الرئيسية - أخبار محلية - السعدي : عودة ثوار الجنوب لأرضهم ستعيد التوازن للساحة الجنوبية بعد اختلال توازنها بفعل فاعل

ماحدث في عدن ناقوس خطر يهدد القضية الجنوبية في المقام الأول ..

السعدي : عودة ثوار الجنوب لأرضهم ستعيد التوازن للساحة الجنوبية بعد اختلال توازنها بفعل فاعل

الساعة 05:51 صباحاً

كتابات

عبد الكريم سالم السعدي



 

 ما الذي يزعج البعض الجنوبي من عودة بعض أبناء الجنوب ورجاله إلى أرضهم ، وما الذي يخيف البعض من عودة هؤلاء ، وهل يظن هذا البعض أن عودة هؤلاء هي تعجيل بنهايتهم ؟؟؟

اسئلة تتطلب وقفة عقلانية ومراجعة تاريخية ونفسية وسياسية للإجابة عليها !!!

 

و لو أن المشروع وطنيا كما يردد البعض المنزعج لما كانت هناك أي مبررات لهذا الإنزعاج والرعُب ، فعودة أي جنوبي إلى أرضه تمثل سند ودافع للقضية الجنوبية واصطفاف في خندقها ومحاولة إنقاذ لها مما وصلت إليه من السقوط والانهيار في مضمار معركة المساومات والتنازالات التي عصفت بالقضية !!

 

تمثل عودة أبناء الجنوب إلى ارضهم  وتوفير الحماية لهم والسماح لهم بالمشاركة في تصحيح الاختلالات التي تعصف بمايسمى المناطق الجنوبية المحررة الناتجة عن تداعيات صراع التمثيل الجنوبي خطوة ايجابية سيكون لها تأثيرها الهام والكبير على مستوى الجنوب خاصة واليمن بشكل عام وستنعكس ايجابيا على سير المعركة الرئيسية ضد مليشيات الحوثي  !!

 

و أثبتت السنوات الماضية فشل النهج المبني على سياسة (اخطف واجري ) والقائم على ثقافة تشويه الحقيقة وتزييفها والهادف إلى تمكين طرف (سيامناطقي) بعينة وكانت النتائج في المحصلة النهائية مفزعة لهذا النهج حين صحونا على حقيقة الانعكاسات السلبية ومدى تأثيرها على تماسك اللحمة الجنوبية الإجتماعية والسياسية وعلى القضية الجنوبية وأهدافها !!

 

 ارتكبت الشرعية ومعها التحالف العربي اخطاء فادحة في تعاطيها مع الجنوب وقضيته وتمثيل تلك القضية عندما اتبعوا خيار (الممثل المُعلّب المستورد من خارج الحدود ) وعندما اتبعوا معايير الولاء الفردي المناطقي والحزبي  واهملوا معيار القناعة الوطنية الجمعية مما نتج عن ذلك استبعاد الحراك الجنوبي واحلال مكانه قوى هلامية الأهداف والولاءات !!

 

اننا نأمل أن تتوفر أسباب الأمن والحماية لأبناء الجنوب وثواره للعودة إلى أرض الجنوب ففي ذلك مخرج هام للأزمة التي تعصف باليمن عامة وليس الجنوب فحسب ، ونتمنى أن نشهد قريبا عودة (مؤتمر القاهرة) و (مؤتمر شعب الجنوب)  و (قوى وقيادة الحراك الجنوبي) و (القيادات الجنوبية في الشرعية) و(قيادات المؤتمر الشعبي العام الجنوبي )و (قيادات حزب الإصلاح الجنوبي ) و(قيادات الائتلاف الوطني الجنوبي ) وغيرها من القيادات والقوى  التي فُرض عليها خيار المغادرة  القسرية والابتعاد عن تراب الوطن!!

 

ان عودة ثوار الجنوب إلى أرضهم ووطنهم  لا تهدد مُلك أحد ولا تقطع طريق أحد ولكنها تعيد التوازن إلى الساحة الجنوبية بعد أن اختل توازنها بفعل فاعل واصبحت تتارجح ولا تعرف الاستقرار ، وسيبقى باب التنافس السياسي الشريف المُنزّه عن التبعية والاستقواء بالخارج مفتوحا أمام قوى الجنوب التي يجب ان يكون اجتماعها وتفرقها للجنوب  !!

 

و إذا صدقت نوايا الجنوبيين في استرداد الحق الجنوبي فعليهم ان يطووا صفحة صراع التفرد والأنفراد بالجنوب وان يتخلوا عن ثقافة صناعة الأصنام وعبادتها ، وأن يشطبوا من قاموسهم ثقافة الاستسلام والعجز القائمة على مقولة (جنّي تعرفه ولا إنسي ما تعرفه) وان يعودوا إلى جادة الصواب ويقبلوا بمؤتمر الحوار الجنوبي  الجامع القائم على الحضور والتمثيل الجنوبي الوطني وعلى الطاولة المستديرة التي تلغي الفوارق بين الحضور !!

 

فإن كل المؤشرات والظواهر تؤكد أن قضية الجنوب تتقهقر وتعود إلى الخلف ليس بسبب قوة خصومها واجتماعهم ولكن بسبب اتساع رقعة الفُرقة بين أبنائها وتمزقهم ، فالقوى الجنوبية  التي كان ينتفض الجنوب من أقصاه إلى أقصاه لمجرد صدور بيان واحد عنها في عدن باتت اليوم لا تتجاوز حدودها مزار الشيخ سالم في أبين وتكاد تخسر حاضنتها ونقطة حشدها عدن بعد أن خسرت اغلب مديريات لحج ناهيكم عن شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى !!

 

و إن ماحدث في عدن مؤخرا يمثل ناقوس خطر يهدد القضية الجنوبية في المقام الأول وإذا استمر البعض الجنوبي في التعاطي مع تبعاته من خلال آليات القمع والترهيب والاستقطاب فسيتحول إلى مسمار جديد يُدق في نعش القضية ، فاحداث عدن أسقطت كل ماكان يحجب الحقيقة وأظهرت وجه الجنوب الجريح المليء بالبثور التي تُداري بهاء وجه قضيته وتسيء إلى عدالتها !!