الرئيسية - تقارير - استبسل الضباط والجنود في معركة حقيقية نتيجتها حسمت سلفا ضمن صفقة سياسية قذرة .. هذا ماحدث في معسكر القوات الخاص

استبسل الضباط والجنود في معركة حقيقية نتيجتها حسمت سلفا ضمن صفقة سياسية قذرة .. هذا ماحدث في معسكر القوات الخاص

الساعة 10:21 مساءً (هنا عدن - خاص)

 - تقرير شوقي ناصر

يشهد الرأي العام حالة من الانقسام العميق حيال ماحدث في معسكر القوات الخاصة الواقع في منطقة الصباحة بمحافظة صنعاء ما بين معتقد ان ما جرى كان معركة حقيقية بدأتها جماعة الحوثي بغرض السيطرة على المعسكر واخر يرى فيها مجرد مسرحية طرفيها صالح والحوثي لعلف الناس قناعة ما تهدف الى ابعاد الشبهة فيما يتعلق بالتحالف الاستراتيجي القائم بين الطرفين . وتعد القوات الخاصة اهم وحدة عسكرية في الجيش ويطلق عليها " قوات النخبة في الجيش اليمني " وهي تدين بولاء للرئيس السابق ونجله - قائد الحرس الجمهوري سابقا احمد علي صالح . ويفسر مراقبون حالة الاطمئنان التي يعيشها صالح خصوصا بعيد سقوط العاصمة وبسط الحوثيين نفوذهم على كامل مؤسسات الدولة الى ان هذه الوحدة العسكرية الضاربة لا تزال تخضع لنفوذه وتدين بالولاء له الى جانب جزء كبير من قوات الاحتياط " الحرس الجمهوري سابقا " وهي متواجدة على امتداد الخارطة الجغرافية لأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء . وشهد معسكر القوات الخاصة قبل يومين معارك شرسة في اطار سعي جماعة الحوثي للسيطرة عليه حيث انتشرت المليشيات الحوثية بالقرب من المعسكر وطوقته من جهات عديدة تاركة لعناصرها قطع الطريق اليه لمنع اي امدادات قادمة من قوات الاحتياط المنتشرة في امانة العاصمة . وبعيدا عن كون ماحدث جزء من اتفاق بين صالح والحوثي او " مسرحية " كما يعتقد كثيرون فإن ضباط وجنود الخاصة خاضوا معركة حقيقية استخدمت فيها مختلف الاسلحة الثقيلة والمتوسطة . وبدأ الخلاف عندما وجه نائب رئيس هيئة الاركان زكريا يحيى الشامي - المحسوب على جماعة الحوثي - بتسليم جميع بوابات ومداخل المعسكر الى المجندين الحوثيين الذين تم استيعابهم في المعسكر في الاوانة الاخيرة ؛ الا ان رفض منتسبي القوات الخاصة توجيهات الشامي دفع بالأمور الى حافة المواجهة حيث انتشرت مليشيا الحوثي في المكان وبدأت في الضرب على المعسكر من معدلات ورشاشات وحين بادر منتسبو الخاصة بالرد على الاماكن التي تطلق منها النيران كان الجبل الاسود - الذي سقط في قبضة الحوثيين في وقت سابق - والمطل المعسكر يقذف حمم المدفعية باتجاه المعسكر ويمنح الغطاء لمسلحي جماعة الحوثي بالتقدم نحو بوابات المعسكر . ودفع شدة القصف من الجبل الاسود منتسبي الخاصة الى التراجع من البوابة الرئيسية الى داخل المعسكر فيما كان مسلحو الحوثي يقتربون من البوابة . وتؤكد المصادر ان البوابة الرئيسية للمعسكر تحولت الى " بركة " لدماء مسلحي الحوثي حيث سقط العشرات منهم أمامها . ويتحدث ضابط كبير في الخاصة انه احصى قرابة 20 جثة لمسلحي الحوثي امام البوابة في وقت مبكر من الاشتباكات وان حدة المقاومة دفعت بالمليشيا الى التراجع والانكسار قبل ان يصل وفد مكون من عدد من القيادات العسكرية الى المعسكر ويخرج ويفرض اتفاق قضى بالسماح لمسلحي الحوثي سحب جثث قتلاهم من البوابة الرئيسية . اما طبيعة الدور الذي لعبته وزارة الدفاع فيكشفه الضابط نفسه حيث يقول : " تواصلنا مع عمليات الدفاع لنجدتنا ، اخبرناهم ان المعسكر يتعرض لقصف عنيف من الجبل الاسود واننا بحاجة الى النجدة الا انهم تجاهلوا الامر تماما " قبل ان يرسلوا وفدا للتفاوض قضى بالسماح للمليشيات الحوثية بسحب جثث مسلحيها وتسليم بوابة المعسكر الى الحوثيين . ويؤكد الضابط :" تم التواصل ايضا مع عمليات الاحتياط لنجدتنا الا ان طلبنا قوبل بعدم الاكتراث " ويعزز رفض قوات الاحتياط اسناد معسكر الخاصة على الرغم من انها تدين بالولاء للرئيس السابق التكهنات التي تتحدث عن صفقة بين صالح وجماعة الحوثي لتسليم المعسكر للجماعة . وتؤكد مصادر سقوط اكثر من 40 حوثيا في المواجهات في حين سقط شهيد واحد من القوات الخاصة وعدد من الجرحى . ويمكن تلخيص ما جرى في ضوء هذه المعلومات بأنه " صفقة بين صالح والحوثي " ليس - لمنتسبي الخاصة الذين استماتوا في الدفاع عن معسكرهم وقاوموا بشراسة واخلاص - اي علاقة او علم بها .