عمليات اقالة وإحلال بالجملة ارتكزت على معايير عنصرية متوحشة وصادمة .. بهذه الطريقة تدير جماعة الحوثي البلاد !
2014/12/23
الساعة 04:55 مساءً
عزوز السامعي
ثار الحوثي واستفرد بالقرار وانتهى الى خلاصة ثورية : من ليس من الانصار ليس له مكانا في الدولة الجديدة .. "دولتي " !
شهران مرا على استباحة صنعاء واستلاب الحكم بطريقة لم يألفها التاريخ ؛ غير ان الحوثي لم يفهم بعد انه صار مسؤولا عن كل شيء في هذا البلد تماما كحال المؤتمر الشعبي العام قبل انتفاضة 2011 والمشترك بعيد هذه الانتفاضة ، يسلق الحوثي الان خصومه في قدور مغلية دون أدنى شعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية ويرمي بهم على الارصفة ضمن عملية احلال ترتكز على معايير عنصرية صادمة مؤسفة .
ليس هذا حدثا مألوفا في التاريخ ومن المحتمل انه - اي التاريخ - سيحتار في كيفية صياغة تفاصيله للأجيال التالية، بيد ان الرهان على التاريخ في ايجاد طريقة ما لتوثيق ما جرى دون ان يحمل تلك الاجيال على تحمل كلفة مشهد تاريخي هادم للنفسيات ، ومحبط على نحو لايمكن تخيله .
مثلت عمران نقطة الانطلاقة في مشوار مسيرة عنصرية يقولون انها تتحرك ضمن الخط القرآني بينما تتجلى حقيقتها في ممارسات تنفي اي صلة لها بالقران والديانات والعقائد والاعراف السماوية والوضعية وقيم التعايش والخير وحب الاخرين .
ففي عمران تجلت عنصرية المسيرة بعزل محافظ المحافظة ومعظم مسؤولي مكاتب الوزارات واحلال مواليين لجماعة الحوثي مكانهم .
وتكرر الحال في العاصمة حيث قامت جماعة الحوثي بعملية عزل وحشية طالت مدير امن العاصمة وقائد قوات الامن الخاص " المركزي سابقا " وأركان حربه ومدير شركة صافر ومدير البحث الجنائي في العاصمة وأركان حرب قاعدة الديلمي الجوية ومدير عمليات القاعدة وعشرات المسؤولين في السلك المدني والعسكري.
واجترحت جماعة الحوثي مع سقوط ذمار سلوكا عنصريا عبر طرد المحافظ ، واقالة مدير مستشفى ذمار واحلال محسوبين عليها .
واتجهت جماعة الحوثي نحو اب لتطال حمم عنصريتها مدير أمن اب الذي تعرض بيته للقصف بنيران المليشيا ايضا ، وكذا مدير مؤسسة الكهرباء في المحافظة حيث قامت بعزلهما وعينت محسوبين عليها.
وفي الحديدة كان محافظ المحافظة صخر الوجيه على موعد مع عاصفة المسيرة الحوثية التي أتت لتقتلعه من منصبه وتنصب بديلا عنه احد رجال سيد المسيرة ، ولم تتوقف عاصفة العزل عند صخر الوجيه بل امتدت لتشمل ايضا مدير أمن الحديدة ونائبه ومدير الميناء وقائد القاعدة الجوية في المحافظة .
المثير للغرابة والاشمئزاز ان معظم من تم عزلهم محسوبين على الكفاءات الوطنية وفي المقابل هناك الكثير ممن احتلوا مكانهم لا تزال روائح فسادهم عالقة على جدران مكاتب ومؤسسات حكومية سبق وشغلوا فيها مناصب لفترات طويلة من الزمن .
لا تبدو جماعة الحوثي ذكية على الاطلاق ، هنا تحديدا يمكن الحديث عنها بوصفها جماعة غبية تلف حبائل عريضة حول عنقها ، ومستقبلا سوف تتحدث الاجيال عن جماعة بروح جشعة قدمت من كهوف مظلمة حاملة بيدها بندقية وباليد الاخر ساطورا وحاولت جز أعناق كل من يقف في طريقها ، راكنة الى وحشية قاهرة يخافها الناس ، دون ان تنتبه الى انها بذلك خلقت شعورا موحدا ازاءها وجمعت على رأسها كل السواطير !