الرئيسية - أخبار محلية - انتفاضة الراهدة التي خذلها الإعلام!

انتفاضة الراهدة التي خذلها الإعلام!

الساعة 04:59 مساءً (هناعدن : خاص )

كانت وما زالت مدينة الراهدة جنوبي تعز السباقة إلى مجابهة الظلم والفساد، وهي مهد الانتفاضات ضد الظالمين منذ سنين عديدة.

الأسبوع الفائت أقدم فردًا حوثيًا يتاجر بالسلاح اسمه "عمر الشوافي" على قتل الشاب "محمد عبده الذهب" على خلفية ارتطام الباص الذي كان يستقله الحوثيون بدراجته النارية.



وعلى إثر ذلك انتفض أبناء مدينة الراهدة ضد المليشيات الحوثية في نفس اليوم، وقاموا بتنفيذ احتجاجات ومسيرات ضخمة خذلها الإعلام فقط.

الانتفاضة الشعبية الراهدية التي فرضت عصيانا مدنيا شاملا، أرعبت المليشيا التي احتلت المدينة، وحاولت استعباد أبنائها تحت ذريعة العدوان الذي لم يعرفه اليمنيون إلا بعد الانقلاب الذي نفذته هذه المليشيا النازية.

لم تتمالك المليشيا نفسها، فأحست بالخطر الأشد، الأمر الذي دفعها إلى الجنون، الجنون الذي من خلاله حولت المليشيا المدينة إلى غابة يُلتَهَم فيها كل شيء، فتضرب وتقتل وتعتدي.

ففي ذلك اليوم نفذت المليشيات الحوثية النازية أعنف هجوم على المدينة وعلى أهاليها المدنيين بشكل عشوائي ومرعب.

فقد تمركز عناصر من المليشيا في جبل القرن المطل على المدينة، وظلت تطلق النار على المدينة من خلال رشاش 7/12، أرعب المدنيين وأصابهم بالخوف والهلع.

حولت المليشيا شوارع المدينة إلى مسالخ، تطلق النار فيه على كل من تراه في الشارع، بالإضافة إلى اقتحام المنازل والدخول إليها بشكل همجي بعث الخوف والهلع في النساء والأطفال.

تحولت مدينة الراهدة يوم الجمعة الماضية وما بعدها إلى مسرحٍ لهمجية المليشيات الحوثية التي واجهت أبناء المدينة وكأن من أمامها هو العدو الصهيوني الغاصب، وليس مدنيين من أبناء اليمن الذي يعيش الظروف المأسوية منذ سنين بسبب انقلاب هذه المليشيات القادمة من أدغال الجبال.

283 شابا، هم الإحصائية الأخيرة للشباب الذين اختطفتهم المليشيات الحوثية على خلفية انتفاضة الراهدة، وأرسلتهم إلى أسوأ السجون على مستوى محافظة تعز، وهو سجن مدينة الصالح في منطقة الحوبان، وما زالت المليشيا حتى هذه اللحظات تحتجزهم وتنفذ عمليات الاختطافات واقتحام المنازل وترويع النساء والأطفال.

مجدي صالح (اسم مستعار) من أبناء المدينة قال : الحوثيون قاموا بتنفيذ حالة الطوارئ في الراهدة واعتقلوا معظم شباب المدينة، حتى إنهم قاموا باحتجاز أطفال في إدارة أمن الراهدة خوفا من استمرار الانتفاضة في المدينة.

وأضاف صالح : لن تدوم سيطرة المليشيات على المدينة، فلو كنا نمتلك السلاح، ودعمنا الإعلام، لكان اليوم الحوثي في منطقة القاعدة هاربا مرعَبا.

وأكد صالح إلى أنه ولأول مرة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين ردد الأهالي بأصواتهم أمام المليشيات : يا سيد يا ابن ال....لة .. يا سيد فين العدالة..

وكذلك : لا حوثي بعد اليوم. 

هي الراهدة إذًا، التي غنى لها أسطورة الفن "أيوب طارش"، وتغزل بها الجابري، وأشاد بها كل كبير، إلا الإعلام، فهو يخذلها دائمًا وأبدًا.. 

ستبقى الراهدة شوكة عاتية في حلق المليشيا الكهنوتية التي جعلت من المدينة مستنقعا لسياستها القمعية منذ احتلالها، وسينتصر أبناؤها أي انتصار، وسيطردون الكهنوت النازي إن شاء الله.