الرئيسية - منوعات - مليشيا الامارات في عدن تعتقل صحفيا في شبكتي "CNN , BBC" منذ ستة أشهر

مليشيا الامارات في عدن تعتقل صحفيا في شبكتي "CNN , BBC" منذ ستة أشهر

الساعة 01:23 صباحاً (هنا عدن - خاص )

مليشيات تدعمها الإمارات تعتقل في عدن

ترجمة خاصة

كشف تقرير نشره موقع "هافينغتون بوست" البريطاني، أن الصحفي والمترجم اليمني "عادل الحسني" من أبناء عدن، الذي عمل لصالح عدة شبكات صحافة عالمية، معتقل في سجن المنصورة التابع لمليشيات الانتقالي المدعومة من الإمارات في عدن، منذ قرابة ستة أشهر.



ويذكر التقرير الذي كتبه الصحفيان أكبر شهيد أحمد، ورويدا عبدالعزيز، أن الحسني أمضى سنوات في العمل الصحفي لإيصال الأزمة في اليمن إلى العالم، وتحديداً في شبكات BBC و CNN و Vice، حيث كان يدرك أن حياته محفوفة بالمخاطر.

ويضيف التقرير، الذي يكشف لأول مرة عن اعتقال الحسني، أنه في سبتمبر / أيلول الماضي، تدخل الحسني مع مسؤولين في مدينة المخا الساحلية اليمنية لمساعدة صحفيين دوليين كانا محتجزين عندما سافروا إلى هناك لتغطية الحرب، والذين تم ترحيلهم بعد ذلك إلى أوروبا بعد أن تفاوض الحسني على إطلاق سراحهم. وبعد فترة وجيزة، عندما حاول العودة إلى منزله في عدن - المدينة الرئيسية التي تسيطر عليها القوات المدعومة من الإمارات، اعتقلته السلطات هناك.

وقالت المحامية ليزا مانع سعيد "إن عادل قابع وراء القضبان منذ ذلك الحين، حيث تعرض للتعذيب لإدلائه بشهادة زور وقدم تفسيرات مختلفة لتهمه مرارًا وتكرارًا". وتضيف إنها حصلت على أوراق قانونية تبرئه من جميع التهم، والتي ينبغي أن تطالب المسؤولين بالإفراج عنه. إضافة لذلك رزق بطفلة وهو في السجن ولم يرها حتى الآن.

ويقول الصحفي الحسني في رسالة إلى أصدقائه الذين يتابعون للإفراج عنه: "لقد بذلت قصارى جهدي لأظهر للعالم ما يحدث في بلدي اليمن... ماذا فعلت، ما الذنب الذي اقترفته لأستحق كل هذا؟".

ويوم الجمعة الماضية، أكد أحد أفراد أسرة الصحفي الحسني للموقع أن حالته تتدهور بسرعة.

يشكل اعتقال الحسني تهديداً صارخاً للصحافة، حيث يعكس صورة الظروف الأليمة في اليمن، ويرسل رسالة مفادها أنه حتى المراسلون الأكثر اتصالاً وشركاؤهم معرضون للخطر. يمكن أن يردع اعتقال الحسني بقية اليمنيين عن الكشف عن واقعهم المتدهور ويجعل من الصعب على الصحفيين في الخارج، حيث يوجد قلق متزايد بشأن معاناة اليمن، تتبع عواقب الحرب وكيف أن التدخل الأجنبي يجعلها أكثر فتكاً.

ولكونه يمثل جهة اتصال محلية لمنافذ إخبارية رئيسية عالمية مثل BBC و CNN و Vice، فإن الحسني معروف بين المحللين والصحفيين الذين يتتبعون اليمن. وتحققت العديد من مجموعات حقوق الإنسان بشكل مستقل في قضيته وتقول إنه من الواضح أنه يجب إطلاق سراحه.

وقال جوستين شيلاد، كبير الباحثين في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين: "إن اعتقال عادل الحسني وسوء معاملته لأشهر يرمز إلى كيفية استهداف الصحفيين اليمنيين... لسنوات". "إنه أحدث مثال على عدم وجود مكان آمن في اليمن للصحفيين، ويشير إلى مدى أهمية احترام حرية الصحافة والصحفيين في أي تسوية سياسية في البلاد".

وقالت منظمة مواطنة في اليمن أنه "لا يُفترض أن يُعتقل أحد أو يخفى قسريًا بسبب عمله الصحفي".

وقال التقرير: "تتحمل الولايات المتحدة التي تدعي حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم مسؤولية ما يحصل للحسني، بسبب ارتباطها المباشر بالمئات من جرائم الحرب المزعومة في اليمن".

وأضاف أن واشنطن قدمت مليارات الدولارات من الأسلحة والقنابل وغيرها من أشكال الدعم العسكري للإمارات منذ أن بدأت التدخل في اليمن في عام 2015 ، مما مكن الإمارات من تمويل وتسليح وتمكين المجلس، الذي أصبح الآن لاعبًا رئيسيًا في الصراع.

وذكرت تقارير لمنظمة العفو الدولية وشبكة CNN ، أن دولة الإمارات دعمت مليشيات الحزام الأمني بأسلحة أمريكية متطورة، وتستهدف المعارضين السياسيين المحليين من خلال حملة اغتيالات يعمل بها جنود أمريكيون سابقون.

ولم يرد ممثلو الإمارات على طلبات الحصول على معلومات بشأن قضية الحسني.

بعد سنوات من انتقادات المشرعين والنشطاء المناهضين للحرب ومحللي الأمن القومي حول كيفية تصرف الإمارات وحليفتها السعودية في اليمن، أعلن الرئيس جو بايدن عن خطط الأسبوع الماضي لإنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية ضد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران. ومراجعة صفقات الأسلحة الكبرى للإمارات والسعودية.

ويتوقع التقرير أن تعزز أخبار اعتقال الحسني قضية التحول الجاد في نهج أمريكا الذي سيدعم السلام في اليمن ويتجنب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان.

وصرح النائب رو خانا (ديمقراطي من كاليفورنيا)، المشكك المؤثر في حرب اليمن، للموقع: "إنني قلق للغاية لسماع أن الصحفي اليمني عادل الحسني قد اعتقل من قبل القوات المدعومة من الإمارات". 

وتابع خانا: "كما رأينا مع القتل الوحشي لجمال خاشقجي، يخشى مرتكبو هذا الصراع أن يعلم العالم بجرائم الحرب التي ارتكبوها في اليمن". "قصة عادل للأسف ليست فريدة من نوعها. لقد سلطت التقارير الصحفية من صحفيين مثل عادل الضوء على الفظائع الوحشية لهذا الصراع، وساعدت الشعب الأمريكي والكونغرس على إدراك أنه يجب علينا إنهاء كل التدخل الأمريكي. يجب على الولايات المتحدة العمل مع الإمارات للإفراج عنه فوراً". 

في عام 2018، أصدر الحسني تحذيراً لوسائل الإعلام الدولية من الخطر الذي يتعرض له وعلى اليمنيين الآخرين الذين كانوا يساعدون في تغطية أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وكان يحاول نقل معاناته للصحفيين ووكالات الأنباء رفيعة المستوى. 

قال الحسني، الذي كان في ذلك الوقت كان لديه طفلان يبلغان من العمر 5 و 3 أعوام، "بضع كلمات لهؤلاء الصحفيين الذين لا يهتمون بأمننا وحياتنا: فكروا فينا نحن الوسطاء وفكروا في عائلاتنا". "فكروا في سلامتنا في الوطن. أنتم فقط تكتبون قصتكم في أسبوع واحد، أو أسبوعين، وتذهبون".

يذكر أنه قد تم اعتقال الحسني من قبل أثناء تغطيته الصحفية، لكن أفرج عنه سريعاً.  

قال أحد أفراد أسرته للموقع إن "عمل عادل قانوني دائماً ويلتزم بالقواعد. لقد عمل مع العديد من المنافذ من قبل". وتعتقد عائلة الحسني أن اعتقاله خارج القانون اليمنية: "لم يرغبوا في أن يقوم بهذا العمل في مجاله الإنساني، وأن ينقل للعالم أثر الحرب والمعاناة التي سببتها"، تابع القريب.

منذ اعتقاله في سبتمبر / أيلول، كان الحسني ومحاموه مترددين في لفت انتباه الجمهور إلى قضيته، على أمل أن يتم حلها من خلال الجهود والمناقشات القانونية الخاصة. وتقول محاميته ليزا سعيد إنها تعمل على مدار الساعة لتأمين الإفراج عن موكلها وقدمت عدة شكاوى تطعن في احتجازه.

ويشير التقرير إلى أن المقربين من عادل يشعرون الآن أن تأجيج الرأي العام ضروري لضمان إطلاق سراحه.

وقال الحسني في رسالته "القانون لن يحقق لي العدالة".

وحذر خبراء الأمم المتحدة في أحدث بها تقرير حول اليمن، الذي نشر قبل أيام قليلة، أن "الإفلات من العقاب" أصبح قاعدة رئيسية للمنتهكين في البلاد، إلى جانب انهيار النظام القضائي.

وقال الخبراء إن المجلس الانتقالي الجنوبي احتجز اثنين على الأقل من المراسلين -أحدهما تعرض للضرب المبرح- وتلقى أربعة في عدن تهديدات مباشرة. كما تم اغتيال صحفي في المدينة. واعتقل الحوثيون 10 صحفيين على الأقل وعذبوهم في منشآت مكتظة. وتؤكد منظمة مواطنة أن الأطراف المتحاربة شنت حملات ضد الصحفيين.

وقالت أفراح ناصر من هيومن رايتس ووتش للموقع إنها تواصلت مع المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن الحسني وتعتقد أن داعمه، الإمارات، يمكن أن يكون هو الذي دفع لاعتقاله بسبب عمله السابق.

وأضاف: "يدفع عادل ثمن الكشف عن الحقيقة القبيحة المتمثلة في التربح من الحرب وتأثير الإمارات، ولن أتفاجأ إذا أرادت الإمارات حقًا أن يصمت عادل ويوضع وراء القضبان".

بالنسبة للحسني، الذي اعتاد على سرد قصص الانتهاكات بدلاً من أن يكون بطل القصة، فإن خلق وعي دولي حول مشكلة بلاده هو جل اهتمامه. 

قال في رسالته: "لا أشعر حقًا بالأمان في مكاني الحالي، وأصبحت الآن يائسا".