الرئيسية - تقارير - عن مناقب ومواقف فقيد الوطن الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في ذكرى رحيله السادسة

عن مناقب ومواقف فقيد الوطن الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في ذكرى رحيله السادسة

الساعة 09:45 مساءً

بقلم/طارق مصطفى سلام

(المادة الأتية هي ورقة العمل الاساسية لفعالية مجلس النواب التي أقيمت اليوم - الثلاثاء الموافق 31ديسمبر2013م – بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل الفقيد الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر- من 28/12/2007م إلى 28/12/2013م - والتي قدمتها في هذه المناسبة المهيبة بناء على دعوة طيبة من الصديق الوفي الشيخ حمير بن عبدالله الأحمر ) . نجتمع هنا اليوم (الثلاثاء الموافق 31ديسمبر2013م) لنحتفي بالذكرى السادسة لرحيل حكيم اليمن وفقيدها الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لنعبر جميعنا عن حرصنا الشديد في المشاركة في هذه المناسبة الجليلة والمهيبة لذكرى خالدة هي لرموز أعطوا لشعبهم وأمتهم الكثير في زمن عز فيه أن نجد من يطوى حياته من أجل أمته وقضيته, ومن هؤلاء وفي طليعتهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر صاحب الصفات الكثيرة المتعددة وذلك الرجل الذي أمضى حياته خدمة لشعبه وأمته ونصرة المظلومين كافة أينما كانوا وفي أنحاء الأرض اليمنية, وقد كان الفقيد الكبير يمتاز بصفات حميدة وكثيرة, ولدي الكثير من الحديث الطيب والمميز مما أقوله عن الشيخ عبدالله الأحمر, ولكن طبيعة المناسبة وازدحام الخطباء وحماسهم للحديث والمشاركة الفاعلة بهذه المناسبة الجليلة, ربما لا تتيح أن أتحدث كثيراً عنه ولكنني أود أن أؤكد هنا أن مثل هذه اللقاءات المهيبة التي تعبر عن روح الوفاء لذكرى الراحل الكبير إنما الغرض منها أن نحيي القيم الرفيعة والمعاني النبيلة والصفات الجميلة والعظيمة التي جسدها الفقيد الكبير ورفاق دربه ومسيرته النضالية من الثوار المخلصين والأحرار اليمنيين, والتي يستلهم منها شبابنا وأجيالنا الحاضرة والقادمة معنى الفداء والتضحية والبذل والعطاء من هؤلاء الابطال والمجاهدين الكبار الذين يخلدون تاريخنا وأمجادنا, وقد كان الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر واحد منهم وأبرزهم على الاطلاق, والحديث عنه – اليوم- يصير ذي شجون وهموم, وهو حديث لا يكاد ينتهي حتى يبدأ من جديد. (لما نعانيه جميعا من مصاعب جمة وتحديات صعبة في هذه المرحلة الخطيرة والهامة من تاريخ الوطن التي نتمنى فيها باحتياج كبير وشوق عظيم أن أطال الله في عمره وظل حيا بيننا) . نعم أيها الأعزاء والأحباء من زملاء ومحبين الفقيد الكبير ورفاق دربه الطويل ومسيرته الغنية بالأحداث الفاصلة والمواقف الملهمة, نحن في لقائنا المبارك هذا اليوم, نخلد ذكرى عظيمة مليئة بالعبر الطيبة والمواعظ الحسنة للراحل العزيز الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي لولا إخلاصه وتفانيه وعطائه وايثاره وقيمه العظيمة كافة, لما تحررت اليمن من الظلم والتخلف وغياهب سجون الطغاة وظلام الحكم الامامي الكهنوتي, ولما توحدت اليمن وازدهرت في شتى مجالات العمل الوطني عسكريا كان أو مدنياً في الماضي والحاضر, حيث كان الفقيد البطل نموذج للمجاهد الوطني والعربي الذي أفنى حياته من أجل رفعة وطنه وأمته. نعم نحن اليوم وبكل الحب والوفاء والاعتزاز نحيي الذكرى السادسة لرحيل خالد عظيم في زمن رديء سقط فيه الوفاء من أعناق الرجال, وهم البعض ممن ينبغي عليهم اليوم أن يكونوا أوفى الناس لعظماء شعبهم الذين بذلوا من أجل أمتهم ومجدها النفس والنفيس والغالي والرخيص, إلا أنهم فضلوا التنكر والجحود فكان ان حصدوا الخيبة والهزيمة ومصيرهم مزبلة التاريخ, بينما نحن من نفي بالعهود والمواثيق نخلد في هذا اليوم المهيب وبكل الفخر والاقتدار ذكرى أحد عظماء الأمة اليمنية, وهو الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان طوداً شامخا حملته الملايين من اليمنين في قلوبها وعلى أكفها ردحا من الزمن, وهو تكريم عظيم لشيخ مجاهد ومناضل كبير . نعم أن هذا التكريم المهيب والوفاء العظيم للفقيد الكبير من قبل رفاق دربه ومحبيه كافة, والذي جاء في أبهى حلة وأغلى صورة, انما هو وفاء للأمة التي أنجبت الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر, وتكريم لأولئك الذين بذلوا من أجل رفعة أمتهم ونصرة قضاياها العادلة أوقاتهم النفيسة والذين تجاهلهم حاضرهم وهاهم يثبتون للأجيال من بعدهم أن القادم هو الأوفى من المعاصر في كل مكان وفي كل حين، فتحية صادقة نابعة من القلب الوفي أرسلها وابثها لكم ايها الحاضرين في هذا الحشد الطيب والجمع الكريم, فانتم جميعا الاوفياء المحبين والمخلصين لذكرى فقيدنا الراحل الكبير وإنني لشديد الفخر بكم والاعتزاز بحضوركم الجميل, ولما أسمعه وأراه منكم من خير السرد والحديث وعظيم الوفاء والتقدير لشخص الراحل الكبير, مما يجعلني أتفاءل وأبشر الذين يبذلون لقضيتهم الوطنية ولأمتهم العربية الغالي والنفيس, بأنهم غدا سيكونون تيجانا على رؤوس الأجيال وسيخلد لهم التاريخ اسمى معاني الحب والوفاء كما يحدث اليوم والأن في هذه القاعة الرائعة ومع هذا الجمع الكبير والحشد العظيم . نعم, أنا سعيد جداً اليوم أن احضى بهذا الشرف الكبير ليكون لي ميزة القاء هذه الكلمة في هذه المناسبة المهيبة على مسامع كوكبة كبيرة من رجال وقادة اليمن الأوفياء ومشايخها الأحرار, كما أنني ممتن كثيرا أن انال كل هذا التقدير من انجال الراحل الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر فيتم اختياري من قبلهم لهذه المهمة السامية التي أعتز كثيرا بالقيام بها, فعظيم الشكر والتقدير للشيخ الجليل والحكيم صادق الاحمر ولصديقي الوفي والكبير الشيخ حمير الاحمر وللمناضل الصادق والجسور الشيخ حميد الاحمر ولأنجال الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر الأحرار كافة . و لا أخفي عليكم بانني تأملت كثيرا في هذا الأمر والاختيار فوجدت فيه كثير من الدلالات الوطنية والوحدوية والديمقراطية العميقة, فأن يتم اختيار مواطن بسيط لألقاء هذه الكلمة في ذكرى جليلة لرحيل شيخ كبير بهذا القدر الرفيع من المستوى والأهمية ففي ذلك شيئا من البساطة والديمقراطية التي جسدها الشيخ الراحل ايضا وكثيرا وبوضوح كبير عندما اعطى الحق لأبنائه في اختياراتهم السياسية والحزبية فكان أن تواجدوا في مختلف الاطياف السياسية والمشارب الفكرية في الساحة الوطنية والقومية والاسلامية وبمواقف مشهودة وبتفاعل منقطع النظير, أما ان يلقي هذه الكلمة بهذه المناسبة الجليلة شخص مثلي قادم اليكم من أقصى جنوب الوطن, من عدن تحديدا بل من مدينة البريقة الشامخة والأبية تلك المنطقة الساحلية البهية والجميلة وعروس البحر الفاتنة والخلابة, والكائنة في الطرف الأخر من جنوب اليمن, الذي لا يوجد بعده غير البحر الهادر, ليشارك معكم هذه الذكرى العظيمة لرحيل شيخ كبير(هو شيخ مشايخ اليمن) مسقط رأسه في حصن ( حبور ) من بلاد (ظليمة) إحدى مناطق حاشد القبلية الرائدة, وهي أقصى منطقة من الطرف المقابل, جهة الشمال لربوع اليمن العزيز والسعيد حينما كان, فأنني اجد في ذلك (وعن قناعة وايمان) دلالات عميقة ذات مغزى كبير لترسخ الوحدة الوطنية اليمنية وفي ابهى موقف وأجمل مشهد, وعسى ان يشاركني في هذا الايمان والاعتقاد الجازم الجمع الكريم من الحاضرين الاجلاء, فوحدتنا المباركة لم تعمد بالدم الغالي والتضحيات الكبيرة والنضال الطويل بقدر ما عمدت بصدق المشاعر وعظيم الوفاء وخالص المحبة والتقدير الذي يربط بين المواطنين اليمنين كافة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وكما يحدث الأن امامكم في حبي ووفائي وعظيم تقديري وامتناني أنا أبن جنوب الوطن الجريح لشيخ يمني كبير يجسد أصالة أبناء شمال الوطن وتاريخهم العريق, وأمجاد قبائلهم الشامخة, وتراثهم الكبير. وحتى نعود لذكرى فقيدنا الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, فأنني أضع في الاعتبار أعماله الجليلة وبطولاته الكبيرة وتاريخ نضال أسرته الطويل, وأجد هذا الوفاء والتكريم لذكراه الخالدة هو التكريم الحقيقي لكل الثوار والمناضلين اليمنيين وللشعب اليمني بأسره . وهذا الوفاء العظيم والامتنان الكبير لذكرى الفقيد الجليل يعد الشيء القليل بالنسبة للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وما نقدمه اليه في هذا اليوم المشهود, فهو ليس رمزا لليمن وحده ولكنه رمز للأمتين العربية والإسلامية بأسرهما, فهو معروف في مواقفه الصلبة مع إخواننا العرب والمسلمين وخاصة تجاه القضية الفلسطينية وفي مأساة البوسنة والهرسك وغيرها . كما انه يستحق منا كل هذا الحب والوفاء والتكريم لأننا نعتبره تكريم للشعب اليمني بأسره ممثلا بهذه الشخصية الاصيلة والكبيرة الذي كان رئيس لمجلس النواب لفترتين أو أكثر, ولهُ تاريخ نضالي طويل في الثورة ودعم الاستقلال والجمهورية, كما لهُ بصمات راسخة وواضحة في تحقيق الوحدة وتعميقها, ولذلك فنحن سعداء بمشاركتنا معكم في هذه المناسبة الطيبة للتكريم, وسعدا أكثر بكم - الحاضرين جميعا- وبكل هذه المحبة والوفاء لشخص الفقيد الكبر والجليل .. ولا أطيل عليكم أكثر . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . --------------------------------------------------------- عن السيرة الذاتية للفقيد الكبير الشيخ عبد الله بن حسين بن ناصر الأحمر : - ميلاده : من مواليد شعبان 1351 ه الموافق (شهر نوفمبر العام 1932م,) في منطقة حصن حبور, مديرية ظليمة – حاشد محافظة عمران – اليمن . وفاته : توفي يوم الجمعة 17/12/1428 هـ الموافق 28 ديسمبر 2007 عن عمر ناهز ال75عاما في العاصمة السعودية الرياض بعد معاناة طويلة مع المرض . أولاده : صادق، حميد، حمير، حسين، همدان، هاشم، حاشد، بكيل، مذحج وقحطان. تلقى الدراسة الأولية في كتاب صغير بجوار مسجد حصن ظليمة حبور على يد أحد الفقهاء الذي علمه القراءة والكتابة والقرآن الكريم ومبادئ الدين والعبادات, شغل منصب رئيس مجلس النواب اليمني قبل وفاته. العمل السياسي : - قبل قيام الوحدة كان الشيخ عبد الله ومعه العديد من مشايخ اليمن منضويين تحت حزب المؤتمر الشعبي العام وعقب قيام الوحدة في اليمن وإقرار التعددية والحزبية السياسية تبنى عبد الله الأحمر الدعوة إلى تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي ضم كافة طوائف المجتمع من علماء ومشايخ ومثقفين ورجال أعمال وشباباً ونساء من مختلف مناطق اليمنية, وتم اختيار الشيخ عبد الله الأحمر لشغل منصب رئيس الهيئة التحضيرية العليا التي تولت مهام تأسيس تجمع الإصلاح السياسي في كل المحافظات اليمنية وقيادة التجمع حتى موعد انعقاد المؤتمر العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح في سبتمبر 1994م. الوظائف التي شغلها الشيخ الأحمر: - عضو مجلس الرئاسة المشكل بعد قيام الثورة في اليمن عـام 1962م . تولى وزارة الداخلية ثلاث مرات أولهما عام 1963 م, ثم في عام 1964م في حكومة حمود الجائفي، التي استمرت حتى يناير 1965م . رئيس المجلس الوطني عام 1969، وهو المجلس الذي تولى صياغة الدستور اليمني . رئيس مجلس الشورى من عام 1971 م حتى تاريخ حله عـام 1975م . رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح منذ تأسيسه عـام 1990م . رئيس مجلس النواب اليمني منذ تأسيسه في فترة أولى من 1993 م إلى 1997م , وفي فترة ثانية من 1997 م ,إلى 2001 م ,ثم فترة ثالثة، حتى قبل وفاته . المؤسسات والجمعيات الشعبية التي ترأسها : - رئيس اللجنة الشعبية لمناصرة الشعب الكويتي بعد الغزو العراقي لها. رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأقصى وفلسطين . رئيس اللجنة البرلمانية للقدس وفلسطين . عضو مجلس الأمناء في منظمة الدعوة الإسلامية العالمية . نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس . رئيس فرع مؤسسة القدس في اليمن . المساهمات السياسية : - حاز الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر على ثقة المواطنين في دائرته الانتخابية في الانتخابات النيابية في أبريل 1993م . وانتخب في 15/5/1993م رئيساً لأول مجلس منتخب للنواب في ظل الجمهورية اليمنية وأعيد انتخابه في 18/5/1997م للمرة الثانية رئيساً لمجلس النواب وأعيد انتخابه في 10/5/2003م للمرة الثالثة رئيساً للمجلس حيث حاز على ثقة أعضاء المجلس . في أثناء الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد (أغسطس 1993-يوليو 1994م) نجح الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في الحفاظ على سلامة السلطة التشريعية ووحدتها رغم حالة الفوضى والتشتت المريعة التي عانت منها اليمن قرابة عشرة أشهر . وقد أسهم إسهاماً كبيراً في الجهود السياسية لتطويق أزمة الانفصال والدفاع عن الوحدة اليمنية في الداخل والخارج حتى تحقق النصر في يوليو 1994م . أسهم مع عدد من العلماء والشخصيات البارزة في العالم العربي والإسلامي في تأسيس (مؤسسة القدس) وهو نائب رئيس مجلس الأمناء فيها لتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني، والحفاظ على الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة؛ ىكما شارك (الشيخ) في العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية لدعم القضية الفلسطينية سواء في داخل الوطن أو في خارجه، ويندر أن يوجد خطاب من خطابات (الشيخ) لا يتعرض فيه للقضية الفلسطينية داعياً إلى دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه الآلة الصهيونية الغاشمة . ويتجلى الاهتمام بقضية فلسطين والقدس ودعم صمود الشعب الفلسطيني في تخصيص جلسات متعددة في مجلس النواب لمناقشة أي تطورات خطيرة تشهدها الساحة الفلسطينية، وإصدار بيانات تأييد قوية ومناشدة للمسؤولين العرب وللمجتمع الدولي للقيام بمسؤولياتهم لإيقاف الهمجية الصهيونية .