انهار سهم فيسبوك فى تعاملات اليوم فى أكبر خسارة يومية فى تاريخه بعد إعلان الشركة أمس الأربعاء عن نتائج الربع الثانى والتى جاءت مخيبة للتوقعات، حيث تراجع بمقدار 24% بعد ساعة من بدء التداول ليغلق على خسارة قدرها 18% لتخسر الشركة ما يزيد عن 123 مليار دولار، وهى خسارة قياسية لشركة تكنولوجيا خاصة أن سوق مثل البيتكوين على سبيل المثال يساوى بأكمله 141 مليار دولار، كما أن تويتر قيمته السوقية لا تجاوز 33 مليار دولار وسناب شات 17 مليار دولار ونتفليكس 158 مليار دولار، وهو ما يؤكد على حجم الخسارة القياسية.
لكن تأثير أزمة ألفيسبوك على البورصة الأمريكية ككل يعد محدوداً حيث تراجع مؤشر ناسداك بنحو 0.8% فقط بينما سجلت مؤشر الدأو صعوداً بنحو 0.57% بسبب ارتفاع أمال المستثمرين بشأن التقدم الذى تشهده مفأوضات التجارة.
ووفقاً للقوائم المالية فقد تراجعت الإيرادات إلى 13.23 مليار دولار مقارنة بتوقعات 13.3 مليار دولار، وانخفض عدد المستخدمين النشطاء للموقع إلى 2.23 مليار مقارنة بمتوقع 2.25 مليار مستخدم، بالإضافة إلى انخفاض فى عدد المستخدمين فى أوروبا.
لكن المحللين يرون أن الأخطر من انخفاض نتائج الربع عن التوقعات، هو اعلان الشركة توقعاتها أن الربع الثالث والرابع ستنخفض فيه معدلات نمو الإيرادات بمقدار قد يقترب من 10% وأن نمو النفقات هذا العام سيتفوق على معدلات نمو الايرادات.
الملفت للنظر أن هذا الهبوط يأتى بعد وصول ألفيسبوك لوأحد من أعلى مستوياتها التاريخية أمس الأربعاء قبل هذا الآنهيار الكبير فى جلسة اليوم، ويرى الكثيرين أن هذه النتائج قد تكون متوافقة مع الضغوط التى تتعرض لها الشركة منذ بداية العام فيما يتعلق بتسرب بيانات المستخدمين وعدم توفير الحماية الكافية والتى أدت إلى احتمالية التأثير على آراء الناخبين فى الآنتخابات الأمريكية الأخيرة والتى جعلت مارك زوكربيرج يخضع للمرة الأولى لاستجواب فى الكونجرس حول هذه القضية.
وتشير بعض التوقعات إلى إمكانية عدم استمرار هذا الاتجاه الهبوطى خاصة أن مضاعف الربحية للسهم يدور حول مستوى 29 مرة وهو معدل منخفض نسبياً إذا ما قورن بعمالقة التكنولوجيا منافسى الفيس بوك كجوجل والذى يسجل مضاعف ربحية 54 مرة ومايكروسوفت الذى سجل 74 مرة.
لكن فى كل الأحوال من المتصور أن تمثل هذه الأزمة ضغوطاً إضافية على مارك زوكربيرج خلال ألفترة القادمة لتحقيق المزيد من الحوكمة داخل المؤسسة من خلال ألفصل بين منصب المدير التنفيذى والرئيسى وإعادة هيكلة الشركة.
ومن غير المتوقع أن يكون لتحركات ألفيسبوك تأثيراً ملحوظاً على البورصات العالمية أو الناشئة، فالأسواق العالمية استقرت عند واحدة من أعلى مستوياتها فى أربعة شهور، أما فى منطقة الشرق الأوسط، فلم تتأثر البورصة المصرية بهذا الأداء كما أن قطاع الاتصالات فى مصر لم يسجل إلا هبوطاً طفيفاً لم يتجأوز حاجز 0.4% كما لم تتأثر أى من شركات التكنولوجيا فى البورصة المصرية.