strong>إرم - أشرف خليفة
شهد الشارع اليمني، اليوم الجمعة، تحركات عدة، رافضة للإعلان الدستوري، الذي أصدرته جماعة الحوثي، وسيطرت من خلالها على السلطة بشكل مباشر، دون شراكة مع باقي القوى السياسية اليمنية.
وجابت مسيرات منددة ورافضة للإعلان الدستوري، عددا من مدن اليمن، كما رفضت أطراف كثيرة في النخبة اليمنية، بكل أطيافها السياسية والثقافية، هذا الإعلان معتبرين إياه "مهزلة تتوج الانقلاب".
الاحتجاجات الشعبية
خرجت في مدينة تعز وسط اليمن، عقب صلاة المغرب مسيرات رافضه لكافة القرارات والقوانين التي تضمنها الإعلان الدستوري، وسبقت تلك المسيرات إلقاء خطباء المساجد كلمات تعبر عن رفض الإعلان، داعيين أبناء تعز للخروج إلى الشارع لرفض ما أسموه بالمهزلة السياسية.
وخرج أبناء الجنوب كذلك في مسيرات عمت شوارع مدينة عدن، جنوب اليمن، وكذا مدينتي لحج وأبين، ترفض ما أعلنه الحوثيون من إعلان دستوري سيطروا من خلاله على مقاليد الحكم بشكل صريح، مؤكدين على أن من تحدث في مراسيم الإعلان الدستوري باسم الجنوب لا يمثل أي جنوبي وإنما مثّل نفسه فقط.
وشهدت أيضاً مدينة الحديدة غرب اليمن، مسيرة رافضة لإعلان الحوثيين، واصفين إياه بـ"المشهد الأخطر على البلاد والذي سيدخل اليمن، بحسب تعبيرهم، في دوامة لن يخرج منها إلى بسيلان الكثير من الدماء".
كما أعلنت قبائل مأرب رفضها إعلان الحوثيين، وأكدت تمسكها بمخرجات مؤتمر الحوار، محذرة من أن الإعلان الدستوري للحوثيين قد يقود لحرب أهلية، وطالبت مجلس التعاون الخليجي بعدم التخلي عن اليمن.
وقال الناطق باسم قبائل مأرب الشيخ صالح الأنجف، إن القبائل ترفض بشكل كامل الإعلان الدستوري الجديد لجماعة الحوثي، ودعا القبائل اليمنية إلى الوقوف في وجه تحركات جماعة الحوثي وممارساتها.
رفض القوى السياسية
لم يُعلن أي طرف سياسي في اليمن، حتى اللحظة، تأييده للإعلان الدستوري، ما ينذر بأيام عصيبة تنتظر اليمن، في خضم صراع سياسي، لا صوت يعلو فيه فوق صوت السلاح.
وقالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، الناشطة توكل كرمان، في تصريح خاص لـ"إرم": "هذا الإعلان الصادر عن ميليشيات الحوثي المسلحة جاء تتويجا لاحتلالها للعاصمة صنعاء، وإسقاطها بالقوة الغاشمة للسلطة الانتقالية الشرعية، وهو بذلك إجراء باطل غير ملزم لكافة المناطق والمحافظات والأقاليم خارج العاصمة المحتلة، التي لا تزال ترى في الرئيس هادي رئيسا شرعيا وترفض أي توجيهات صادرة من السلطة الانقلابية في صنعاء، التي سيفرضها الحوثي وفق إعلانه غير المشروع".
من جانبه قال الباحث السياسي والصحفي في مكتب رئاسة الجمهورية ثابت الأحمدي في حديث خاص لـ"إرم" إن "الإعلان الدستوري هذا يذكرني ـ إلى حد ما ـ بالمجلس الانتقالي الذي شكله مجلس شباب الثورة، وبعض المكونات الثورية الأخرى نهاية العام 2011، هو من وجهة نظر أصحابه العصا السحرية التي ستحل أزمة اليمن".
وأضاف الأحمدي "لكنه عمليا غير ذلك، لسببين: الأول لاتخاذ بعض المكونات الثورية والسياسية موقفا رافضا له، وهي مكونات لها حضورها البارز في الشارع، وهي إن لم تعمل على عرقلته، ستنقص من شرعيته، وهذه ليست القضية الأساسية هنا".
وتابع "أما السبب الثاني: أن طبيعة الإعلان يحمل في حد ذاته طابع التوافق أو شبه التوافق بين فرقاء العمل السياسي، وقد أثبتت المراحل السابقة فشل ما سمي بالوفاق والتوافق، وكلما مر بها الوقت أكثر كلما قلت الثقة بين المكونات السياسية أكثر".
واختصر أمين عام مجلس شباب الثورة السلمية عبد الغني الماوري إعلان الحوثي للدستور بكلمات مقتضبة، حيث قال"إعلان الحوثي الدستوري يعني أمرا واحدا وهو مصادرة الدولة اليمنية لمصلحة ميليشيا مسلحة الأمر الذي يهدد استقرار البلاد ووحدتها".
وأكد الصحفي والمحلل السياسي أنيس منصور في حديث خاص لـ"إرم" أن الخطوة التي أقدم عليها الحوثي بإعلانه الدستوري "انتحار سياسي"، حيث قال "إعلان الحوثي للدستور انتحار سياسي للقادم المجهول وإعلان وفاة المبادرة الخليجية و إلغاء مخرجات الحوار الوطني، والقضاء كذلك على اتفاق السِلم والشراكة، وبالتالي العودة مجدداً للمربع الأول للصراع السياسي في اليمن".