صنعاء - الراية - رويدا السقاف :
بحكم أنهم من الأقلية المهضومة الحقوق في اليمن، فقد بدا المهمشون في أنحاء البلاد قلقون من الأوضاع بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وما إن انتهت تلك الفترة العصيبة حتى ظهر على السطح قلق أكبر وأشد وهي التفرقة العقائدية و"السلالة" التي يصطفي بها الحوثيون أنفسهم وبأنهم من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدومهم من بيئة مجتمعية قبلية ما زالت تصنّف اليمنيين "أخدام"، وقبائل و"ساده" و"ناقصين"، ما زاد المهمشين قلقا وخوفا.
المهمشون يتسولون ليعيشوا، ويعملون في وظائف ومهن محتقرة كعمال نظافة أو عمال صرف، وبعضهم يعملون في جمع المخلفات البلاستيكية والخردوات لبيعها ومعظمهم إن صح التعبير محرومون من أبسط الحقوق الإنسانية المتعارف عليها دوليا.
يقول رئيس الاتحاد الوطني لفئة المهمشين باليمن نعمان الحذيفي وعضو مؤتمر الحوار: بأن وصول أوباما إلى سدة الحكم بأمريكا كان حافزاً معنويا لهذه الفئة بالمضي بنفس خطى أقرانهم في أمريكا إذا ما أرادوا اللحاق بالمركب، ولكي يتم تفويت الفرصة على من يريد إقصاءهم وجعلهم في زاوية ضيقة في المجتمع اليمني، ولكن هنا تحكم الأعراف اليمنية بان اليمنيين يقسمون ما بين قبائل و"وأخدام" (مهمشون) ذوي بشرة داكنة، لذا من المستحيل أن يقبل قبيلي بتزويج ابنته من مهمش خوفا على النسل والأعراف العنصرية.
يقول الحذيفي جاءت فكرة تأسيس الاتحاد الوطني لفئة المهمشين "الأخدام" في ظل وجود 50 جمعية تتبعهم ولم تقم بدورها وبواجباتها والمسؤولية المناط بها لذا فكرنا بإنشاء الاتحاد وفي كيانه مجموعة من الشباب مع بقاء قيادة الجمعيات نغذي من خلالها رسالتنا التي نريد إيصالها للمجتمع واستطعنا بأن نصل بهذه الجهود إلى إخراج الاتحاد من حيز الوجود وأضاف: أستطيع القول إن الفكرة بدأت في عام (2003) والتي جاءت نتيجة لقاء فئة الأخدام بالهيئة السويدية وكان لهذا اللقاء الأثر الحقيقي لولوج الاتحاد فما كان مني إلا إبلاغ الأخدام في مختلف محافظات الجمهورية بأن هناك رغبة بوجود كيان يحمينا، وعقب ثورة 11 فبراير 2011، بدأ المهمشون بتأسيس "جمعيات مدنية" للمطالبة بحقوقهم وإشراكهم في الحياة الاقتصادية وتمكينهم من الوظيفة العامة مع التخلي عن رهبة القمع.
وبالرغم من أن تعداد سكان المهمشين يقدر بـ 3 ملايين في اليمن بحسب إحصائيات أخيرة إلا أنه لم يمثل هؤلاء في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد خلال مارس 2013 إلى يناير 2014 سوى ممثل واحد فقط بين أكثر من 500 عضو يمثلون كافة مكونات المجتمع اليمني وأحزابه، ليبقى حالهم كما هو: بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها ممثلهم الأوحد، ليزداد تخوفهم الحالي من تهميش حقوقهم التي كفلها لهم القانون بعد سيطرة جماعة (الحوثي) على السلطة والنظرة الدونية التي يرمقها البعض لهم.