قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن ضحايا الغارات بطائرات مسيرة في اليمن كتبوا إلى وزير الدفاع البريطاني حول "الخسارة الفادحة" لأحبابهم بسببها.
وجاء في تقرير أعده مراسل الشؤون القانونية هارون صديقي، أن عائلات ضحايا غارات الدرون في اليمن كتبوا رسالة إلى وزير الدفاع البريطاني حول تورط بريطانيا في عمليات القتل، وطلبت مقابلته.
وقالت العائلات إنها عانت خسارة كبيرة لأحبابهم بمن فيهم أطفال، نتيجة للغارات الأمريكية بالطائرات المسيرة ويريدون معرفة دور بريطانيا فيها.
ووقع على الرسالة أفراد من عائلة العامري والتيسي الذين فقدوا 34 شخصا، من بينهم تسعة أطفال أصغرهم كان عمره ثلاثة أشهر في الغارات الجوية على مدى السنوات الماضية، بما فيها الغارة في 2013 والتي استهدفت عرس عبد الله العامري ووردة التيسي.
وورد في الرسالة إلى وزير الدفاع بن والاس واطلعت عليها "الغارديان": "الأحباب الذين أخذوا منا لم يكونوا "ضررا جانبيا" أو ضحايا حرب، فنحن نعيش بعيدا عن ساحة المعركة، ولا صلة لنا بالجماعات المسلحة أيا كانت. فهل يمكنك إخبارنا وجها لوجه أن بريطانيا لم تلعب دورا في الهجمات الصاروخية التي مزقت عائلتنا إربا".
وأفادت: "نريد معرفة: هل شاركت بريطانيا في الغارات التي قتلت أفرادا من عائلاتنا؟ وهل غذت بريطانيا الغارات بالمعلومات الأمنية؟ وتم اختيارنا وأفراد عائلاتنا من قواعد أمريكية على التراب البريطاني؟ وهل قام الطيارون البريطانيون برحلات استكشافية لا تزال تروع مجتمعاتنا؟".
وتعرض برنامج الدرون البريطاني إلى كثير من الانتقادات، وعد غير قانوني في اليمن. وظل الدور البريطاني محلا للقلق هناك، وردت على ذلك الحكومة البريطانية بنفي حذر.
وتشير الرسالة من متعاونين مع منظمة "ريبريف" البريطانية التي دعمتهم، ونسقت عملية إرسال الرسالة، إلى محاولة بريطانيا الحفاظ على سرية سياستها في دعم الولايات المتحدة بحملة الطائرات المسيرة.
وتطالب ريبريف بكشف شامل عن سياسة الاستهداف البريطانية، التي تشمل الدعم المقدم للشركاء والقواعد الأمريكية في بريطانيا، وبناء على قانون حرية المعلومات، لكن تم تجاهل محاولة المنظمة حتى الآن.
وقال الموقعون على الرسالة، إن الغارات لم تقتل الأعزاء والأحباب فقط، بل وتركت إرثا من الخوف، وقالوا: "أزيز الطائرات في السماء يذكرنا أن حياتنا قد تنتهي بلحظة، وبدون سابق إنذار".
وقال أحمد بن علي جابر، 31 عاما، الذي مات عمه المدرس وابن عمه وليد، رجل الشرطة عندما ضرب صاروخ قريتهما في عام 2012، إن الأطفال والكبار تعرضوا لضربة نفسية، حيث تبكي زوجته كل مرة تسمع فيها صوت الدرون، وهي تحلق في الجو.
وقال: "لا أستطيع شرح الألم والرعب للحادث، كان يوما لن تنساه القرية كلها"، مضيفا: "نريد أن نعيش بسلام".
وأضاف: "أعرف أن بريطانيا بلد ديمقراطي، وآمل أنه لو كان لبريطانيا دور في الغارات الأمريكية ألا تقبل بقاء سكان القرية يعيشون في رعب دائم".
ويعرف أفراد العائلات الذين فقدوا أحبابهم أن السفر لبريطانيا غير متاح، بسبب القيود نتيجة لكوفيد- 19، ولكنهم يطالبون بمقابلة وزير الدفاع عبر تطبيق "زوم".
وكان عادل المنثاري الناجي الوحيد من غارة في 2018، حيث قتلت أربعة من أفراد عائلته، وتركته مشلولا، وقال: "مرت ثلاثة أعوام بدون محاسبة على غارات الدرون التي تركتني مشلولا، فقط صمت. وأفهم الآن أن البريطانيين ربما كانوا متورطين، فهل سيقدمون المحاسبة التي لم تقدمها شريكتهم – أمريكا؟".
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع، إن "وزير الدفاع سيراجع الرسالة عندما يتلقاها ويرد بالطرق