الرئيسية - تقارير - كيف استطاع الحوثيون توحيد مكونات تعز كلها ضدهم ؟

كيف استطاع الحوثيون توحيد مكونات تعز كلها ضدهم ؟

الساعة 10:35 مساءً (هنا عدن - خاص)

عزوز السامعي

تدلف تعز الى مربع شديد السخونة باحتدام الصراع بين جماعة الحوثي التي تتوعد باقتحام المدينة من جهة ومحافظ تعز المتصلب في موقفه من الجماعة والعديد من قادة الالوية العسكرية ومسؤولي الاجهزة الامنية في المحافظة من جهة اخرى .



وتشير الاحداث الى ان الامور اخذة في التصاعد وربما تنحو منحى عسكريا بعد اصرار ممثلي جماعة الحوثي على ما يقولون انه " ضرورة نشر لجان رقابية وثورية في المؤسسات الحكومية بمحافظة تعز " في اطار الاستحقاقات الثورية لجماعة الحوثي التي تمكنت من اجتياح صنعاء والسيطرة على القرار السياسي هناك .

وكانت محاولات عديدة لاجتياح تعز من قبل التشكيلات المسلحة لجماعة الحوثي قد فشلت قبل أسابيع واصطدمت بموقف متصلب من وزارة الدفاع والمنطقة العسكرية الرابعة التي تقع تعز ضمن المدى الجغرافي لها .

وقام وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي بزيارة الى مدينة تعز قادما من عدن نهاية الشهر الفائت والتقى بقيادتي السلطة المحلية ومحور تعز .

ووفقا لمصادر حضرت الاجتماع فقد اكد وزير الدفاع انه في طريقه لاعادة الهيبة والاعتبار للقوات المسلحة التي " سقطت " بسقوط صنعاء في ايدي المليشيات المسلحة حسب المصادر .

ولفت وزير الدفاع الى ان تعز يجب ان تظل في مناى عن الفوضى وان يكون للقانون سلطته فيها داعيا قيادة السلطة المحلية ومحور تعز الى صد اي محاولات لاقحامها في دائرة الفوضى كما هو الحال في العاصمة صنعاء

وكانت جماعة الحوثيين قد تمكنت من اسقاط مدينة القاعدة المحاذية لتعز والتابعة اداريا لمحافظة اب دون اي مقاومة تذكر من الجيش والامن .

وتعد مدينة القاعدة البوابة الرئيسية لمدينة تعز وتبعد عنها بحوالي 20 كيلوا متر مربع وسقوطها يعني من الناحية العسكرية ان الحوثيين قطعوا شوطا كبيرا في مشوار السيطرة على تعز .

ويعيش المواطنون في تعز حالة ترقب وقلق مع تكاثف الانباء عن مساع حوثية لاقتحام المدينة بعد ترتيب وتنسيق كبير داخل المدينة مع بعض القيادات العسكرية والأمنية المعروفة بولاءها لجهات سياسية في صنعاء بالاضافة الى نافذين يعتقد ان الحوثي تمكن من كسبهم الى صفه ضمن صفقات مالية مغرية

وكشفت صحيفة محلية صادرة من محافظة تعز ان الحوثيين يجهزون لاقتحام تعز من الجهة الشرقية وان الخطة تبدأ باسقاط المديريات ثم اجتياح المدينة بعد ذلك .

واشارت الصحيفة الى ان الحوثيين أعدوا حوالي 60 طقما عسكريا وعشرات المسلحين القادمين من مدينتي القاعدة واب وان تنسيق مع بعض القيادات الامنية للتسليم يقوده اركان حرب الامن المركزي المعين من قبل الحوثيين عبد الرزاق المروني .

وعكست تصريحات لمدير شرطة تعز اتهم فيها جماعة الحوثيين بتنفيذ اعمال اغتيالات في المحافظة عمق الصراع الذي تعيشه تعز هذه الايام .

ومنذ بداية الازمة اظهر مدير شرطة تعز اللواء مطهر الشعيبي تشددا حيال الحوثيين وبرز كأحد الواقفين بقوة الى جانب محافظ تعز في رفض اي تواجد للمليشيات الحوثية داخل مدينة تعز

ووفقا لمصادر في ادارة الامن فقد رفض الشعيبي الرد على مكالمات هاتفية من قيادات حوثية تريد الاذن بالسماح لعناصر مسلحة تابعة لها بدخول المدينة قبل ايام بعد توقيفهم في احدى النقاط الأمنية .

واكدت المصادر ان الشعيبي اعطى توجيهات لنقطة امنية واقعة في البوابة الغربية لمدينة تعز بتجريد عناصر الحوثي من أسلحتهم ولم تجد الاتصالات المتتالية الى مكتبه من قيادات حوثية للسماح للمسلحين الدخول بأسلحتهم .

وحسب المصادر فقد قامت النقطة العسكرية بتجريد عناصر الحوثي بالفعل من اسلحتهم .

على الصعيد الجماهيري شهدت مدينة تعز الجمعة الفائتة تظاهرة كبيرة في ساحة الحرية تأييدا لموقف المحافظ الرافض لاسقاط المدينة بيد جماعة الحوثيين المسلحة

وتعد ساحة الحرية مركز الاحتجاج في المحافظة وتقع في قلب مدينة تعز ويديرها حاليا ناشطون معظمهم محسوبين على حزب التجمع اليمني للاصلاح الخصم الأيديولوجي لجماعة الحوثي .

وشهدت التظاهرة هتافات منددة بالحوثيين وتشكيلاتهم المسلحة التي قالوا انها تقود ثورة مضادة بالنيابة عن جماعة الرئيس السابق صالح وتسعى للسيطرة على الحكم بالقوة والاستئثار المطلق بالقرار السياسي .

ويعد هذا التحول في موقف ساحة الحرية وناشطوها من محافظ تعز امر مثير للدهشة بعد سلسلة احتجاجات ضده على خلفية مطالبة نشطاء الحرية بالمشاركة في ادارة المحافظة والحصول على نصيب من مكاتبها الخدمية وفروع الوزارات فيها .

ويعكس الموقف الجديد لنشطاء ساحة الحرية حالة الانقلاب الحاصل في المشهد السياسي مع سيطرة الحوثيين على صنعاء حيث ينظر لهم باعتبارهم العدو الاول لمشروع الدولة المدنية التي خرج هؤلاء النشطاء للمطالبة بها وقادوا احتجاجات أفضت الى رحيل صالح عن السلطة قبل نحو عامين .

ويقول عبد الله الشرعبي وهو ناشط في ساحة الحرية ان الحوثيين هم العدو الاول لليمن وان موقفهم الجديد من المحافظ يجسد الحس الوطني لشباب ساحة الحرية حيث أن الوضع يستدعي مؤازرة المحافظ والوقوف بجانبه في هذه اللحظات الحرجة التي يعيشها الوطن ومحافظة تعز على وجه الخصوص

ولفت الشرعبي الى الخلاف مع المحافظ كان سياسيا من الدرجة الأولى بينما يكمن خلافنا مع جماعة الحوثي حول مشروع الدولة قائلا : الحوثي يسعى الى تقويض وجود الدولة واحلال المليشيات المشبعة بالنزعة الطائفية مكانها .

وتشير مواقف نشطاء الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني المؤازرة لموقف قيادة السلطة المحلية بتعز الى حالة من الا جماع على ضرورة منع اي تواجد للمسلحين الحوثيين في المدينة .

وعزز من هذا الموقف تصريحات وكتابات للعديد من القيادات الحزبية في تعز عكست كلها حالة الاجماع التي تشهدها المحافظة ضد مشروع الحوثيين وضرورة حمايتها من هذا المشروع الذي يصفونه " بالرجعي " " والمتخلف "