الرئيسية - تقارير - تحليل نفسي للسلوك السياسي والأخلاقي للمخلوع علي عبدالله صالح

تحليل نفسي للسلوك السياسي والأخلاقي للمخلوع علي عبدالله صالح

الساعة 12:45 صباحاً (هنا عدن - خاص)

قال السياسي والكاتب الصحفي صادق الوصابي ان صالح عرف بأنه رجل ٌينتقم من الجميع، هكذا هو طوال فترة حكمه، العجيب أنه دائماً ما يبدأ الانتقام من الذين وقفوا إلى جواره في أحلك الظروف، هو حين ينتقم لا يفرق بين شخصيات، أو أحزاب، أو جماعات، حين ينتقم، ينتقم من الجميع، هو يفعل ذلك بشكل دائم.
 

واستطرد الكاتب سلوك الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مقال له بعنوان " ثمن الانتقام.. صالح وجماعة الحوثي المثال الحي «1» " بمقولة للقائد العربي المعروف " عمر المختار. " من كافأ الناس بالمكر، كافأوه بالغدر.
 



واضاف الوصابي ان صالح هو من أشرف منذ العام1992م على صناعة ما عرف حينها باسم ( الشباب المؤمن ) الذين يسمون اليوم بالحوثيون أو بـ ( أنصار الله ) كما يحلوا لهم أن يسموا أنفسهم ( هم لا يعرفون بأن أنصار الله لا يروعون عباد الله ولا يقترفون المنكرات التي حرمها الله ) .
 

 بقية نص المقال :
 

كان الهدف من صناعتهم هو إنشاء فصيل يقف في وجه أقدم حلفاء صالح قدم وصوله إلى الحكم إنه ( تجمع الإصلاح ) .


هو دائماً يخطط على المستويين القريب والبعيد، لكن خططه لم تكن في يوم من الأيام خطط بناء وتعمير، بقدر ما كانت خطط صراعات وحروب، مخططاته دائماً تقوم على الصراعات، إذا لم يتمكن من إقامة صراعات آنية خطط لصراعات مستقبلية.
 

هذه النفسية التي تُميز الرجل، هي بحاجة إلى متخصصين يقومون بدراستها لمعرفة أسباب نشأتها، بشكل أعمق مما سنقوم بذكره في هذا الموضوع.
النفسيون يرجعون تكون مثل هذه الشخصيات، إلى طبيعة فترة الطفولة التي نشأ فيها، وهي الفترة العمرية التي تمتد من سن الثالثة وحتى السابعة من عمر الطفل، كونها الفترة التي يكتسب فيها الإنسان أهم قيمه الإنسانية.
 

في هذه الفترة يؤكد المختصون بأن المشاعر الأبوية الحانية، تغرس في نفوس الأبناء الرحمة، وأن القرب منهم، يعلمهم القيم السوية، ويمنحهم الأخلاق الحميدة، فيكونون أعضاء صالحين في المجتمع .
 

الذين يربطون بين العلم النفسي والقيم الدينية، يعتبرون أن حث الدين على التقرب من اليتيم والمسح على رأسه، يهدف إلى تعويضه عن ذلك الحرمان الذي يعيشه جراء فقد والده .
وحين يحرم الطفل من التعايش الأبوي، ولا يجد في محيطه ما يعوضه عن ذلك، فإن سلوكه يتجه نحو العداء والفوضوية والمشاكسة – يكون هذا السلوك في بعض الأحيان عملاً متعمداً من الطفل، للفت نظر الآخرين إليه أملاً في احتواءه –
 

لكن حين لا يدرك المقربون منه تلك الرسالة، فإن ذلك العمل العدائي ينمو في نفس الطفل ثم يتحول إلى سلوك، ويكون أكثر عنفاً وأكثر تجذراً، حين يقابله الآخرون بالنفور بدل الاحتواء، فيغدو خلقاً نفسياً ينمو مع نمو الطفل، لينعكس على حياته في المستقبل، يمتد أثره بقدر امتداد سلطته، التي تمكنه من ممارسة ذلك السلوك عليها.
 

التحليل النفسي للسلوك السياسي لصالح -وحتى الأخلاقي فيما يُنقل عنه- يوضح أن الحياة التي عاشها منذ صغره، كانت قاسية إلى حد ما، وبإلقاء نظرة سريعة على حياته الأولى حسب سيرته الذاتية –كما جاء في الموسوعة الحرة ويكيبيديا- (ولد علي عبد الله صالح في 21 مارس 1942 في قرية بيت الأحمر لعائلة فقيرة، وفقد والده مبكراً، وتربى على يد زوج والدته)
 

وأوردها موقع الجزيرة نت كما يلي: (ولد علي عبد الله صالح يوم 21 مارس/آذار 1942 في قرية بيت الأحمر بمنطقة سنحان بمحافظة صنعاء لأسرة فقيرة، وعانى شظف العيش، بعد طلاق والديه في سن مبكرة).
 

هذا الحال الذي عاشه صالح في مرحلة حياته الأولى، التي تعد الأكثر حرجاً، تدل على أنه قد حرم الاستقرار النفسي في حياته منذ وقت مبكر، وإذا أضفنا إليه عامل الفاقة والحرمان الذي عاشه في طفولته، سنجد أن هذه العوامل منحته بعداً نفسياً خاصاً، بُني على انسجام نفسي أكسبه حب الانتقام ممن حوله.
 

وهذا يوضح بجلاء السلوك الإنتقامي للرجل ممن حوله، هذه النفسية لا تفرق بين المحيطين به، حتى لو كانوا من المقربين إليه، بل إنه في لحظة معينه أو موقف ما قد ينتقم من نفسه.
 

البعض في الوقت الحالي يعتبر تنكره لقيادات حزبه، وتحالفه مع الحوثي والقيام بكل ما يجري، برغم الإساءة التي تنعكس على حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته، هو نوع من أنواع الإنتقام من الذات.
 

العجيب أن له مقولة ظل يرددها في الكثير من خطاباته وتهديداته في فترة حكمه، وهي القول: ( عليا وعلى أعدائي ) الملاحظ أن هذه المقولة تقدم الإنتقام من النفس على الإنتقام من الأعداء حسب تعبيره .
 

هذه النفسية تكررت في التاريخ، لعل من أشهرها، ذلك الشاعر العربي المعروف أبو دلامة، الذي جُبل على حب الانتقام من الآخرين بالهجاء، وحينما نفر عنه الناس لسوء هجاءه لهم، لم يجد من يهجوه فعاد يهجو نفسه، حين نظر مرة إلى الماء شاهد وجهه فهجاه بالقول:
 

ألا أبلغ لديك أبا دلامة         فلست من الكرام ولا الكرامة
 

إذا لبس العمامة صار قرداً     وخنزيراً إذا نزع العمامة