شاهد الصورة الجديدة التي ظهر بها محافظ عدن الجديد

مركز الشفة الأرنبية..قصة إنسانية صيغت حروفها من نور وأشترك في كتابتها كوكبة من أساتذة جامعة عدن وجامعة رستوك بألمانيا لـ2000 طفل وطفلة

عـدن/نصر باغريب:

رأيت الدموع تنساب من على مقلتيه، دموع لامعة أضاءت وجهه، أنها دموع فرح الأب الذي تحقق أمل بعد ان كان يعتقد إنه سراب بعيد المنال..، لقد انتهت أخيراً معاناة أبنته "رضية"، التي لازمتها منذ الولادة بتشوه خلقي في فمها بسبب إصابتها الخلقية بمرض وراثي - على الأغلب - بالشفة الأرنبية وشق قبة الحنك، فقد كان مجرد خروج الطفلة "رضية"، خارج المنزل مأساة دائماً تتلقفها عيون الفضوليين التي تطلق سهام الشفقة المؤلمة عليها دون رحمة، وأضحت عملية الأكل والشراب للطفلة "رضية" معاناة أزلية وحسرة يومية من الأبويين على مصير أبنتهما ومستقبلها!؟.

 جاء الفرج والخلاص من عند الله جل في علاه، وسبب الأسباب بين البشر..، قرأ الأب الاعلان عن عمليات مجانية يجريها مركز الشفة الأرنبية بجامعة عدن..، هرع مهرولاً لتسجيل أبنته في كشف الحالات التي ستخضع للعملية الجراحية العلاجية والتجميلية وكله أمل لإنهاء عذابات أبنته وأمها التي أنفطر قلبها وهي تشاهد أبنتها "رضية"، وهي في حالة تشوه خلقي وتقف مكتوفة اليدين لأنها لاتمتلك  تكاليف السفر للخارج وقيمة العملية الجراحية الباهظة لشفاء أبنتها.

أجريت العملية وتحقق الحلم، وأشرق وجه "رضية"، وظهرت ابتسامة طفولية بريئة أعادت البهجة إلى أبويها، وأضحت الآن تخرج للعب في الحافة مع أقرانها دون خجل أو مواراة لنظرات الفضول والإشفاق المؤلمة.

أن قصة الطفلة "رضية" هي واحدة من أكثر من ألفين (2000)، قصة إنسانية صيغت نهايتها السعيدة في مركز الشفة الأرنبية بجامعة عدن، ووضعت حروفها من نور على يد كوكبة من فريق طبي محلي وألماني ندر نفسه لخدمة المجتمع، واشترك في كتابتها عدد من الأسماء التي لن نستطيع أن نفيها حقها، وندعو الله أن يجزيها خير الجزاء، ونتذكر منهم رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، والشيخ عبدالله أحمد بقشان، والدكتورة أحلام هبة الله عميدة كلية طب الأسنان، والدكتورة مهجت أحمد علي عبده، والدكتور بسام السقا، والدكتورة جنيدة الجنيد..إلخ، ناهيك عن الفريق الطبي التطوعي من جامعة روستوك بألمانيا (كشف الأسماء بجدول مرفق).

لقد بدأت الحكاية عند تأسيس مركز الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك بجامعة عدن بوصفه مركز علمي، بحثي، علاجي حيث بدأ نشاطه في عام 2004م من قسم الأسنان (كلية الطب والعلوم الصحية آنذاك – جامعة عدن) كمسار وخط جديد في التعليم وخدمة المجتمع واليوم أصبح مركزاً مستقلا يخضع لإشراف رئاسة جامعة عدن ويقدّم خدماته لجميع المستفيدين من خلال التنسيق بين المركـز والمؤسسات الصحية العامة والخاصة وتطوير وإكساب المهارات والقدرات مستمدا أهدافه من الأهداف الرئيسية لجامعة عدن.

 وقد أسس بموجب قرار رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رقم  (237) لعام 2009م وتم تعيين أ.د/ أحلام هبة الله علي  مديرة لهذا المركز  بالقرار رقم (280) لعام 2009م.

ويعد المركز أول مركز من نوعه ليس على مستوى الجامعات اليمنية خاصة ولا اليمن عامة بل وفي الإقليم العربي كله، وذلك إنطلاقا من أهداف جامعة عدن التي من شأنها خدمة المجتمع اليمني فقد برزت ضرورة إقامة مثل هذا المركز الطبي

  التخصصي لعلاج حالات الشفة الارنبية وشق قبة الحنك وبدعم من منظمة التبادل الاكاديمي الالمانية وبناءاً على توقيع العديد من إتفاقيات التعاون بين جامعة روستوك الالمانية وجامعة عدن والتي نصت على تفعيل وتطوير وتوسيع دعم جامعة روستوك لمركز الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك – جامعة عدن في جميع الأطر الأشرافية، العلاجية، البحثية والتنفيذية، وفي ظل هذه الاتفاقيات الدولية بين الجامعتين  تربط المركز بمنظمة التبادل الأكاديمي الألمانية علاقات متميزة..، حيث قامت هذه المنظمة الألمانية العريقة بدعم المركز في عام 2006م ولا زالت تقدم دعمها حتى وقتنا الحالي بموجب مشروع دعم قدمه المركز بالتنسيق مع جامعة روستوك..، حيث يزور المركز سنويا فريق طبي جراحي ألماني لإجراء العمليات الجراحية المجانية لمرضى الشفة الارنبية وشق قبة الحنك حيث بلغ إجمالي العمليات التي تم إجرائها والحالات التي تم توثيقها ومعاينتها بمساعدة الفريق الطبي الجراحي الألماني كما هو موضح بالجدول أدناه.

مركز الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك بجامعة عدن بلغة الارقام

مركز الشفة الارنبية وشق قبة الحنك جامعة عدن يقدم أيضا خدماته لمرضى الشفة الارنبية ما قبل التدخل الجراحي أي منذ يوم الولادة عن طريق صناعة الصفيحة التقويمية الأكريلية, والمتابعة الدورية لحالة المرضى وحفظ البيانات إلكترونياً قبل وبعد العمليات الجراحية ويقدم مركز الشفة الارنبية النصائح والإرشادات لعدد 5000 مصاب بالشفة الارنبية وشق قبة الحنك وأسرهم  حول الرضاعة والعناية بالمصابين, ويقوم بتدريب (150) طبيب أسنان من خلال المشاركة في العمليات الجراحية وذلك انطلاقاً من ربط الخدمات العلاجية التي يقدمها المركز بالعملية التعليمية لاختصاص طب الأسنان.

حيث يأتي إلى المركز الأطفال ذوو الشقوق ونحن بدورنا نقوم بأخذ الطبعات (المقاس) فيما يخص شق الحنك وذلك لعمل الصفيحة الأكريلية أو (السدادة) لهم والتي هي عبارة عن صفيحة يستخدمها الطفل بشكل مؤقت كي تسد الفتحة الموجودة في سقف الحلق؛ وذلك ليتمكن من الرضاعة، أما الوظيفة الثانية لهذه السدادة هي أنها تقوم بتنظيم عملية التنفس لدى الأطفال، والوظيفة الثالثة هي أنها تحفز النمو الطبيعي للفك العلوي عند الأطفال مما يؤدي إلى صغر الشق فيصبح سهل المعالجة جراحيا.   

وبعد عمل السدادة للطفل نقوم بتقديم النصائح والإرشادات اللازمة للأم بكيفية التعامل مع وليدها  أثناء عملية الرضاعة، وذلك لأن هذا الطفل يكون بحاجة إلى اهتمام خاص غير باقي الأطفال العاديين، وهذا من خلال مضاعفة فترات الرضاعة والأكل، كما إن طريقة الرضاعة لهذا الطفل تختلف عن طريقة الرضاعة بالنسبة للطفل العادي، بالإضافة إلى ضرورة المتابعة الشهرية له.

إن أهم شيء يعاني منه المريض نتيجة هذا الشق هو أن مخارج الألفاظ لديه تكون غير واضحة وخصوصاً في بعض الأحرف مثل (الكاف والميم واللام و السين والدال) وهذا التحدي لا زلنا  نعاني منه في المركز وذلك لعدم وجود اختصاصي في مخارج الألفاظ، علماً بأن الطفل بعد إغلاق شق الحنك بحاجة ماسة إلى اختصاصي في النطق ومخارج الألفاظ وذلك كي يتمرن على كيفية الكلام والنطق بشكل صحيح وواضح، بالإضافة إلى كيفية استخدام عضلات الفم المسئولة عن الكلام والموجودة عند شق الحنك الرخو: لهذا لابد أن تكون العملية مضبوطة كي تترابط العضلات مع بعضها البعض وتؤدي وظيفتها بالشكل الصحيح.

 فضلاً عن إن مرضى الشفة الارنبية وشق قبة الحنك هم أطفال يعانون من شق في الشفة وشق في سقف الحلق (قبة الحنك) وهذا الشق قد يكون ملتصقا على الشفة وقد يكون متواصلا إلى حد شق الحنك الذي يدعى (سقف الحلق الرخو)، ومشكلة هؤلاء المرضى هي حاجتهم إلى عمليات كثيرة قد تصل إلى (4-5) عمليات للطفل الواحد، وذلك لأن هذه العمليات (الشق) فيها لا يقفل بنفس الوقت حيث يراعى دائماً نمو الفك عند هؤلاء الأطفال. 

- ... فإذا قمنا بإقفال هذا الشق (مرة واحدة) سيؤثر على نمو الفك تأثيرا سلبيا وذلك نتيجة للخلايا التي تتكون بعد العملية (خلايا الشد) حيث تقوم بعملية شد للفك ولا تسمح له أن ينمو بشكل طبيعي وبالتالي تحدث اختلالات كبيرة في عملية الإطباق عندما يكبر الطفل، ويكون بحاجة إلى عملية إضافية لتصحيح الإختلال إلى جانب العمليات التي يجب أن يتعرض لها أثناء إغلاق الشق وهذه من المصاعب التي يواجهها هؤلاء الأطفال .

إننا في مركز الشفه الارنبيه وشق قبة الحنك جامعة عدن نشعر بالفخر فيما تم إنجازه ويحدونا الأمل في تحقيق المزيد من التطوير والتحسين فالمركز اليوم حقق إنجازات كثيرة منها نشر الوعي والتعريف بهذا التشوه الخلقي من خلال حملات التوعوية عن أسباب حدوث هذا التشوه، نسبة حدوثه و طرق الوقاية من الإصابة بالشفة الأرنبية وشق قبة الحنك. كما قام المركز بحملات توعية  حول مخاطر ومساوئ زواج الأقارب الذي شكلت نسبة الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية وشق قبة الحنك الذين يأتون من أبوين أقارب ما يزيد عن 48 % من الأطفال المسجلين في المركز، وهذا ما توصلنا إليه من خلال الأبحاث التي قمنا بها في المركز. ويسعى المركز إلى أن يكون هناك حل وبطرق حضارية للحد من زواج الأقارب كما هو حاصل في المملكة العربية السعودية والتي لجأت إلى إخضاع الأقارب المتقدمين للزواج لعملية الفحص المبكر (فحص ما قبل الزواج). هذا وتحتل اليمن المرتبة الثانية في زواج الأقارب بعد المملكة العربية السعودية.

النشاط البحثي وخدمة المجتمع:

إن من أهم أهداف مركزالشفة الارنبية تطويرمجال البحث العلمي إيمانا بشكل العلاقة بين التعليم والبحث العلمي وإن الدورالرئيسي للبحوث الصحية في مجالات تحسين الصحة وتنشيط النموالاقتصادي الوطني ،أصبح الآن غنيا عن البيان / فالبحوث الصحية تدعم النظم الصحية في تقديم رعاية صحية للناس ذات مستوى أفضل وأكثر عدالة وإنصافا/ ووسائلها إلى تحقيق ذلك،التعرف على التحديات،وتقديم أفضل الحلول ورصد كيفية أداء النظم الصحية لمهامها،وإنتاج معارف جديدة من أجل تطوير تكنولوجيات أفضل وأساليب أكثر تقدما لخدمة الصحة لذالك فقد أهتم مركز الشفة الارنبية بتطوير النشاط البحثي ووفر الكثيرمن التسهيلات للباحثين،وأنشأ قاعدة معلوماتية إحصائية للمصابين بهذا التشوة ببينات علمية صحيحة هذه البينات تحتاج إلى بحوث وتطبيق كل المعارف والمعلومات والتكنولوجيات النابعة من هذه البحوث الصحية في مجال تعزيزات الصحة.

وشهد لهذا المركز منذ تأسيسه حتى وقتنا الحالي تطورا ملموسا في مجالا لبحث العلمي تمثل ذالك في زيادة عدد البحوث العلمية والمشاركة في كل دوائر النشر العلمي للمجلات العلمية التي تصدرها الجامعة مركزيا وعلى مستوى الكليات والمراكز التابعة لها وتقديم الخدمات للباحثين وقد تم تقديم الاستشارات في إجراء البحوث والدراسات حيثُ أدى ذلك إلى تعزيز دور المركز في البحث العلمي من خلال تقديم الإحصائيات الدقيقة للباحثين من أعضاء هيئة التدريس حول المصابين بهذا المرض ولم يقتصر هذا الدور في تقديم الخدمات لأعضاء هيئة التدريس في جامعة عدن فقط بل شمل ذلك جامعة حضرموت ،صنعاء ،الحديدة ،ذمار وغيرها من الجامعات اليمنية .وتمكن المركز من توجية أبحاثة نحو الاولويات والتركيز على أهم القضايا والحالات والمحددات الصحية تحقيقا للأهداف المرجوة من هذة الابحاث وأعتمد المركز نظام المحاسبة لهذه البحوث ضمانا للشفافية. , وتعزيز القدرات المحلية على إجراء البحوث ،لما لذلك من أهمية حيوية للتنمية المستديمة ،ويعتبرأن تدعيم البحوث الصحية من أجل تحقيق صحة أفضل ،وتعزيز القدرات الإقليمية من أجل النهوض بجودة البحوث، أولوية على جانب كبير من الأهمية.

وشارك المركز في عقد العديد من الندوات وورش العمل حول منهجيات البحوث وتدريب وتعليم الطلاب والمنتدبين وأعضاء الهيئة التدريسية بالتنسيق مع كلية طب الاسنان (الدلائل العملية للباحثين الصحيين) والتركيز مباشرة على من يقومون الآن بإجراء البحوث أويتطلعون إلى إجراء بحوث في المستقبل.

وهو يجسد جدية العاملين في هذا المركز وإخلاصهم ا وتحمسهم ابمهارة فائقة في محاولة إرشاد القارئ وتوجيهه لممارسة العمل البحثي طلبا لاكتساب معارف جديدة ،وسعيا للتعرف على المشاكل وإيجاد الحلول ،بتوضيح الطريق التي يتعين أن يسلكها كل من يريد أن يتعرف على قيمة البحوث ،ويرغب في إجراء بحوث عالية الجودة ،ويتطلع إلى جني ثمارها.

النشاط العلمي والأكاديمي:

سعى مركز الشفة الارنبية وشق قبة الحنك  منذ التأسيس حتى وقتنا الحالي على رفع المستوى العلمي ونشر التعليم الصحي والمهني وتطوير العديد من الدراسات الطبية والأولية وتشجيع البحث العلمي في الأمور الصحية والبيئية والفنية.

لمواكبة التطور الهائل في اليات الطب وآدابه وعلومه وأخلاقياته وتقنياته إيمانا من أن التعليم حاجة مستمرة ودائمة لتطوير العمل المهني حيث نظم المركز سلسلة من الدورات التدريبية والتي تجرى من قبل مدربين مؤهلين ذوي خبرات وتم تقديم العديد من ورش العمل والبحوث من قبل باحثين في تخصصات مختلفة وعقد العديد من الندوات العلمية حيث يتم تقديم محاضرات  من المتخصصين عن موضوع معين هذا إلى جانب المشاركة في مختلف النشاطات والفعاليات والمؤتمرات الداخلية والخارجية.

  وبالطبع فإن هذا النشاط لا يقتصر على فعاليات المركز  على مستوى الكليات والمراكز العلمية في جامعة عدن والجامعات اليمنية الأخرى هذا  إلى جانب المشاركات الخارجية وتوطيد العلاقات الاكاديمية بين المركز والكليات والمراكز النظيرة في العالم العربي والأجنبي بالتنسيق مع كلية طب الاسنان جامعة عدن  ومن أهم هذه العلاقات توقيع إتفاقيات التعاون الاكاديمي مع جامعة روستوك والتي تتمثل بتأهيل وتدريب الكادر اليمني وتطوير مجال البحث العلمي وعقد الندوات العلمية المشتركة والبحث والتنسيق حول الفريق الطبي الجراحي الالماني من أجل إجراء العمليات الجراحية إلى جانب مناقشة وتطوير آفاق العمل المستقبلي بين مركز الشفة الأرنبية وشق قُبة الحنك - جامعة عدن مع جامعة روستوك الألمانية. هذا إلى جانب حضور عدة مؤتمرات وندوات  اُقيمت في جامعة روستوك الألمانية

أسماء الأساتذة والأطباء الزوار الألمان من جامعة روستوك  2005-2014م

German's professor at Cleft lip&palate center 2005-2014