الرئيسية - تقارير - عشرات آلاف النازحين في جنوب السودان (عواقب الانفصال )

عشرات آلاف النازحين في جنوب السودان (عواقب الانفصال )

الساعة 02:40 مساءً

أعلنت الأمم المتحدة أن وكالاتها الإنسانية تحتاج إلى 166 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة لسكان جنوب السودان حيث قتل آلاف الأشخاص وفر مئات الآلاف بعضهم إلى الأدغال وآخرون إلى قواعد الأمم المتحدة منذ اندلاع المعارك في 15 كانون الأول/ديسمبر بين قوات الرئيس سالفا كير وخصمه رياك.

بلغت حصيلة المعارك التي اندلعت في 15 كانون الأول/ديسمبر بين قوات الرئيس سالفا كير وخصمه رياك مشار  آلاف القتلى، بحسب الأمم المتحدة التي أعلنت العثور على مقابر جماعية.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان توبي لانزر أن "تسعين ألف شخص على الأقل نزحوا منذ عشرة أيام بينهم 58 ألفا لجأوا إلى قواعد الأمم المتحدة" في البلاد.



وفر مئات آلاف الأشخاص الآخرين على الأرجح إلى الأدغال.

عشرات آلاف النازحين

وطلبت الأمم المتحدة الأربعاء أموالا لمواجهة الوضع الإنساني الملح في جنوب السودان حيث فر عشرات آلاف المدنيين من المعارك وأعمال العنف الإثنية في الأيام الأخيرة.

وأعلنت الأمم المتحدة أن الوكالات الإنسانية تحتاج إلى 166 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة لسكان جنوب السودان حتى آذار/مارس المقبل.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الأولويات تتمثل في الحاجات الصحية وتوزيع المواد الغذائية إضافة إلى إدارة المراكز التي قصدها النازحون جراء المعارك وأعمال العنف الإثنية في الأيام الأخيرة. والمطلوب أيضا مساعدة مئتي ألف لاجىء قدموا من السودان المجاور وأقاموا في ولايتي الوحدة والنيل الأعلى بجنوب السودان.

وغداة ذلك أعلن تعزيز عديد الجنود الأمميين في محاولة لوضع حد للنزاع، سجلت مواجهات الأربعاء بين الجيش والمتمردين في ولاية نفطية.

وقال وزير الإعلام الجنوب سوداني مايكل مكوي لوكالة فرانس برس "تدور معارك في ملكال (عاصمة ولاية النيل الأعلى النفطية في شمال البلاد) منذ هذا الصباح بين القوات الحكومية والمتمردين"، نافيا أن يكون المتمردون استولوا على هذه المدينة المهمة.

وتعد السيطرة على الولايات النفطية في شمال البلاد رهانا استراتيجيا بالنسبة للطرفين.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء أطراف النزاع في جنوب السودان إلى التفاوض وهدد المسؤولين عن ارتكاب تجاوزات بعقوبات، في "رسالة إذاعية وتلفزيونية لسكان جنوب السودان".

وقال بان "جنوب السودان مهدد لكن جنوب السودان ليس وحيدا. أود أن أؤكد لكم أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب شعب جنوب السودان في هذه الأوقات العصيبة" مذكرا بـ"الهجمات الفظيعة" و"الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان" التي ترتكب في البلاد.

وكانت القوات الحكومية حققت تقدما الثلاثاء عبر استعادتها مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي (200 كلم شمال جوبا) من المتمردين. وواصل الجيش الأربعاء "تطهير جيوب المتمردين" في المنطقة.

وأفاد مراسل لفرانس برس تمكن من الوصول إلى بور أن الجثث انتشرت في شوارع المدينة فيما تعرضت المتاجر للسرقة والمنازل للتدمير بما فيها مكتب حاكم الولاية.

وتطاول المعارك نصف الولايات العشر للدولة الوليدة التي نالت استقلالها العام 2011، أي جونقلي والوحدة ووسط الاستوائية والنيل الأعلى وشرق الاستوائية.

ويشهد جنوب السودان منذ 15 كانون الأول/ديسمبر مواجهات عنيفة منذ اتهم الرئيس كير نائبه السابق الذي أقيل في تموز/يوليو بتنفيذ محاولة انقلاب قبل أسبوع.

ونفى رياك مشار هذا الأمر متهما كير بأنه يريد القضاء على خصومه.

وفي الفاتيكان دعا البابا فرنسيس في رسالته "إلى المدينة والعالم" لمناسبة عيد الميلاد إلى وقف أعمال العنف في جنوب السودان وأفريقيا الوسطى.

ودعا البابا من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان إلى "تشجيع الوفاق في جنوب السودان حيث تسببت التوترات الحالية بسقوط ضحايا وتهدد التعايش السلمي في الدولة الفتية".

ولم تثمر الدعوات الدولية من أجل وقف المعارك إلى أي نتيجة، وكان الخصمان المتحاربان قد وافقا على وقف المعارك وبدء حوار ولكن دون تحديد موعد لذلك.

وطالب مشار الثلاثاء بإجراء "انتخابات ديموقراطية وحرة".

وفي رسالة إلى الأمة بمناسبة عيد الميلاد، اعترف الرئيس كير بوقوع اقتتال إثني في البلاد، وقال "هناك حاليا أناس يستهدفون الآخرين بسبب انتماءاتهم القبلية الخاصة"، محذرا من أن "هذا سيقود دولتنا الجديدة إلى حالة من الفوضى".

ومن جنيف، أعلنت نافي بيلاي المفوضة العليا للأمم المتحدة المكلفة حقوق الإنسان، الثلاثاء العثور على مقبرة جماعية في بنتيو وعلى مقبرتين أخريين في جوبا.

وتم العثور على 15 جثة في مقبرة بنتيو وعلى عشرين أخرى قرب بحيرة مجاورة.

وفي جوبا، بدت بعثة الأمم المتحدة حذرة الأربعاء بالنسبة إلى وجود مقابر جماعية، فقد أكدت القتلى الـ15 مع إعلانها "التحقيق" في هذه القضية. 

فرانس24 / أ ف ب