كشف السياسي الجنوبي الدكتور عيدروس نصر ناصر النقيب عن معلومات وحقائق للتاريخ عن الممارسات الغير مسؤولة من قبل اعداء الامس حلفاء اليوم التى يقومون بها ضد اليمن واليمنيين .
وقال النقيب في مقال له بعنوان " محاربة الفساد بما هو افسد منه ! " عندما كانت الحرب على الحوثيين في أوجها كانت أكثر النعوت تداولا عنهم هي "الإرهابيين، المتمردين، وأقل منهما المارقين، عملاء إيران، ثم الاثنا عشرية والرافضة"، هذا غير "الشجرة الجهنمية"، و"النبتة الشيطانية" التي كان أبطالها الرئيسيين هم كل من رشاد العليمي وحسن اللوزي وعلي الأنسي (مدير مكتب رئيس الجمهورية) وطبعا يحيى الراعي وسلطان البركاني والطاقم ألإعلامي لرئيس الجمهورية وغيرهم من رموز الفساد الذين قامت ضدهم وضد زعيمهم (الرمز) ثورة 2011م الشبابية السلمية الموءودة.
بقية نص المقال :
ولأن الوضع اليوم قد نقلب وصار المهزوم منتصرا والمنتصر مهزوما، وأصبح أعداء الأمس حلفاء اليوم، (ولو مؤقتا) فإن أقطاب المعادلة قد انقلبت وفقا لهذا المتغير الكبير.
يقدم الإخوة الحوثيين أنفسهم على صورة منتصر متعالي متعجرف مستهتر لا يحترم أعراف ولا عادات ولا تقاليد، بل لا يحترم مشاعر وعقول الناس الذين يسوق لهم سياساته وسلوكيات أفراده المقززة على إنها "مسيرة قرآنية"، و"ثورة ضد الفساد".
إن الحوثيين الذين بدوا ذات يوم قوة مظلومة وضحية للاعتداء والإقصاء التاريخي قد أخطأوا التصرف مع الانتصار الذي حققوه على خصومهم، من خلال الاعتماد على حليف ذي سجل ملوث بالجرائم والفساد والتنازل عن سيادة البلد وتسخير الموارد الكبيرة للبلد لصالح الأقارب والأحباب وتحويل اليمن الغنية بثرواتها ومساحاتها وزراعتها وبحارها وأسماكها وآثارها ومعادنها وغازها وبترولها، ورأسمالها الوطني إلى دولة تعيش على التسول ويعاني أبناؤها المهانة في كل مطار يمرون به وكل نقطة حدود يعبرونها فقط وفقط بسبب يمنيتهم وبسبب السمعة السيئة لمن حكموهم، إن التحالف مع الرئيس السابق هو بداية العد التنازلي لتعاطف الناس مع الحوثيين وخسارتهم المؤازرة المعنوية والأخلاقية والسمعة التي كانوا يستدرونها من خلال ادعاء النزاهة والمظلومية فلقد أثبتوا بهذا أنهم مستعدون للتحالف مع أصحاب السوابق والمجرمين وأصحاب الأيادي الملطخة بدماء الشرفاء ومن وصلت فضائحهم إلى أقصى بقاع الأرض وأزكم فسادهم كل الأنوف، كل ذلك بحجة محاربة الفساد وهي فرية قبيحة، يبدو الفساد أمامها غاية في التواضع والوداعة.
لكن الخطأ التاريخي الأكبر الذي وقع فيه الحوثيون وما يزالون يصرون على ارتكابه هو إصرارهم على الظهور كقوة تعتمد الهمجية والتعالي والغطرسة واحتقار آدمية الناس من خلال تسويق أفعالها المشينة على إنها محاربة للفساد وعلى طريق "المسيرة القرآنية".
لا أستطيع أن أفهم لماذا يدمر الحوثيون المنشآت ومنازل الخصوم ودور العبادة ومدارس تحفيظ القرآن، باسم "المسيرة القرآنية" ولا أستطيع أن أفهم لماذا يقتحم الحوثيون منشآت حكومية إدارتها وتنظيم عملها هو من صلب مهمات الحكومة التي أصروا على أن يشرفوا على اختيار وزرائها، كما لا أستطيع أن استوعب كيف سمحوا لأنفسهم بفص المحافظ أو المدير الفلاني فقط لأنهم لا يروقون لهم، ولا من سمح لهم بتحديد من يدخل هذه الوزارة ومن لا يدخلها من قياداتها.
طبعا سيقولون أنهم بهذا الشكل يحررون المرافق من الفساد، لكن السؤال من الذي منحكم الحق في تحديد الفاسد من غير الفاسد، وهل صفقات النفط والغاز التي أزكمت روائحها كل اليمن والتي أبرمها حليفكم ليست فسادا؟ وهل هناك فساد أكثر من نهب المعسكرات ونقل محتوياته إلى صعدة لمحاربة الدولة بها أو لتسويقها في أسواق السلاح المحلية والعالمية، لكن الحوثيون يتحججون ببلاهة قل نظيرها: نحن نحارب فساد من قاتلونا أما فساد حلفاؤنا فعلى الحكومة أن تحاربه بمفردها.
لا يمكن للحوثيين أن يقنعوا الناس بصوابية تصرفاتهم، وهم أصلا لا يأبهون لإقناع الناس فالبندقية كفيلة بإقناع من لم يقتنع، لكن الحوثيين يتورطون يوما عن يوم بمزيد من الأخطاء والخطايا ويفتحون على أنفسهم الكثير من الجبهات لا أتصور أنهم قادرون على مواجهة متطلباتها، خصوصا إذا ما تخلى عنهم حليفهم وبدأ ينفذ أجندته التي من أجلها تحالف معهم مؤقتا، لكن يكفي الحوثيين أن يعلموا أنهم هم من استدعى الجماعات الجهادية لتتوغل في مناطق كانت حتى وقت قريب محرمة عليها، وهم من أجبروا الكثير من القبائل على التحالف مع الجماعات الجهادية فقط وفقط لأن زعماء القبائل يرون في القاعدة شرا أقل من شر الحوثيين.
كنت ذات مرة قد قلت للإخوة الحوثيين وأكرر هنا ما أعتقد أنهم يعرفونه: إن تحالف علي عبد الله صالح معكم هو تحالف مؤقت؛ ، وإذا كنتم تتصورون أنكم تخدعون الرجل وستتخلصون منه بمجرد الانتهاء من معركتكم الحالية فأنتم واهمون، . . .فعلي صالح ليس أحمقا إلى هذه الدرجة، إن لديه حليف استراتيجي تاريخي هو من سينقذه منكم، إنهم "أنصار الشريعة" الذين أنقذوه من حبل المشنقة عام 2011م وهو سيرد لهم الجميل بدعمهم ضدكم عندما يبدأ بتنفيذ خطة التخلص منكم، ولا يهم بعد ذلك أن تتحول البلاد إلى رماد فسيكون حينها هو الرابح الوحيد، فهو الوحيد الذي يحتكر تجارة السلاح وهو من سيسلح القاعدة وخصومها، وكل شيء بحسابه، وهو من سيجني ثمرة الانتصار الذي سيحققه أحد الطرفين لأنه سيخرج من المعركة بلا خسائر إن لم يكن بأرباح مضاعفة بينما سيخرج الطرفان منهكين وعاجزين عن الحفاظ على توازنهما سواء المنتصر منهما أو المهزوم.
برقيات:
* كثر الحديث عن انقلاب وشيك ستشهده البلد قريبا، . . وهل بقي شيء يمكن الانقلاب عليه؟ ألم يتم الانقلاب على الدولة وعلى المشروعية وعلى الوحدة، وعلى الديمقراطية وحتى على المبادرة الخليجية التي يتحجج الانقلابيون بالاستناد عليها في ما يفعلون؟؟
* يقول الإمام الشافعي رحمة الله عليه:
صن النـــــفس واحملها على ما يزينها تعش سالما والقول فيك جميلُ
ولا تولــــــــــــــين الناس إلا تــــــجملا نبا بك دهرٌ أو جــــــفاك خليلُ
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ عسي نكبات الدهر عــــنك تزولُ
ولا خير في ودِّ امـــــــــــــــــــرئٍ متلونٍ إذا الريح مالت مال حــيث تميلُ
وما أكثر الإخــــــــــــــــــوان حين تعدُّهم ولكنــــــــهم في النائبات قليلُ