- بداية مؤسفة لعام جديد ، كانت تلك خطوة الاستاذ "أحمد الحبيشي" الأولى في أيام "يناير" المفاجئات ! ، حين كان الجميع يحتفلون ببالونات "الكريسمس" ، ظهر على قناة "آزال" ليتحدث عني وعن صحيفة "اليمن اليوم" بما لا يليق من التهم ، وهو الذي يدير المركز الاعلامي للمؤتمر الشعبي العام يضيق صدره بحرية الرأي و التباينات الشخصية لبعض الاعلاميين - وأنا منهم - حول طبيعة التحالفات الحزبية والسياسية التي يفترض على حزب عريض كالمؤتمر الشعبي عقدها بأسس واضحة مع بعض الكيانات والجماعات ومنها جماعة "الحوثيين" التي يتقرب اليها الاستاذ "الحبيشي" بصورة مكشوفة وعلنية تهدد سمعة الإعلام المؤتمري و تضرب عرض الحائط بمنهجية الحزب الإعلامية و تـُلقي بها في صُرته - فقط - و على مزاجه الذي لا يجوز مطلقاً أن يكون أساساً للأداء الاعلامي العام ومُسيراً لمحدداته واستراتيجيته .
- قصتي مع الاستاذ "أحمد الحبيشي" ممتلئة بكل الحزن وبقليل من الود الذي تتقطع أوصاله ، رغم ما بيننا من الملح وما على صداقتنا من الخبز الذي أكله غير مرة في منزلي ولم أفلح في تحويله إلى رجل نبيل ، ذات مرة نال مني شيطان المراهقة و بعض شياطين الإنس الذين حفزوا طيشي للكتابة بالأحرف الأولى على محافظ ذمار الأسبق الاستاذ عبدالوهاب الدرة لإتهامه بـ "الحوثية" ، فبعثت بما كتبت إلى صحيفة "22مايو" ، وتدخل رئيس التحرير - يومذاك - الاستاذ الحبيشي في الاضافة والتعديل والبناء على ماكتبت و نـُشر المقال في الصفحة الأولى بإسم مستعار هو "الحسن الذاري" رغم أني طلبت نشره بإسمي فأعترض حفاظاً عليّ كما قال، كان ذلك في نهاية عام المواجهة الأولى مع متمردي "صعدة" بـ 2004م ، وعلى غير المتوقع وبعد ساعات قليلة من وصول الصحيفة إلى السوق أثار المقال عاصفة عاتية من الردود والانطباعات على كافة المستويات الرسمية ، كانت الاتصالات تنهال عليّ من كل مكان ، و كنت مرعوباً خائفاً أناشده ألا يكشف أسمي فليس هذا هو المقال الذي كتبت ، وليس هذا أنا ، وبين فينة وأخرى يتصل بي الاستاذ "الحبيشي" ويصرخ بإنفعاله أني ضللته ، وأن كبار قادة الدولة اتصلوا به ساخطين وأنه قال لهم أني من كتب المقال ، وأني متعاون مع شخصيات إخوانية في "ذمار" لمعاقبة محافظها الذي دخل في أزمة سابقة معهم بسبب حادثة القتل المؤسفة بجامع السعيد و أُتهم فيها أحد مرافقيه .
- الصحف كتبت ، والمواقع استنكرت دعوة المقال للتدخل العسكري في "ذمار" ، وأنا أنكر كأي مسكين برئ وقع ضحية انفعالية لرئيس تحرير متسلط وأناني ، وفي العدد الجديد من صحيفة "22 مايو" كتب الحبيشي في الصفحة الاولى اعتذاراً مطولا لمحافظ ذمار مزقني بداخله و أحرقني بعباراته و حمّلني - وحدي - مسؤولية تعديلاته واضافاته و نرجسيته . في ذلك اليوم بكيت كثيراً ، شعرت بالغدر و بأني ضعيف و برئ وأحمق ، كان صوت "حليم" يغني في أعماقي ويصرخ متألماً "ماكنتش اعرف قبل النهارده أن العيون دي تئدر تخون بالشكل ده .. جبار " ، كان "حليم" يغني لمحبوبته ، وللخيانة . وظهري ينزف بشدة من طعنة الرجل الذي رأيته إماماً يُقتدى به ، فتحول لشيطان تبرأ من أفعالي وجريمتي قائلاً : إني أخاف على منصبي ! .
- استذكار احداث مرت عليها عشرة أعوام بكل تفاصيلها أمر صعب مالم تكن تلك الأحداث العصيبة غائرة في النفس بجروحها التي اجبرتني على النسيان ، فعاد الاستاذ "الحبيشي" لينكأها مجدداً بصوته الإنفعالي المؤذي ، شاهدته على قناة "آزال" في برنامجه "مدارات" يتهمني بالتحريض وإثارة النعرات ، تذكرت كل ما فعله بي ، رأيت خنجره مجدداً وهو يهيئني للذبح مرة أخرى تقرباً للحوثيين ابتغاء مرضاتهم ومناصبهم ، عُدت برأسي الى ذاكرة الماضي حين كانت دموعي الغزيرات وأنين رعبي وحيداً بجسد ناحل ووجه شاحب في مواجهة دولة غاضبة ألقاني إليها كأضحية غبية وجاهلة ، لكن الزمن تغير وعينيّ طالب الجامعة المراهق لم يعد لهما مكان اليوم .. فقد كبر الصغار ، وشاخ الكبار وبلغوا من العمر أرذله ، يستمرأون الوصولية و يتحدثون بخداع لجيل جديد يعرف ماضيهم الشمولي وتقلباتهم المزدحمة بالشتات والأفكار السوداء التي لا يجوز أن يظل المؤتمر الشعبي العام رهينة لها في إعلامه وأعلامه ، كما تجوز كل المحرمات إلا أن يستمر الاستاذ " أحمد الحبيشي" رئيساً للمركز الاعلامي للمؤتمر الشعبي العام فتلك جريمة العام الجديد ، وإنها أم المصائب لو كانوا يعقلون .
.. وإلى لقاء يتجدد .
الأستاذ / سام الغباري