ياسر حسن-تعز
وقال وكيل المحافظة رشاد الأكحلي إن الوضع الأمني هناك "متميز عن باقي المناطق اليمنية نتيجة جهود المحافظ شوقي أحمد هائل والقوى السياسية والاجتماعية التي أجمعت على ضرورة تجنيب المحافظة الانفلات الأمني والفوضى والتجاذبات السياسية".
وأوضح في حديث للجزيرة نت أن السلطة المحلية تعقد لقاءات دائمة مع كل القوى السياسية والمجتمعية بالمحافظة "للتأكيد على ضرورة أن تأخذ تعز مكانتها المدنية، وأن ترفض كل المليشيات المسلحة من حوثيين وغيرهم، وأن تأخذ مسؤولية حفظ أمن واستقرار المحافظة لتدخل في مرحلة التنمية الحقيقية والألفية الثالثة التي ستحصل فيها تعز على خمسين مليون دولار لمشاريع التنمية".
الأكحلي: ما يحدث في المحافظات الأخرى يقلق أبناء تعز (الجزيرة نت) |
استقرار أمني
وأكد الأكحلي أن ما يحدث في بقية المحافظات "يقلق أبناء تعز لأنهم يرجون أن يعم الأمن كل أرجاء البلاد"، معتبرا أن "السؤال المطروح الآن: هو إلى أي مدى تستطيع تعز أن تصمد في حالة الاستقرار الأمني في ظل الفوضى الأمنية التي تعصف ببقية المناطق، لأنه كلما طال أمد الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار ترهلت البلاد وأثر ذلك على المناطق الآمنة فيها".
من جانبه، قال المسؤول السياسي لجماعة الحوثيين في تعز سليم المغلس إن جماعته "موجودة في تعز كمكون من المكونات السياسية، له أنشطتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، وعناصرها من أبناء المحافظة ولا تحتاج إلى إدخال عناصر من الخارج، ونحن نقف دائما رافدا للجهات الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار بالمحافظات ومنها محافظة تعز".
وفي حديث للجزيرة نت نفى المغلس نية جماعته تشكيل "لجان شعبية مسلحة" في تعز كما حدث في بعض المحافظات، مضيفا أن "تشكيل تلك اللجان في المحافظات الأخرى جاء بهدف القضاء على تنظيم القاعدة وإحباط مخططاتها، أما في تعز فما دامت الأجهزة الأمنية تقوم بدورها وتبذل جهودا تشكر عليها فلا داعي لتشكيل لجان شعبية".
وأكد المغلس أنه لا يوجد أي رفض لتواجد جماعته في تعز "التي تعد رمزا للمدنية والتعايش بين أصحاب الأفكار والرؤى المختلفة، ومن خرجوا في المسيرات الرافضة لأنصار الله في تعز وقاموا بإزالة بعض اللافتات الخاصة بالجماعة هم مجاميع من الشباب والناشطين يسعون لإثارة الرأي العام ضد الجماعة التي لا تتواجد بشكل مسلح في تعز".
رفض المليشيات
بدوره، يرى المحلل السياسي أحمد عثمان أن تعز "عصية ولن تسقط بيد أي جماعات مسلحة، لأنها مدنية بثقافتها، وإدراك أهلها بشاعة الوقوع تحت سيطرة أي مليشيات طائفية تعادي الحرية وكرامة المواطن".
وقال إن من أسباب سقوط المحافظات بيد جماعة الحوثيين "التواطؤ من السلطات المحلية والجيش والأمن، ووجود حاضنات اجتماعية كالشخصيات والمشايخ الذين استمالهم الحوثيون".
وتابع "أما في تعز فقد اختلف الأمر، فالسلطة المحلية وقيادات الجيش والأمن وكل المكونات السياسية والشعبية كان لها موقف رافض لدخول المليشيات المسلحة بحكم واجبها الوطني".
وأكد عثمان أن الحوثيين "يرغبون في دخول تعز لعلمهم بالأهمية التاريخية والثورية والثقافية لها، ولعلمهم أن السيطرة على العاصمة صنعاء ناقصة إن لم تتم السيطرة على تعز لأهميتها السياسية والاقتصادية، فكل الثورات انطلقت من تعز وكل حكام اليمن عبر التاريخ كانوا يعتبرون تعز عاصمة ثانية لليمن".
المصدر : الجزيرة