strong>
أشرف الفلاحي: يصف مراقبون أن زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لمقر إقامة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي الجديد في مدينة عدن جنوبي البلاد، بالخطوة المهمة التي تؤكد مدى الدعم الكبير الذي يحظى به هادي وشرعيته من قبل دول الخليج، بالتوازي مع الإعلان عن إعادة افتتاح سفارات الخليج في عدن بعد إغلاقها في العاصمة صنعاء، بعد سيطرة الحوثيين عليها.
والتقى الرئيس اليمني الأربعاء، أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، وهي الزيارة الأولى لمسؤول عربي وإقليمي كبير لمدينة عدن جنوب اليمن، منذ فرار الرئيس هادي من الإقامة الجبرية في مقر إقامته في صنعاء، التي فرضها عليه الحوثيون، عقب تقديم استقالته أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي.
دلالات الزيارة الخليجية لهادي في عدن
ويرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالباسط القاعدي أن "زيارة الزياني وسفراء دول الخليج للرئيس هادي في عدن يحمل دلالات عدة أبرزها: أن الوفد الخليجي ومستوى التمثيل برئاسة أمين عام مجلس دول التعاون وعضوية سفراء تلك الدول، عبّر عن موقف قوي وواضح وموحد لدول المجلس الداعم للشرعية الدستورية المتمثّلة بالرئيس اليمني، فضلاً عن تمسكها بكافة اتفاقيات نقل السلطة المنبثقة عن المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني".
وأضاف في حديث لــ"عربي21" أن "دول الخليج تستشعر المخاطر المحدقة بأمنها في حالة انهيار العملية السياسية في اليمن، وذهاب البلد نحو العنف والحرب الأهلية المُحتملة ،غير أن تلك الدول تتحرك في مجالها الحيوي، ومن منطلق حماية مصالحها التي عبرت عنها في أكثر من موقف".
وأوضح القاعدي أن "دول الخليج العربي وجهت رسالة قوية للمجتمع الإقليمي والدولي بأن "اليمن تشكل العمق الاستراتيجي لدولها، وأنها ترفض أي تدخلات أو محاولات لصناعة مخالب وأذرع تستخدمها أطراف إقليمية لاحقاً، للعبث بأمن واستقرار الدول الخليجية، في إطار لعبة تقاسم النفوذ في المنطقة". في إشارة إلى إيران التي تعدّ جماعة "أنصار الله "(الحوثي) حليفا أيديولوجياً في جنوب عدوتها التقليدية المملكة العربية السعودية.
ولفت إلى أن "الحوثيين يقرؤون زيارة وفد مجلس التعاون الخليجي للرئيس اليمني في مقر إقامته الجديد بمدينة عدن (جنوبا) بأنها تجسيد واقعي لعدم اعتراف تلك الدول بالواقع الذي يحاول الحوثيون فرضه بقوة السلاح، التي عدّته دول المجلس صراحة "انقلابا على العملية السياسية بقوة السلاح وإسقاطا للمبادرة الخليجية وما انبثق عنها".
ولكن القاعدي، توقع "مقامرة حوثية جديدة، وارتكاب الجماعة لحماقات إضافية، من خلال الإسراع نحو استهداف معسكرات الجيش التي ما زالت خارج سيطرتهم، وهذا ما حدث مع القوات الخاصة في العاصمة صنعاء وقيادة المنطقة الخامسة بالحديدة غربي اليمن". منوها إلى أن "جماعة الحوثي ستلجأ لفرض الإقامة الجبرية على قادة الأحزاب والقوى السياسية، واستخدام القضاء لإصدار أحكام عقابية ضد الشرعية ومن يساندها، بالإضافة غلى رفع وتيرة القمع ضد الاحتجاجات السلمية وضد الصحفيين، سعياً منها لتكريس سلطة الأمر الواقع باسم الشرعية الثورية"، وفق تعبيره.
موقف استباقي من جانب الرياض
من ناحيته، أكد السياسي المقرب من جماعة الحوثي، عبدالله بن عامر، أن "قدوم عبد اللطيف الزياني على رأس وفد خليجي إلى عدن، يعكس مدى إصرار السعودية على فرض موقفها ورؤيتها بشأن اليمن، ودفع الفاعلين الدوليين إلى اتخاذ الموقف ذاته، أو على الأقل التزام الصمت جراء التطورات التي ستشهدها البلاد خلال الأسابيع القادمة".
وقال بن عامر في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" : "من يقرأ تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية يدرك أهداف خطوة الرياض في فرض أمر واقع على دول العالم يجسد أن "اليمن تابعة لها"، ولاشك، أن"هذا التوجه من قبل سلطات المملكة، سيعقبه خطوات إضافية بالتنسيق مع دولة قطر، بل ومع دول أخرى ستنضم إليهما" .
ووصف بن عامر هذه الزيارة أنها "موقف استباقي من قبل سلطات الرياض لأي موقف أمريكي بشأن اليمن"، وفق تعبيره.
واستأنفت المملكة العربية السعودية مع دولة قطر عملهما الدبلوماسي من مدينة عدن جنوب اليمن، بعد إغلاق سفارتهما في العاصمة صنعاء في وقت سابق من الشهر الجاري.