المكلا / نبيل بن عيفان
كان من أول من أجرى عمليات زراعة القوقعة الإلكترونية بالمنظار الجراحي على مستوى العالم ، واشتهر وذاع صيته ، له مشاركات نوعية في مخيمات طبية خيرية في دول نامية وكان أبرزها مخيم أجراه بقطاع غزة بدولة فلسطين ومخيمات أخرى في السودان واليمن وغيرها .
اشتكى مساعدوه من الطاقم الفني والتخديري بمستشفى ابن سيناء بكونهم لايستيطعون مجاراته في العمل فهو لايكاد أن ينتهي من عملية جراحية حتى يتم تجهيز أخرى باستمرار ودون توقف ولساعات متأخرة من الليل .
إنه الجراح العالمي البروفيسور مازن بن محمد الهاجري استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة والمتخصص في عمليات زراعة القوقعة الإلكترونية ، الذي لايقتصر عمله على إجراء العمليات بشكل مجاني فقط وإنما السعي والتسويق عند أهل الخير والإحسان لكفالة المخيمات وشراء أجهزة القواقع والسماعات للمرضى المحتاجين .
تحصلنا على فرصة سانحة لإجراء حوار صحفي مع البروفيسور الهاجري بعد خروجه من عملية جراحية بالمخيم الطبي العاشر للصمم وأثناء تجهيز مريض آخر لإجراء عملية أخرى فكان هذا الحوار .
أجرى الحوار : نبيل بن عيفان
المخيم الطبي العاشر وإجراء 16 عملية زراعة قوقعة إلكترونية :
أول الأسئلة التي وجهت للبروفيسور الهاجري عن مدى نجاح المخيم الطبي العاشر للصمم الذي اختتم أمس الاثنين بمستشفى هيئة ابن سيناء و أقيم خلال الفترة 6 / 11 / 2013م وحتى 11/11/2013م حيث قال : ( نجحنا بحمد الله في هذا المخيم في إجراء 16 عملية زراعة قوقعة إلكترونية وهو أكثر المخيمات من حيث عدد عمليات زراعة القواقع الإلكترونية مقارنة بالمخيمات التسعة السابقة ، والعمليات التي تجرى في مخيمات الصمم توفر على أهالي المرضى الكثير من التكاليف كونهم يضطرون في السابق لإجراء العملية خارج اليمن وهو مايزيد عليهم التكاليف فهم يتحملون تكاليف السفر والإقامة وتكاليف العملية وقيمة جهاز القوقعة الإلكترونية الذي يصل سعره إلى ثمانين ألف ريال سعودي مع تكاليف العودة والمراجعة مرة أخرى ، بينما في المخيمات الطبية التي نجريها في مستشفى هيئة ابن سيناء يوفر المريض مبالغ كثيرة فتكاليف العملية مجانا وقيمة الجهاز نسعى لتحمل جزء كبير منه وفي بعض الأحيان نتحمله بالكامل عن طريق السعي والتسويق في دول الخليج التي ساهمت في نجاح هذه المخيمات وبالأخص دولة قطر .
وعملية زراعة القوقعة الإلكترونية لمرضى الصمم تتم بعد أن تُعمل للمريض عدة تجارب لمحاولة تنشيط السمع ومنها عملية التدرب على الكلام وتركيب سماعة للأذن فإن لم تفلح فيتم تحويله لإجراء العملية وهي عبارة عن زراعة جهاز إلكتروني تحت الجلد وهو مكون من شريحة فيها مغناطيس ومغطى بمادة قوية مصنوعة من السيراميك وقوتها كقوة العظم ، وربط ذلك الجهاز بالقوقعة الأصلية في المريض عبر سلك ، إضافة لتركيب جهاز خارجي هو عبارة عن سماعة تلتقط الصوت وتحوله لموجات كهرومغناطيسية وتدخل الموجات للشريحة فتحولها من موجات إلى كهرباء وهي التي يقرأها المخ إذا وصلت إلى أماكن معينة من قوقعة الأذن .
أنشأنا في حضرموت مركزا للكشف المبكر عن الصمم وأوجدنا به أجهزة حديثة ومتطورة
وقد ركز البروفيسور الهاجري في حديثه عن التدريب والتأهيل للمريض حتى تتم الاستفادة من عملية الزراعة للقوقعة ويستطيع تدريجيا النطق والسمع حيث قال : ( في محافظة حضرموت أنشأنا مركزا للكشف المبكر للصمم والتأهيل السمعي بدعم كريم من عائلة آل عبد الغني بدولة قطر ، وهو ضمن أقسام مركز السقيفة الطبي الخيري بمدينة المكلا ، وبالمركز جميع فحوصات الأذن ، كفحص السمع الدماغي ‘ إضافة لجهاز متطور لفحص السمع المبكر وهو ماننصح به جميع الأسر بإجرائه لمواليدهم خاصة من يوجد فيه شك أنه لايسمع ، أو أنه يوجد في أفراد العائلة من يعاني من مرض الصمم ، أو حصول عارض للطفل كحادث أو التهاب سحايا .
مضيفا الهاجري بأن المركز خيري في الأساس والجزء الآخر منه وقفي بحيث يعود أي دخل له لتغطية مصاريفه ، والاهتمام بتطويره مع الصرف على بعض المرضى الغير مستطيعين .
مؤكدا بأنه تم الاهتمام كثيرا بالتدريب والتأهيل عبر استقدام مختص سمعيات من جمهورية سوريا للعمل في المركز ، إضافة لأخصائي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور نبيل أبو خشريف والذي أجرى أحد عمليات زراعة القواقع الإلكترونية بالمخيم العاشر بإشراف مباشر منا .
بدأنا بمشروع مكافحة الصمم في أول زيارة لليمن عام 2001م ولدينا أفكار كثيرة نعمل على تنفيذها لإنجاح المشروعات
وعن المشاريع المستقبلية تحدث الهاجري قائلا : ( في أول زيارة لي لليمن في عام 2001م تم الإعلان عن خطة لمحاولة القضاء على الصمم بالمنطقة ككل وفي اليمن على وجه الخصوص ، وبحمد الله استطعنا اليوم إيجاد منظومة كاملة في محافظة حضرموت من خلال إنشاء مركز خاص لتأهيل الصم ونسعى قريبا لافتتاح فرع في منطقة أخرى من اليمن بحيث نستطيع تغطية دائرة أوسع من المرضى المحتاجين إلى أن يتم تغطية اليمن بالكامل .
مضيفا بأننا نسعى لافتتاح روضة تابعة لمركز التأهيل وبها أطفال أصحاء وآخرين مرضى صمم بحيث يحصل اندماج بين الأطفال المزورع لهم قواقع والأطفال الآخرين ما يسهل عملية التعليم ومحاولة الصم محاكاة زملائه وتوصيل صوته وبالتالي سرعة التعليم .
مؤكدا بأنه في بعض الدول تمكن الأطفال المزروع لهم قواقع من التفوق على زملائهم الآخرين من الأصحاء الذين يدرسون معهم ، كما أنه يوجد لدينا تفكير بإنشاء مراكز صغيرة في أماكن كثيرة بحيث نصل لجميع مرضانا ونغطي أكبر مساحة ممكنة من اليمن ، وقد خطونا في هذا المجال خطوات فعلية بعقد دورة تدريبية لمعلمي النطق بمشاركة مجموعة من المتدربين من جميع محافظات الجمهورية ، وسيتم تأهيل البعض منهم خارجيا بحيث يكونوا نواة لهذه المراكز .
زواج الأقارب والصوت العالي والتهاب السحايا أبرز مسببات مرض الصم وحملات التوعية تريد جهد حكومي
وعن دور الوقاية والتوعية بأسباب مرض الصمم أجاب الهاجري قائلا : ( جانب الوقاية والتوعوية من الأمور المهمة ، وإقامة حملات توعوية بأسباب هذا المرض مهمة غير أنها تريد جهدا كبيرا وليس جهدا فرديا أو جهد مؤسسات فقط وإنما دخول الدولة مهم في ذلك .
وبالنسبة لأسباب مرض الصمم فمن ضمنها زواج الأقارب خاصة في حالة وجود جينات صمم في العائلة ، فلابد أن تحاول العائلة الابتعاد عن الزواج بالأقارب بحيث تختلط الجينات ، ومن ضمنها أيضا التعرض للصوت العالي وهي مشكلة عامة غير أنه في اليمن على وجه الخصوص يريد عناية ففي اليمن يكثر إطلاق النار في الأعراس وبها يتأثر الصغير قبل الكبير ، وحتى الكبير من الممكن أن يفقد السمع فجأة ، وبالأخص الجنود الذين يستخدمون الأسلحة الثقيلة ويتعرضون لأصوات عالية دون استخدام واقي خاص بذلك ، والسبب الثالث هو التهاب السحايا وهناك محاولات ولكنها تحتاج لدعم كبير وهي عبارة عن نشر اللقاحات التي تمنع التهاب السحايا ، وإن لم يتم ذلك عبر الدولة والمراكز الصحية فننصح الأهالي بالسعي لإعطاء هذه اللقاحات لأطفالهم ، وهناك عدد كبير من الصم بسبب عدم استخدام اللقاحات .
ويبقى أسباب أخرى لكنها قليلة مقارنة بالسابق .
شكرا لجمعية الحكمة ولمؤسسة حضرموت وهيئة مستشفى ابن سيناء
وقد اختتم الهاجري تصريحه بالشكر لجمعية الحكمة اليمانية الخيرية بمحافظة حضرموت ومؤسسة حضرموت الصحية وهيئة مستشفى ابن سيناء العام لما قدموه ومايزالون من تعاون وخدمات في سبيل نجاح حملة المكافحة وتنفيذ المخيمات الطبية للصم .