هاجمت صحيفة “لوموند” الفرنسية، سياسية دولة الإمارات المتبعة في العالم، واصفة إياها بأنها دولة تلعب دور حفاري القبور للثورات العربية ومساعي التحول الديمقراطي.
الصحيفة الفرنسية في تقريرها قالت إن الإمارات تتزعم منذ سنوات طويلة حلف الثورة المضادة، ضمن مساعي نظام أبوظبي لتكريس الاستبداد والقمع في الشرق الأوسط.
واعتبرت الصحيفة أن فرنسا خسرت خلال السنوات الماضية جزءا مهما من نفوذها في منطقة المغرب العربي بسبب العلاقة التي تجمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وأضافت الصحيفة أن ماكرون وفقا لتلك العلاقة كان يتبع السياسات الفاشلة لمحمد بن زايد في تلك المنطقة وتحديدا في ليبيا والجزائر والمغرب، مقابل مبادرات هامشية يقدمها الحاكم الفعلي لأبوظبي.
وذكرت على سبيل المثال تكفل محمد بن زايد بترميم مسرح نابليون الثالث في فرنسا خلال الشهر الماضي. محمد بن زايد باع ماكرون وكان حساب إماراتي زعم أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، أصدر مؤخراً أوامر عاجلة بوقف تمويل حملة الرئيس الفرنسي للانتخابات القادمة، بعد أيام على اللقاء المثير الذي جمع الرجلين في باريس.
وقال حساب “بدون ظل” الذي يعرف نفسه انه ضابط في جهاز الأمن الإماراتي، إن محمد بن زايد أمر بوقف تمويل حملة ماكرون للانتخابات القادمة. الشيخ محمد بن زايد يأمر بوقف تمويل حملة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون للانتخابات القادمة .
لكن في النهاية، انتهى الأمر بخسارة حفتر وداعميه الحرب لفائدة الحكومة الانتقالية ما يعني أن فرنسا خسرت نفوذها في ليبيا لصالح تركيا.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قد قام بزيارة إلى ليبيا في ديسمبر الماضي، في تحدى واضح للانقلابي حفتر ومموليه في الإمارات.
وأظهرت الصور التي جرى تداولها ورصدتها “وطن” لحظة وصول وزير الدفاع التركي واستقباله من قبل نظيره الليبي. صلاح الدين النمروش، الاستقبال الذي وصفه بالمهيب وذلك في قاعدة بوستة البحرية. وزير الدفاع التركي "خلوصي آكار" ووفد عسكري رفيع المستوى يصل إلى قاعدة ابوستة البحرية بالعاصمة #طرابلس ، وزير الدفاع صلاح الدين النمروش ورئيس الأركان العامة الفريق أول محمد الحداد وآمر غرفة العمليات المشتركة اللواء أسامة جويلي سيكونون في استقبال الوفد العسكري التركي.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن ماكرون كان سيستفيد من التدخل في الأزمة المزعزعة لاستقرار منطقة المغرب العربي. على أقل تقدير، لو لم يترك الأمر لمحمد بن زايد. واستشهدت بتدخلات حاكم أبوظبي في تونس وفي الأزمة الجزائرية-المغربية.
مؤكدة أنه في الأخيرة يهدد بتغذية نقمة الجيش الجزائري تجاه فرنسا. وذكرت الصحيفة أن بن زايد الذي أذلته نكسات حفتر في ليبيا، سعى للانتقام في تونس، وقدم حوافز لرئيسها قيس سعيد ساهمت. بتنفيذ الأخير انقلابا على البرلمان والحكومة وتوليه كافة السلطات في 25 يوليو/ تموز الماضي، بينما تجاهلت باريس دعم الديمقراطية الناشئة في تلك الدولة. حفتر وفي 22 سبتمبر الماضي، أصدر سعيّد المرسوم الرئاسي رقم 117، الذي قرر بموجبه إلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين. وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية. الأمر الذي يعتبر إلغاء للدستور التونسي، وعودة البلاد لحكم الفرد الواحد.
ورجحت صحيفة لوموند أن تكون الآمال الكبيرة للسلطات التونسية الجديدة تجاه الإمارات مخيبة للآمال إذ أن بن زايد. الذي فقد مصداقية التجربة التونسية ذات يوم، سيكون متسقا مع قناعاته المعادية للثورة من خلال رفضه إنقاذ بلد تجرأ خلال العقد الماضي، على بناء مشهد تعددي. وكانت الإمارات من أقوى الداعمين لانقلاب عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس الإسلامي محمد مرسي عام 2013.
يُذكر أن الإمارات والبحرين وقعتا في 15 ديسمبر 2020 اتفاق تطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، بحضور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. كذلك، وقّع السودان اتفاق تطبيع مع إسرائيل، وانضم المغرب لاحقاً إلى هذه الاتفاقيات.
وتقول الصحيفة الفرنسية إن محمد بن زايد شجع حكام المغرب على التطبيع مع إسرائيل. مقابل اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” بسيادة الرباط على الصحراء الغربية.
وبحسب الصحيفة، فإن الإمارات لا تلعب دور حفاري قبور التحول الديمقراطي في تونس فحسب. بل تلعب أيضا دور رجال الإطفاء في التصعيد. المستمر بين الجزائر والرباط، مع انهيار العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا وحظر المجال الجوي أمام الطيران العسكري الفرنسي.
وكانت الجزائر قد قررت، أواخر الشهر الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مشيرة إلى “أعمال عدائية” من جانب المملكة. خاصة بعد تصريحات أدلى بها مبعوث الرباط في نيويورك، تؤيد تقرير المصير لمنطقة القبائل في الجزائر، وقال المغرب إنه يأسف لقرار الجزائر.