الرئيسية - تقارير - شعار الموت لأمريكا يغادر اليمن إلى غير رجعة .. وأنصار الله والمارنز الأمريكي في جبهة واحدة

شعار الموت لأمريكا يغادر اليمن إلى غير رجعة .. وأنصار الله والمارنز الأمريكي في جبهة واحدة

الساعة 12:36 مساءً (هنا عدن - متابعات)

زاد التدخل الأمريكي في اليمن السنوات الأخير بشكل مباشر وبصورة متزايدة في حربها على تنظيم القاعدة في اليمن وأدت عملية الانزال الأمريكي بمحافظة شبوة بهدف تحرير الصحفي لوك سومرز إلى جانب الرهينة بيير كوركي الذي يحمل الجنسية الجنوب أفريقية إلى فضيحة أمريكية جديدة وتسببت في ردود أفعال واسعة تضاف إلى فشل الإدارة الامريكية في الحرب على الإرهاب في اليمن.

 فضيحة إنقاذ لوك سومرز



 

العملية البرية التي وقعت في منطقة وادي عبدان بمحافظة شبوة تمت بمشاركة طائرات أمريكية، وحسب « CNN » فإن عملية الإنقاذ شارك فيها 40 من قوات النخبة بالبحرية الأمريكية أو ما يعرف بـ «سيلز» والتي وصلت على متن مروحيتين عسكريتين إلى موقع قريب من المجمع السكني الذي يتواجد فيه الرهينتان.

تم الهجوم على محورين في منطقة اسمها «المطلع» وتم تقسيم القوات الى فرقتين بواسطة طائرتين مروحيتين هبطتا على الخط الرابط عبدان بمدينة نصاب والفرقة الاخرى نزلت في الوادي وتم الهجوم على منزل في طرف المطرح بواسطة الجنود يرافقه قصف من طائرات بدون طيار وشاركت إحدى المروحيات في الضرب من الجو بمدفع رشاش أثناء الاقتحام لمحاولة تحرير الرهينة الأميركي لوك سومرز الذي كان يتواجد في مكان قريب من المطرح والذي تمت تصفيته بعد اشتداد الهجوم، وقتل في العملية شيخ كبير يتجاوز عمره السبعين عاما يدعى عبدالله لعوج وابن شقيقه 19 عاما وقتل خمسة أفراد من عائلة واحدة واثنان اخران.

جاء التدخل المباشر لقوات أمريكية في شبوة بعد منح تنظيم القاعدة الولايات المتحدة مهلة 72 ساعة للتجاوب مع مطالبه المتمثلة في دفع فدية مالية وإلا فإن المصور الأميركي المختطف لديه، لوك سومرز، سيلقى مصيره المحتوم، قاصداً بذلك قتله، إلا أن الولايات المتحدة وللمرة الأولى أعلنت عن محاولة فاشلة لإنقاذ مواطن أمريكي يحتجزه تنظيم القاعدة في اليمن التي هددت الجماعة بقتله.

ونقلت وكالة «رويتر» عن مسؤولين أمريكيين قوله إن «الرئيس باراك أوباما أصدر تفويضا بشن عملية سرية لإنقاذ لوك سومرز وهو صحفي (33 عاما) خطف في العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر أيلول 2013»، وأضافوا إن سومرز لم يكن في الموقع المستهدف على الرغم من أنه جرى تحرير رهائن آخرين.

وسبق أن نفذت قوات المارينز الأمريكية عمليات داخل اليمن فقد أعلنت وزارة الدفاع اليمنية على لسان اللجنة الأمنية العليا في 25-نوفمبر-2014م أن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت في عملية نوعية – في منطقة «حجر الصيعر» – محافظة حضرموت، من الإفراج عن ثمانية رهائن – ستة منهم يمنيون ومواطنان اثنان يحملان الجنسيتين السعودية والإثيوبية – من قبضة العناصر الإرهابية التي قامت باختطافهم، بالإضافة إلى مصرع سبعة إرهابيين في العملية.

وذكر موقع إخباري أمريكي: إن قوات خاصة من وحدات «الكوماندوز» الأمريكية حررت رهائن 25 نوفمبر في اليمن. وأوضح الموقع أن القوات الخاصة الامريكية «الكوماندوز» هي التي قادت العملية العسكرية التي شاركت فيها قوات خاصة يمنية ضد مخبأ للقاعدة في اليمن. وقد اعترف مسؤول عسكري يمني لـسي إن إن بالعملية، التي تجري في عدة مناطق داخل اليمن.

 حرب أمريكا المفتوحة

بدأت الحرب على القاعدة في اليمن في 2002 بالتزامن مع ما سمي بـ «الحرب على الإرهاب»، واستخدمت الولايات المتحدة الامريكية الطائرات بدون طيار وأصبح الضرب بالطائرات بدون طيار في اليمن عملاً ممنهجاً، وارتكبت جرائم عديدة في قتل اشخاص أبريا واستهدفت مواكب أعراس ففي ديسمبر 2013م قتل 16 شخصاً، وجرح 10 آخرون بعضهم جروحه بليغة، في ضربة لطائرة بدون طيار استهدفت موكب عرس في مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء.

وتزايد مع هذه الضربات الجدل داخل اليمن وخارجها حول مدى جدواها في مكافحة القاعدة. وتسببها بضرر أكبر بكثير مما تنفع”، هذا ما تقوله المديرة القانونية لمنظمة «ريبريف»، كات كريج التي عبرت عن خيبة أملها من موقف أوباما الذي برر في كلمة ألقاها شهر مايو 2013م استخدام الطائرات دون طيار قائلا إنها الوسيلة الاقل كلفة من الناحية البشرية والمادية لمواجهة الخطر الخارجي الذي يواجه بلاده.

وبحسب موقع « Examiner الأمريكي» نشر معلومات، استقاها من سجل جلسات الكونجرس، تضمنت بعض التفاصيل الهامة بهذا الشأن وعن إحصائية بالأرقام لعدد القتلى الذين لقوا حتفهم بسبب تلك الضربات الجوية الأمريكية، في كل من باكستان، واليمن والصومال.

وأكدت تلك المعلومات أن «الطائرات الامريكية بدون طيار قتلت في باكستان بحدود (3378) شخصاً، وفي اليمن قتلت ما يصل إلى (1952) شخصاً، فيما بلغ عدد من قتلوا في الصومال حوالي (170) شخصاً».

 مبررات التدخل

نظرا لموقع اليمن الفريد في قلب العالم مسيطراً على أهم المنافذ البحرية واكتنازه ثروة نفطية ومعدنية فقد ظلت السياسة الامريكية تراقب اليمن منذ زمن طويل نظراً لموقعه الاستراتيجي الهام فمنذ ما بعد الحادي عشر من سبتمبر وبعد تدشين مشروعها الاستعماري باحتلال افغانستان الدولة الأكثر فقراً والتي لا تملك إمكانية الدفاع عن نفسها تم احتلال العراق وفي خضم هذه الأحداث لم تكن العين الأمريكية بعيدة عن اليمن فقد صدر فيلم قواعد الاشتباك الذي كتبه وزير البحرية الامريكي السابق “جيمس ويب” والذي يحاكي احتلال اليمن الى مؤامرة الطابعة المفخخة وقضية الطرود والشاب النيجيري والحرب السرية (عمليات الطائرات من دون طيار الامريكية) التي حصدت المئات من ارواح الابرياء طوال السنوات السابقة والآن ما يجري من تدخل مباشر تنفذه وحدات من القوات الامريكية في اليمن.

كل تلك المؤشرات تؤكد أن الولايات المتحدة الامريكية تبحث عن مبررات للتواجد العسكري في اليمن بذرائع مختلفة فأول تواجد لقوات مارينز وصلت الى صنعاء كان في 2012م بدعوى حماية السفارة الأمريكية عقب قيام محتجين باقتحام السفارة واحراق بعض السيارات التابعة لموظفي السفارة وتم تحويل فندق شيراتون الى مقر إقامة لقوات المارينز.

ولمَّحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في نوفمبر 2014 بإمكانية التدخل الفوري في اليمن نظرا للأوضاع المتردية والمتفجرة.

وقالت وكالة «أسيوشيتد برس» الأمريكية إن الولايات المتحدة ودول خليجية يناقشون تشكيل تحالف عسكري لضرب المسلحين الإسلاميين مع احتمال تشكيل قوة مشتركة للتدخل العسكري في اليمن وليبيا.

وقد أعطى ذبح تنظيم داعش الصحافي الأميركي، جيمس فولي في سوريا 20 /أغسطس 2014م وحصول استياء داخلي وعالمي بسبب هذه الجريمة، وتبدي الإرهاب في أكمل صوره، وتناقلت أخباره عبر جميع شاشات تلفزة العالم وجرائده بعد بث فيديو للعملية على النت. فأُعطيَ التدخل الأميركي صفة أخلاقية، ولم يتلقّ أية ردة فعل، أو معارضة تذكر، على عكس ما جرى لدى شن الحروب الأميركية السابقة على أفغانستان، في عام 2001، وعلى العراق، في عام 2003. وان إطالة أمد الحرب مع القاعدة في هذه المناطق يؤكد سعيها في تعزيز تواجدها وسيطرتها على المنطقة وتخطط لإقامة قواعد جديدة، تضاف إلى تلك الموجودة في المنطقة العربية، وتطوير شبكة قواعدها العاملة خلف البحار، لاستخدامها الاستخدام الأمثل في إطار عملياتها الحربية، وتعزيز شبكتها التجسسية على العالم أجمع.