فقد أعلن يحيى الحوثي عضو مجلس النواب وشقيق عبد الملك الحوثي أن المجلس الوطني الموسع الذي دعا إليه عبد الملك الحوثي للاجتماع في صنعاء خلال اليومين الماضيين سيعلن الأحد تشكيل مجلس وطني، ومجلس رئاسة من طرف واحد واختيار رئيس لمجلس الرئاسة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعيين قيادة عامة للجيش.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الاجتماعات بين القوى السياسية بمشاركة ممثلين عن جماعة الحوثي للبحث عن توافقات لتشكيل مجلس رئاسي بعد أن رفض الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي العدول عن الاستقالة، ودعا إلى اللجوء إلى الحلول الدستورية.
وأكد مراقبون سياسيون بأن الأحداث التي عصفت باليمن في الآونة الاخيرة، والتطورات السريعة التي حدثت على ارض الواقع، وبشكل مثير للتساؤلات، حيث ان الحوثيين استطاعوا وبوقت قياسي السيطرة على كافة مرافق الدولة اليمنية ومؤسساتها الحيوية، ونجحوا ايضا من ان يكونوا هم الجهة المهيمنة والتي تفرض ارادتها وقراراتها على السلطات الشرعية في اليمن.
وأشار المراقبون ان الحوثيين استطاعوا اجبار الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي على الاستقالة، مبدين استغرابهم من سرعة استجابة هادي لهذه الرغبة دون مقاومة تذكر، الامر الذي اثار الكثير من التساؤلات والتكهنات، حول ما سيؤول اليه مستقبل اليمن السياسي المقبل، وهل ان عملية التساهل في التنازل عن السلطة، وسيطرة الحوثيين على اليمن، كلها امور تؤكد بان هناك اتفاق خفي ومسبق لتقسيم اليمن الى مناطق وولايات حسب الطائفة او القومية.
وذكر المراقبون ان هادي قد برر موضوع استقالته، بهذا الشكل الغريب بانه " لم يعد قادرا على تحقيق الأهداف التي تحمّل المسؤولية من أجلها"، موضحا باننا " عانينا من الخذلان من فرقاء العمل السياسي للخروج بالبلاد إلى برّ الأمان".
ويشار الى ان حكومة خالد بحاح قد سبقت الرئيس بخطوة الاستقالة وتسليم مقاليد الحكم للحوثيين، مدعية بانها "لا تريد أن تكون طرفا فيما يجري في البلاد"، وانها "لم تعد قادرة على القيام بمهامها في أجواء سياسية غير بناءة."
وأشار المراقبون إلى ان المتابع للمشهد اليمني يعرف كثيرا بان ما حدث من انقلاب قاده الحوثيين، لم يحدث بين عشية وضحاها، مؤكدين بان هذا التحرك تحول من مجرد تحرك فكري وايدولوجي دعمته ايران بالمال والسلاح، إلى تحرك عسكري مسلح، يحارب الدولة ويعتدي على مؤسساتها، ويحتل أيضا جزءاً كبيراً من الدولة ويفرض عليها سلطته، بل كان لهم خطوات ومراحل امتدت على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.
وتقوم ايران ومنذ نجاح ثورتها الاسلامية، الى التحرك على المنطقة العربية، لغزوها فكريا، ولتصدير ثورتها عبر الاستحواذ على الفكر البشري والعقائدي للانسان العربي، حيث ايران تعمل منذ سنوات طويلة بالسيطرة على لبنان، وزرع حزب الله الشيعي فيها، من اجل تحقيق اهدافها التوسعية والفكرية في هذه البلد التي تعتبر استراتيجية لها لجوارها من الاراضي الفلسطينية المحتلة، وضمان "ايران" نفسها من اي تعطيل من جانب اسرائيل لتقدمها النووي والتوسعي في المنطقة، من خلال "حزب الله" والتهديد المستمر الذي يشكله هذا الحزب على امن اسرائيل.
من جهة اخرى تقوم ايران باستخدام العراق كورقة ضغط على الجانب الامريكي، وذلك بالسيطرة عليه ونخر العقل العراقي بافكار تداعب عقائده الدينية، واللعب بورقة اثارت النعرات الطائفية في هذا البلد، من خلال عمليات قتل السنة والعلماء والمفكرين، التي قادتها بالحرس الثوري هم الذين يشرفون على ذلك بانفسهم، حيث ان ايران تستطيع من ذلك تأمين حماية لها من جانب اخر في المنطقة، واللعب بتلك الورقة لحماية نفسها من اي تهديد يمكن ان يهددها ويهدد وجودها.
من جهة اخرى افاد المراقبون بان سوريا تعتبر من الدول الحليفة لايران وان طهران تدعمها بالمال والسلاح، حيث ان ميليشيات ايرانية تقاتل بجانب النظام السوري وتقوم بعمليات ابادة بحق الشعب السوري فيها.
ايران وتهديدها لامن الخليج العربي....
اعترفت ايران في الآونة الاخيرة بان اليمن هو رابع دولة عربية انضوت تحت رايتها الفكرية، وحققت من خلاله اهدافها التوسعية المستقبلية، حيث
إن للحوثيين فائدة أخرى تتمثل في التمركزعلى الخط الحدودي الفاصل بين المملكة العربية السعودية واليمن.
واضاف المراقبون ان الحوثيين يمثلون عنصر ضغط على المملكة العربية السعودية الداعمة للشعب السوري في ثورته على الأسد، فالحوثيون في هذه الأثناء يمثلون ورقة ضغط إيرانية من خلالها قد تفلح إيران في تخفيف الضغط على نظام الأسد، حيث ان طهران تدعم كل قوى تخريبية ولو لم تكن على مذهبهم وطريقتهم، شريطة أن تحقق أهدافهم، وتتمترس في جبهتهم، لهذا نراهم يقفون ويدعمون كافة المذاهب والأفكار والفلسفات المعادية لأهل السنة.
وافاد المراقبون بان الأمن القومى العربى كله، بات مهددا بانقلاب الحوثيين لأن من المعروف أن إيران والشيعة سيكون لهم تأثير سلبيا على أمن اليمن وكل الدول العربية التى تطل على البحر الأحمر، وبالتالى سيكون لها تأثير على قناة السويس، وإذا حدث ذلك سيؤثر على أمننا القومى، كما ان الخطر الحقيقى يتمثل بانتشار المد الشيعى في المنطقة بأكملها، خاصة وأنه بدأ بالعراق وامتد الان إلى اليمن، والذي بدوره سوف يؤدى إلى تقسيم اليمن التى فشلت فى تقسيمها أى دولة منذ عام 1990 ، لأن إيران تسعى إلى تفتيت الدول العربية وضرب الإسلام فى مقتل.
وأضاف المراقبون أنه يجب علينا أن نتوقع أن وجود إيران فى باب المندب سيعطيها مميزات معينة لدى مصر مثل الضغط السياسي أو الاستراتيجى لكى نتساهل مع إيران فى قضايا أخرى، وفى المقابل مصر تغض البصر عما تفعله إيران فى جزر الإمارات، بالإضافة إلى مطامعها فى باب المندب.
من جانبه اكد المفكر العربي الدكتور عبدالله النفيسي أن "جماعة الحوثي هي الذراع الايراني للسيطرة على المنطقة بالتعاون مع الامريكان وتغافل الحكومة اليمنية."
الموقف الامريكي من الانقلاب الحوثي...
وأكد المراقبون على الموقف الأمريكي من الاحداث والانقلاب الحوثي في اليمن.
وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما ان "الجنوب على وشك الإنفصال وأمريكا ستواصل حربها على الإرهاب وبالذات في اليمن وذلك على أنهم ليسو ضد الحوثيين، بما ان الجماعة هم ضد القاعدة ولا ينتمون لأي ضلع إرهابي"، بالرغم من أن امريكا كانت قد حذرت رعاياها من البقاء في اليمن منذ القيام بالانقلاب.
وأكد المراقبون بأن البلاد اليمنية أصبحت على حافة الهاوية، وأن جماعة الحوثي تسيطر على جميع مؤسسات الدولة، مشيرين إلى أن بعض المناطق قد انفصلت عمليا وإن لم يتم إعلان ذلك رسميا.