قالت صحيفة "الوطن" القطرية الصادرة اليوم في افتتاحيتها أن المشهد الراهن في جنوب السودان يشبه مذبحة رواندا، وهي مجزرة عنف قبلي منظم أدت إلى موت مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الروانديين الأبرياء وإلى تمزيق المجتمع الرواندي.
وقالت إن جنوب السودان التي اختارت الانفصال عن السودان الأم وكأنها تسير إلى المأساة ذاتها، وكأن مئات القتلى الذين سقطوا في الساعات الأولى لنشوب الصراع الدموي بين رئيس البلاد ونائبه عود الثقاب الذي سيضرم النار في أنحاء البلاد. ووصفت الصحيفة إرسال عدة دول لطائرات إلى جنوب السودان لإجلاء رعاياها، رغم مشروعيته، فانه موقف سلبي من الأزمة، فهو لا يبادر إلى رأب الصدع، ولا يتجه إلى الضغط بقوة على الطرفين للتوقف عن قتال ضار بين إخوة أعداء، وكأن هناك من يهيئ المسرح لقتال يشهد حمام دم، في تجديد لمذابح شهدتها رواندا، وأخرى وقعت في دارفور.
وأكدت أن الحرب القبلية التي تلوح بوادرها في جنوب السودان لم تعد شأنا داخليا، ولكن الأزمة بتداعياتها ذات بعد إقليمي ينبغي التحوط له، فمن جهة يتحول النفط السوداني الجنوبي من ثروة إلى لعنة، ومن وسيلة لضخ رأس مال وطني في مشروعات تنمية، إلى صراع على السلطة صارت تأخذ بعدا قبليا خطيرا، وهو ما ينذر برحيل الآلاف من جنوب السودان إلى السودان الأم التي كانوا قد اختاروا الانفصال عنها.
وخلصت"الوطن" إلى أنه وفي الوقت ذاته لا يمكن استبعاد أن تؤدي تدخلات إقليمية في هذا النزاع، مثل وصول وحدات عسكرية أوغندية لتأمين العاصمة إلى توسيع دائرة الصراع على نحو لا يخدم أحدا بقدر ما يضر جميع الأطراف ، ومن المؤسف أن طرفي الصراع يعلنان استعدادهما للحوار، بينما الحقائق العسكرية على الأرض تؤكد نواياهما التصعيد وخوض قتال ضار.