سقوط المدينة الثامنة تفتح شهية الحوثيين على الجنوب
2014/12/30
الساعة 08:49 صباحاً
(هنا عدن - متابعات)
إرم نيوز الإماراتي صنعاء - من أشرف خليفة:
أسقطت مليشيات الحوثي، الاثنين، المحافظة الشمالية الثامنة تحت قبضتها وفرضت السيطرة عليها، وذلك عقب أربعة أشهر على اجتياحها للعاصمة اليمنية صنعاء وتمددها إلى محافظات أخرى بلغت ثماني حتى الآن.
وعمد الحوثيون على استقطاب السلطة المحلية لكل محافظة قبل فرض سيطرتهم عليها، وقاموا بعقد الاتفاقات معهم، باستثناء محافظة الحديدة التي رفض محافظها آنذاك، صخر الوجيه، الخضوع لهم ما أدى لاستبعاده وتنصيب محافظ آخر منتم للحوثيين، ليصدر الرئيس هادي بعد ذلك قراراً رئاسياً باعتماده كمحافظ رسمي.
وتمدد الحوثيين في المحافظات الشمالية بشكل متسارع، جعل الباب مفتوحاً أمام إمكانية توغلهم كذلك إلى المحافظات الجنوبية التي تشهد في هذه الأثناء اعتصاما مفتوحا في مدينة عدن كبرى مدن الجنوب للمطالبة بالانفصال عن الشمال.
وقال الكاتب والناشط السياسي محمد العليمي: " من المعلوم ان هناك اتفاق بين اطراف يمنية تحت إشراف قوى إقليمية يمثل الحوثي أحدها تقضي بأن يبسط الحوثي سيطرته على مناطق الشمال في حين انه من الصعب الوثوق بالحوثيين في توقف سيطرتهم على مناطق الشمال فقط والمحتمل أن يتم خروجه عن السيناريو المتفق عليه لإحكام قبضته على اليمن ككل".
وأضاف العليمي في حديث خاص لـ"إرم": " وتأتي التغييرات الادارية التي تشغلها مؤسسات الدولة كنوع من تهرب الحوثيين بالالتزام تجاه الشعب كطرف يملك القرار السياسي اليوم".
وأكد العليمي: "يتم إدارة الدولة عن طريق قيادات الصف الثاني بالتوغل في مؤسسات الدولة ليتم إفراغ المناصب السياسية في البلد من قدرتها الحقيقية على التحكم في القرار"، مشيراً إلى "صناعة واجهة ديكوريه من الاطراف السياسية الأخرى التي تتحمل نتيجة اخفاق هذه المؤسسات امام الجماهير وهو ما يعني إنشاء بنية عميقة تعتمد على التغلغل في مؤسسات الدولة لضمان استمرارية السيطرة عليها".
وقال الصحفي والمحلل السياسي أنيس منصور: "لن ينتهي الحوثيون من الحرب إلا بعد السيطرة على اليمن كاملا فالحركة الحوثية تعتبر ورقة خطيرة في اليد الإيرانية تحركها في إطار مشروعها الكبير في المنطقة، وهذا التوسع بسقوط المحافظة الثامنة ثم التحركات التي تدور في مأرب وأطراف محافظة تعز وما بعدها ستؤدي بالطبع إلى تفجير الوضع الداخلي في اليمن وصولاً لإشعال كل المنطقة".
وأضاف منصور في تصريح خاص لـ"إرم": " أثبت الحوثيون، بأنهم أداة لغيرهم ضمن مشروع إيراني وسيستمر الحوثيون للهيمنة على المنطقة ".
وأردف منصور قائلاً: "وقبل أن نسأل عن سقوط المحافظات علينا أن نعترف أن اليمن هي الدولة العربية الرابعة بعد العراق، وسوريا، ولبنان، التي تسقط في أحضان المد الشيعي، وتحقق فيها إيران اختراقاً للدول العربية وتحاصرها من جميع الجهات".
وأوضح منصور: "من خلال متابعة القرارات الحكومية والتوسع الحوثي فإن الخطوة القادمة للحوثيين، هي تحويل النظام السياسي في اليمن إلى نظام أشبه ما يكون بالنظام السياسي في العراق أو لبنان، وذلك بتوزيع رئاسة الجمهورية والبرلمان والحكومة بين طوائف المجتمع، وباختصار إنهم يريدون إعادة رسم الخارطة السياسية في اليمن حسب المخطط الإيراني".