ياسين التميمي:
استهل مراسل قناة RT الروسية الحكومية لقاءه بالسياسي المتحول المتواضع المهارات والتفكير، البوهيمي السلوك احمد سعيد بن بريك بالقول: "مرحبا بكم في العاصمة الجنوبية عدن" في تضاد تام مع اللياقة التي تقتضيها المهنية الاعلامية والتزام القناة الرسمية بما تقر به الحكومة الروسية.
وخلال المقابلة تحدث بن بريك عن دعم روسي للمشروع الانفصالي لتتكرس بذلك صورة روسيا كمرتزق كبير في الازمات الاقليمية؛ اوطرف دائما ماينسحب في اللحظات الأخيرة امام القوة الامريكية اذا قررت اقصاء الدب الروسي من اي ملف.
والا كيف تفسر تدخله لدعم النظام السوري واستخدامه كل تلك القوة ضد الشعب السوري، في حين عجز عن الاقتراب من حقول النفط والتحكم بالمآلات النهائية للصراع في سورية بل وفي ادارة او التأثير في المعركة الدولية ضد تنظيم داعش.
في الملف اليمني يتصرف الروس بانتهازية ولؤم ويؤديان شكلا مختلفا من أشكال الارتزاق على المستوى السياسي والاعلامي، عبر نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الذي يشغل منصب مبعوث الرئيس الروسي لشؤون #اليمن و #ليبيا، ويقوم بزيارات منتظمة لأبوظبي وهناك يوعز اليه باجراء لقاءات مع قيادات المجلس الانتقالي لاضفاء البعد الدولي لحضور المجلس المدعوم من ابوظبي والذي بات اداتها المهة في جنوب اليمن.
ولعلكم تذكرون الزيارة النشاز وغير المفهومة للسفير الروسي لدى اليمن الى عدن في مارس/آذار من العام المنصرم، حيث رتب له المجلس الانتقالي استقبالاً كاريكاتوريا اضاء عليه برنامج #رئيس_الفصل المذاع عبر #قناة_بلقيس في شهر رمضان المبارك، حيث قامت وحدة عسكرية لا تمت بصلة للدولة اليمنية بتنفيذ استعراض مثير للضحك امام السفير الذي كان يتوجب عليه ان يتقيد بآداب التمثيل الدبلوماسي لدى الدولة اليمنية ولكنه كان يقوم بمهمة جرى التنسيق لها من قبل الخلية الروسية الاماراتية في ابوظبي.
في حين رأينا السفير الامريكي السابق واللاحق يزوران عدن والمكلا عبر القنوات الرسمية ويطلان من منابر حكومية ويلتقيان قيادات شرعية، معبران عن وزن القوة العظمى ولياقتها الدبلوماسية.
وعلى المستوى الاعلامي تقوم المنظومة الاعلامية الروسية بدور نشط في ذات السياق الداعم للمغامرات والمشاريع الاماراتية في اليمن، وما هذه المقابلة المستفزة والبعيدة عن المهنية الا مثال على ذلك..