس ضمن اجراء يقول الحوثيون انه " سيادي " ويعكس حالة التحرر من الوصاية الدولية المفروضة على البلاد .
وعلى الرغم من ان جماعة الحوثيين اصبحت القوة الابرز في صنعاء والمسير العملي لمشهد السلطة والمسيطر على صناعة القرار الا ان هذه الصورة تتقزم كثيرا بالنظر الى حجم النفوذ الحوثي في الهضبة الوسطى مثلا أو مثلث سبأ حيث تعجز الجماعة حتى اللحظة عن بسط نفوذها وتفتقر الى القاعدة الاجتماعية التي يمكن الاتكاء عليها في السيطرة على هذه المناطق التي تشكل نحو ثلثي سكان اليمن.
اما في الجنوب فلا يكاد التواجد الحوثي يذكر ، ويعيش معظم الجنوبيين في قلق دائم مع تكاثف الانباء عن مساع وترتيبات حوثية مدعومة من رجال النظام السابق تسعى الى التوسع في اتجاه الجنوب وبسط السيطرة عليه.
وتعكس حالة التصعيد الميداني في العاصمة صنعاء والسيطرة على مؤسسات سيادية كالبنك المركزي والخدمة المدنية ومؤسسة الثورة للصحافة توجها او رغبة حوثية في استكمال مشروع الانقلاب الذي بدأته قبل شهرين واغتصاب السلطة بشكل كامل .
ويقول مسؤول رفيع في الرئاسة اليمنية لصحيفة اجنبية أن تحركات الحوثيين تثير الريبة وتلخص رغبة في الانقضاض على شرعية الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي ، محذرا من ان اي تحرك من هذا النوع قد يسقط البلاد في اتون الفوضى والاقتتال الشامل
وكان زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي قد هاجم هادي قبل ايام واصفا اياها بأنه " مظلة للفاسدين " ومؤكدا ان من وصفهم " بالثوار " في اشارة الى كتائبه العسكرية التي اجتاحت صنعاء لن يقفوا مكتوفي الايدي ازاء ما يحدث من أعمال فساد وتعيينات لا تلبي مطالبهم
ووجه الحوثي اتهاما الى السلطة القائمة باﻻلتفاف على ماوصفها
بـ " اﻻستحقاقات الثورية الشعبية " النابعة من اتفاق السلم
والشراكة الموقع من قبل اﻷطراف السياسية، مشيرا إلى
أن اتفاق السلم والشراكة " صيغة يمنية خالصة " صاغها
اليمنيون ولم تأت من الخارج.
وقال الحوثي إن " الرئيس هادي رفض طلباً تقدموا به إليه،
بعد دخولهم صنعاء في 21 سبتمبر، بتسليم المؤسسات
الرقابية، وفي مقدمتها الجهاز المركزي للرقابة
والمحاسبة، للجان الثورية من أجل الكشف عن الفساد في
كافة مرافق ومؤسسات الدولة ."
وأضاف الحوثي : " الرئيس هادي جعل من نفسه مظلة
للفاسدين " ، ﻻفتا إلى أنه كان يتصدر القوى المضادة لما أسماها " الثورة
الشعبية " التي شهدتها اليمن في 21 سبتمبر .
وفسر مراقبون خطاب زعيم المتمردين الحوثيين بأنه يأت امتعاضا من الحملة السياسية والاعلامية ضده والتي يقودها نجل الرئيس اليمني جلال هادي ، ومحاولة للضغط من اجل التهدئة خصوصا وان تعرية السلوك الذي تنتهجه الجماعة في صنعاء قد عمل على تأليب الرأي العام المحلي والإقليمي ضده ، بينما اعتبره اخرون توطئة لانقلاب وشيك بدأت ملامحه تظهر عبر الانتشار الكثيف لعناصر المليشيا الحوثية في شوارع العاصمة واحكام السيطرة على المزيد من المؤسسات السيادية في البلاد