تتفاقم معاناة قبائل المهرة في الربع الخالي، جراء الممارسات التعسفية التي يمارسها النظام السعودي تجاههم جراء رفض تجديد جوازاتهم ومنحهم هوية الوطنية بعد تهجيرهم من مناطقهم في الخرخير.
وفي الثمانينيات من القرن الماضي، منحت السعودية قبائل المهرة في الربع الخالي التجنيس السياسي، ضمن محاولاته لكسب الخلاف بشأن الحدود مع اليمن، كمت جاءت الخطوة حينها في إطار مساعي للرياض لإحياء أطماعها الجديدة والقديمة للوصول إلى منفذ للبحر العربي.
ومع الأزمات التي شهدتها اليمن منذ منحهم الجوازات السعودية، وصولا إلى اتفاقية الحدود في 2000م ظلت القبائل المهرية في الربع الخالي تعاني من تعنت النظام السعودي في تجديد جوزاتهم ومنحهم الهوية الوطنية.
وبين الحين الأخر تطلق قبائل الربع الخالي نداءات للنظام السعودي لإنهاء معاناتهم إلا الرياض تتجاهل تلك المطالب الحقوقية والإنسانية، رغم صدور أوامر ملكية إلا أنها ظلت حبرا على ورق.
حياة صعبة
ومع مرور السنين تفاقمت معاناة حاملي الجواز السعودي في تسيير حياتهم ومعاملاتهم اليومية بسبب الإجراءات التعسفية بحقهم من قبل النظام السعودي.
وتعاني القبائل المهرية في الربع الخالي من صعوبة في السفر وإجراءات الزواج ودفن الموتى والدراسة لأبنائهم والحرمان من الوظائف الحكومية.
ويقول الشباب محمد المهري، لـ "المهرة بوست" نحن نعاني من عدم الحصول على الهوية الوطنية او أي اثبات سعودي، أولادنا حرموا من التعليم وباتوا أميين.
وأضاف "نذهب للمحكمة بهدف تزويج بناتنا إلا أننا نواجه الرفض بسبب عدم امتلاكنا لأوراق الثبوتية والهوية الوطنية".
وسرد المهري، المماطلة السعودية في تحقيق مطالبهم والوعود المستمرة التي لم تر النور حتى اليوم.
ورقة سياسية
يبدو أن الرياض وفي إطار تواجدها العسكري الكثيف في المهرة تحاول عبر هذه الورقة الضغط على قبائل المهرة المناهضة لها للقبول ودعم تواجدها واحتلالها العسكري لتحقيق مصالحها وأجندتها مقابل حل تلك قضايا قبائل الربع الخالي.
مهلة لتحقيق مطالبهم
وفي نهاية أكتوبر الماضي، أمهلت قبائل المهرة في السعودية، الرياض ثلاثون يوما، لتحقيق مطالبها ومنحها الهوية الوطنية.
وقالت قبائل المهرة (قبائل الربع الخالي)، في بيان لها، تلقى حينها "المهرة بوست"، نسخه منه، إنها ستواصل خطوات تصعيدية ضد الظلم الذي يمارس من قبل النظام السعودي وتجاهله لمطالبهم منذ 35 عاما.
وحددت القبائل مهلة اقصاها شهر واحد، لتنفيذ مطالبها من قبل السعودية، ما لم سيعودون إلى أراضيهم في "الخرخير"، التي قامت الرياض بتهجيرهم منها، بالإضافة إلى مناطقهم في الربع الخالي، بعد توسعها بالمنطقة.
وأشار البيان، إلى أن حملة الجوازات واللجان المسؤولة في منطقة نجران منحتهم الإقامة بمهنة عامل وسلبتهم الهوية الوطنية بعد معاناة دامت أكثر من ثلاثة عقود، بدايةً من المنطقة الشرقية في الدمام إلى نجران.
ودعت القبائل الملك سلمان النظر لما تعاني من قبل اللجان المسؤولة، رغم أن لديهم أوامر ملكية صادرة من الملك فهد عام ١٤٠٨، كذلك لديهم أمر بتنفيذ وزير الداخلية الأمير نائف عام 1423.
وطالب البيان بمنحهم الهوية الوطنية حسب الرقم الصادر عام ١٤٢٢ من قبل وزارة الداخلية، مشيرين إلى أن هذا حق من حقوقهم المسلوبة، بعد إلغاء منطقتهم الخرخير التي ألغيت مع عدم إعطائهم هوياتهم.
وهدد المجتمعون في حالة عدم التجاوب معهم وإعطائهم حقوقهم، أنهم سيخرجون إلي اوديتهم في "الخرخير".