«أين كان الجيش اليمني وقت سيطرة الحوثيون على البلاد؟».. سؤال شغل الرأي العام العربي بعد سيطرة جماعة الحوثي على القصر الرئاسي هناك، ثم إصدار إعلان دستوري دون توافق مع القوى السياسية.
الجيش اليمني يتكون من 4 أفرع رئيسية وهي، القوات البرية، والجوية والدفاع الجوي، والبحرية، والدفاع الساحلي، وحرس الحدود، والاحتياط الاستراتيجي التي تضم العمليات الخاصة، والحماية الرئاسية، وألوية الصواريخ.
ورغم اختير الجيش اليمني في 2013 ضمن أقوي 50 جيشًا في العالم بحسب تنصيف موقع «جلوبال فاير باور»، سقطت الدولة اليمنية بيد عصابة الحوثي في يوم واحد.
قناة العربية، رصدت في تقرير لها أن غالبية ألوية الجيش اليمني تتوزع على سلاحين أولهما الحرس الجمهوري بقيادة أحمد علي عبدالله صالح، والذي يضم 44 لواء، كانت مهمتهم حماية الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والمقرات الرئاسية، قبل أن يحلهم الرئيس عبدربه منصور هادي، ويوزعها على محافظات الجمهورية المختلفة، والتي لا زالت تدين بالولاء للرئيس صالح.
وبينما تتكون الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها علي محسن الأحمر، من 32 لواء ضعيفة التسليح وأنهكتها الحروب الست مع الحوثيين، وويحاصرها جماعة الحوثي في صعدة بعد أن استولوا على مقراتها في العاصمة، تعرف القوات التابعة لوزير الدفاع بالقوات النظامية، وقوامها 14 لواء.
حشد الحوثيون 30 ألفًا، بحسب تقرير العربية، لدخول العاصمة صنعاء، وألفي عنصر للاستيلاء على القصر الرئاسي، بينما كان يقدر عدد أفراد القوات الأمنية المتواجدة في العاصمة آنذاك بـ 80 ألفًا.
محمد جمعة، الباحث بوحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات، يوضح لـ"الوطن"، أسباب اختفاء الجيش من المشهد السياسي اليمني، بعد تفاقم الأحداث وهي كالتالي:
1- أغلب قيادات الجيش كانت تدين بالولاء لـ علي عبدالله صالح، في الوقت الذي كان هناك تفاهمًا بين صالح والحوثيين، الأمر الذي أدى إلى عدم صد الجيش للحوثيون.
2- القبيلة هي الدولة في اليمن، وهذا يعني أن ولاء الكادر أو القيادي في الجيش لايكون للمؤسسة بقدر ما يكون لقبيلته.
3- انتصارات الحوثيون في اليمن لا يعكس قوتهم المتناهية بقدر ما يعكس، وجود حالة من الرضا النسبي للقوى السياسية، بما يحدث، وفي نفس الوقت هناك غضب من السلطة اليمنية الحالية.
4- عندما اجتاح الحوثيين صنعاء، وحاصروا قصر الرئاسة ظهر نوع من الفرز داخل القوات الأمنية في الجيش، والشرطة اليمنية، حيث لم يدافع أغلبهم عن رئيسهم.
وتابع جمعة: التفاهم بين الحوثيين، وصالح انهار تمامًا بعد الإعلان الدستوري الأخير، ما يعني أن الصدام سيكون سيد الموقف في الفترة المقبلة، موضحًا أن البلد أصبح على حافة الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي.