�نا عدن | متابعات
ظهر رئيس الوزراء سالم بن بريك وحيداً في اللقاء الذي جمعه بالشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، يوم الجمعة، في قصر الشاطئ بالعاصمة أبو ظبي، مع أنه في الحقيقة لم يكن بمفرده.
مصادر رسمية أكدت لـ"المصدر أونلاين" أن رئيس الوزراء ذهب على رأس وفد ضم وزير النفط ووزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان وتم الترتيب للزيارة كأي زيارة رسمية وحسب البروتكولات المتبعة، والتي يحضر فيها إلى جانب الوفد الزائر رئيس البعثة الدبلوماسية في البلد المستضيف.
وفي ردهم على "المصدر أونلاين" عبّر أكثر من مصدر حكومي عن استغرابهم من ظهور بن بريك في لقائه ذاك وحيداً وكأنه في زيارة عائلية أو كأن اللقاء كان بالمصادفة على هامش أحد المؤتمرات الدولية، ولم نجد منهم إجابة عن سبب ذلك أو عن سبب إغفال الحديث عن الوزراء المرافقين له في الأخبار الرسمية التي نشرت عن الزيارة في وكالتي الأنباء الرسميتين الإماراتية (وام) واليمنية (سبأ).
وقد أثار ظهور رئيس الوزراء بشكل مخالف لما هو متعارف عليه في الزيارات الرسمية، تساؤلات كثير من النشطاء والمدونين على منصات التواصل الاجتماعي.
يذكر أنها الزيارة الأولى لسالم بن بريك إلى أبو ظبي منذ توليه رئاسة الحكومة في شهر مايو الماضي خلفاً للدكتور أحمد عوض بن مبارك، وتأتي في ظل أزمة مالية طاحنة تواجهها الحكومة، ورغم ما حققه البنك المركزي وبدعم من رئيس الحكومة في تحسين وضع العملة الوطنية، إلا أن الحكومة تبدو عاجزة عن دفع مرتبات الموظفين الحكوميين منذ ثلاثة أشهر بسبب الفجوة الكبيرة بين الإيرادات والالتزامات الثابتة وفي مقدمتها أجور ومرتبات موظفي القطاع العام.
كما تجد الحكومة نفسها عاجزة عن ضبط الأوعية الإيرادية وإلزام المؤسسات والهيئات الإيرادية بالتوريد للبنك المركزي بسبب هيمنة نافذين على هذه المؤسسات وإصرارهم على إبقائها تحت تصرفهم، وهي الشكوى التي يقول قريبون من الحكومة إن بن بريك حملها للرياض وأبوظبي وكان قد غادر إلى الأولى قبل حوالي شهر ونصف ولم يعد إلى عدن حتى اللحظة رغم إعلان الرياض عن تقديم دعم بمبلغ مليار وثلاثمئة مليون ريال سعودي.
ويجد بن بريك نفسه أمام تحدٍّ كبير إذ عين رئيساً للحكومة في ظروف غاية في التعقيد وبعد أزمة أدت إلى شلل حكومي كامل وأطاحت بسلفه بن مبارك بعد أن توقفت الحكومة حينها عن الاجتماعات الاعتيادية أكثر من ستة أشهر.
ومن خلال الخبر المنشور عن اللقاء الذي جمع بن بريك ببن زايد فإن الزيارة لم يترتب عليها أي وعود مباشرة يمكن أن تترجم إلى خطوات عملية، وبدا الخبر بروتوكولياً خالياً من أي مضمون حقيقي سوى تكرار ذات الإكليشة التي تتكرر مع كل زيارة رسمية ففي مقابل الشكر الذي قدمه بن بريك للإمارات وثنائه على أدوارها في اليمني، جاء في الخبر على لسان بن زايد أنه يؤكد "نهج بلاده الثابت والمتواصل في دعم كل ما يحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق نحو التنمية والأمن والاستقرار".
ومنذ آخر تعهد مشترك أعلنته مع الرياض عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في ابريل 2022 بتقديم ثلاثة مليار دولار موزعة كوديعة لدعم البنك المركزي، تشير مصادر مطلعة إلى أن أبوظبي، مضت في تقليص الدعم عقب ذلك، وبدلاً عن دعم الحكومة تواصل التعامل بشكل مباشر مع التشكيلات المسلحة التابعة لها وتقدم الدعم لوكلائها المحليين على شكل هبات غير معلنة ترى أنها الوسيلة الأنسب لتقوية موقفهم الميداني كاستثمار أنفقت عليه بسخاء لتعزيز حضورها الإقليمي كطرف وازن في الأمن البحري للبحر الأحمر وبحر العرب، الذي بات ميدان الصراع الأكثر اشتعالاً.
المصدر اونلاين