يعد النظام الغذائي المتوازن المفتاح الأول لشعر صحي. ومع ذلك، لا يزال الإنسان بحاجة إلى مساعدة إضافية، عبر تناول الفيتامينات والمكمّلات الغذائية، خاصة وأن نقص الفيتامينات يتسبّب في تساقط الشعر.
وبينت المختصة في الأمراض الجلدية لدى “كليفلاند كلينك” وطبيبة الأمراض الجلدية الدكتورة شيلبي كتربال أن دورة حياة الشعر “قصيرة نسبيًا” سواء أكان صحيًا أم لا، موضحة أنه من الطبيعي أن تتساقط من الإنسان في المعدّل ما بين 100 و200 شعرة في اليوم. وشرحت كتربال أن هناك أسبابًا لتساقط شعر النساء بوتيرة أكبر، منها تلف الشعر، والصبغة، والتجفيف بالهواء الساخن، والاستحمام بشكل أكبر، ونقص التغذية، والإصابة ببعض المشكلات الصحية، كاعتلال الغدة الدرقية وفقر الدم، إضافة إلى تأثير العوامل الوراثية والسنّ وأحداث الحياة، كإجراء بعض الجراحات الكبرى أو إنجاب الأطفال.
وأوردت كتربال ستة أنواع من الفيتامينات والمكملات الغذائية، التي تعزّز صحة الشعر وتساعد في معالجة مشكلة تساقط الشعر أو تلفه، بالإضافة إلى النتائج التي يمكن أن توقّعها.
الفيتامينات المتعدّدة:
تساهم الفيتامينات المتعدّدة في سدّ الفجوة الغذائية، ولذلك أوصت كتربال بتناول مجموعة فيتامينات تحتوي على الفيتامينات “ب” والزنك، وما لا يقلّ عن ألفي وحدة دولية من فيتامين “د”. وتلعب فيتامينات “ب” والزنك دورًا في صحة بصيلات الشعر، حيث تساعد الفيتامينات “ب” في تكوين خلايا الدم الحمراء، فيما يساعد الفيتامين “د” في تكوين خلايا دم حمراء جديدة.
وتتوفر الفيتامينات “ب” في المأكولات البحرية، والحبوب الكاملة، والخضروات الورقية الداكنة، فيما يوجد الزنك في لحم البقر والعدَس والمحار والسبانخ. أما فيتامين “د” فيتواجد في الأسماك الدهنية، والفطر، ومنتجات الحليب والعصائر المدعّمة به، والحبوب.
الفيتامين “أ”:
ويعد الفيتامين “أ” ضروري لنمو الخلايا، ويساعد على نموّ شعر صحيّ، كما تستفيد غدد البشرة من الفيتامين “أ”، وتستخدمه لإنتاج الزهم (المادة الدهنية التي تفرزها البشرة)، الذي يحافظ على رطوبة فروة الرأس وعلى صحة الشعر. لكن كتربال حذّرت من أن تناول الكثير من الفيتامين أ، يمكن أن يتسبّب في تساقط الشعر، مشيرة إلى أن المقدار اليومي الموصى به من هذا الفيتامين هو 700 ميكروغرام للنساء، و900 ميكروغرام للرجال.
وبينت أن الفيتامين “أ” موجود طبيعيًا في الحليب والبيض والزبادي والبطاطا الحلوة والجزر والسبانخ واليقطين واللفت، وغيرها.
فيتامين سي:
يسهم فيتامين “سي” في محاربة الجذور الحرة، التي تجعل الشعر يشيخ وتمنع نموه. كما أنه مهمّ لإنتاج الكولاجين، البروتين المستخدم في صنع الكيراتين، أهمّ مكوّنات الشعر. وتُعتبر الفراولة والفلفل والحمضيات مصادر جيدة للفيتامين “سي”.
الحديد:
يتسبب نقص الحديد في الإصابة بفقر الدم، الذي يتسبّب بتساقط الشعر، ويوجد الحديد في اللحوم الحمراء، والخضروات ذات الأوراق الداكنة والبقوليات مثل العدس وفول الصويا والفاصوليا.
أحماض أوميغا 3 الدهنية:
تعد الأحماض الدهنية “أوميغا 3” ضرورية لصحة الخلايا وفروة الرأس والشعر. وتوجد أحماض “أوميغا 3” الدهنية بشكل طبيعي في الأسماك الدهنية، والمحار، وبذور الكتان وغيرها. كما يمكن الحصول عليها من المكملات الغذائية كزيت السمك.
البيوتين
بالإمكان الحصول على البيوتين عبر تناول المكسّرات، ويوصي خبراء العناية بالشعر بتناول البيوتين، وهو أحد الفيتامينات “ب” القابلة للذوبان في الماء، للمساعدة على نمو شعر صحي. ويُنصح بتناول ما بين 3 و5 مليغرام يوميًا منه.
كما يمكن الحصول على البيوتين عبر تناول أطعمة كصفار البيض، والحبوب الكاملة، والأسماك، والبذور، والمكسّرات، والبطاطا الحلوة، والبروكلي، والقرنبيط، واللحوم.
وأوضحت كتربال: إن نجاح استخدام مكمّل غذائي أو منتج يعتمد على مدة تساقط الشعر أكثر من أي شيء آخر، مضيفة أن الأشخاص الذين بدأ شعرهم بالتساقط لمدة سنتين أو ثلاث سنوات فقط سيحصلون على نتائج ملحوظة، أكثر من أولئك الذين يعانون من تساقط الشعر لمدة 10 أو 20 عامًا.
بدورها، نصحت د. نورا الوحاميد الاختصاصية في التغذية العلاجية، في حديث سابق إلى “العربي”، باستشارة طبيب الرعاية الأولية أو طبيب الأمراض الجلدية قبل اللجوء إلى تناول الفيتامينات، موضحة أن بعض الفيتامينات لها تداعيات سلبية على صحة الإنسان في حال استهلاكها بكميات كبيرة.
