الرئيسية - تقارير - مطاردة الفشل.. هل ستختفي ظاهرة مركز أبعاد؟

مطاردة الفشل.. هل ستختفي ظاهرة مركز أبعاد؟

الساعة 07:12 مساءً

عبد السلام محمد

يراودنا الشعور بالفشل بين الحين والآخر، لكن التقييم وحده من يعطينا مؤشرات مبكرة للفشل أو للنجاح. تجارب عديدة مررت بها في حياتي المهنية، كلها شكلت لي قصة نجاح على الصعيد المهني، رغم أن نهاياتها فاشلة على الصعيد الشخصي. الرئيس الأمريكي الأسبق ابراهام لينكولن الذي ظل يكرر الفشل حتى وصل رئاسة الولايات المتحدة يلخص قصته بالقول " الفشل حين تنسحب". كانت لي تجربة تحرير ادارة أول موقع اخباري في اليمن(الصحوة نت) 2002 برفقة الزملاء نبيل الصوفي ومحمد العلواني وجمال أنعم وسعيد ثابت ومصطفى نصر وسمير جبران . في 2005 عبر وفد للكونجرس الأمريكي عن ارتياحه من متابعة الأحداث في اليمن عبر هذه النافذة، ورغم أنها شكلت ولا زالت تشكل مصدرا مهما للمعلومات إلا أنني تركتها في 2006م لشعوري بعدم القدرة على تطويرها أكثر . عشت تجارب المراسلة الصحفية والعمل الحكومي، حتى عينت مديرا لإدارة التحقيقات بوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ)، ذهبت لأجرب الفشل مرة أخرى هناك. كان اختيار رئيس الوكالة وقتها نصر طه مصطفى لي أشبه بقائد منزعج من تصرفات كتيبة جنود كسالى، فسلمني قيادة هذه الكتيبة لادارة معركة خاسرة إذا ما قورنت بموازانتها البالغة حوالي 500 دولار شهريا، ومعرفة تاريخ وأداء هذه الادارة، لكنه عوضني بالدعم المعنوي والتشجيع ورفد الادارة بصحفي وصحفية نشيطين. في 2009م فاجأت الادارة الجميع بتقرير الإنجاز السنوي وقبلها أصبحت ادارة التحقيقات إسم متداول في تقارير الصحافة المحلية والدولية لتناولاتها لقضايا غير معتاد أن يتناولها الاعلام الرسمي. مع نهاية 2010 كانت قضايا التحقيقات قد شكلت إزعاجا لجهات نافذة في البلاد، ليبدأ تجميد الأداء، ومعه ذهبت لأجرب الفشل في مكان آخر. خضت تجربة تأسيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، الذي استطاع في 2011 أن يخترق سيطرة الأجهزة الأمنية على المعلومة، ويقدم للصحافة المحلية والدولية قراءة جديدة لقضايا الإرهاب والقبيلة والأحزاب والجماعات والشباب والنظام والجيش والأمن، غير تلك التي تقدمها جهات لخلق حالة الفوبيا من التغيير في اليمن. شكلت فعاليات وتقارير مركز أبعاد في ساحات الثورة حالة فريدة من التوعية المجتمعية، وشارك في تغيير نظرة الاعلام الدولي للأوضاع في اليمن، ووضع رؤى واستراتيجيات لكل محطة من المحطات، مركزا على سيناريوهات الانتقال السلمي للسلطة. كان المركز قد حقق في عام الثورة 120% من الخطة وبمؤازنة تصل الى 20 ألف دولار فقط خلال العام. في 2012 شكل مركز أبعاد داعما رئيسيا للانتقال السلمي للسلطة، ومن خلال تقاريره وفعالياته قام بحالة توعوية في أوساط الشباب وفي ساحات الاحتجاجات لدعم المشاركة في الانتخابات المبكرة . حضر أبعاد في الاعلام المحلي والدولي بشكل لافت خاصة بعد نجاحه في عقد أول مؤتمر للباحثين الاستراتيجيين الذي قدم رؤى لصانعي القرار حول أهم إشكاليات الفترة الانتقالية. أنجز أبعاد في 2012 حوالي 85? من خطته بموازنة وصلت الى 40 ألف دولار فقط في ذلك العام. وأنا أقيم إنجاز 2013 صدمت كثيرا أننا لم نصل الى 60 ? في الانجاز من خطتنا هذا العام ، وبصرفيات حوالي 37 ألف دولار فقط، من ضمن موازنة مرصودة تصل الى 70 ألف دولار ، أي أن الخطة أكبر من قدرتنا المالية وبالتالي بدأت ملامح الفشل رغم تعويلنا للوصول إلى خط 80 % بعقد مؤتمر أبعاد للباحثين، وإصدار التقرير الاستراتيجي مطبوعا. حضور أبعاد في الاعلام المحلي والدولي كبير، وميزه الدعم اللافت من قبل المركز لمرحلة العبور والانتقال وانجاح التحول السياسي، وهو مالم تفعله مراكز أبحاث مرتبطة بالدولة وتقدر موازنة احد هذه المراكز بما يقارب 2 مليون دولار في العام. الوضع لا يطمئن ، فمركز أبعاد الذي يحتاج لتنفيذ خطته لعام 2014 حوالي 100 ألف دولار فقط، قد يأفل ، وتختفي ظاهرته التي تركت تساؤلات كثيرة أهمها، من يدعم أبعاد، ويقف وراءه؟ فقط اليوم أجيبكم قبل الذهاب لتكرار الفشل في مكان آخر، ربما هذه المرة في بلاد اخرى او في بلاد الآخرة..! مركز أبعاد هو نتاج إصرار وعزيمة مجموعة شباب تطوعوا وأنفقوا من جيوبهم ، وآن لنا ولهم أن يستريحوا، وإذا كان هناك من يدعي أن جهة حزبية أو شخصية تدعم مركز أبعاد بشروط، نجيبه بهذا الملحق: صرفيات الموازنة المالية لمركز أبعاد للدراسات والبحوث لثلاث سنوات 2011- 2013 حوالي 97 ألف دولار ، وزعت كالتالي:



التبرعات غير المشروطة 15 % خدمات بحثية واعلانات 25 % برامج المانحين 40% ديون وعجز 20 %

وهذا الملحق يشير بوضوح أن الدعم من خلال التبرعات غير المشروطة شكل نسبة بسيطة ، مقارنة باعتماده على الدخل الذاتي.