الإيمان هو الحافز عندما تؤمن بالفكرة تتجاوز كل الصعاب لتحقيقها فالتغيير يحتاج إلايمان القاطع بفكرة ومشروع التغيير وعلينا أن نتجاوز صعابها أي إذا كنت مؤمن أيمان قاطع بقدرتك على تحقيق أحلامك فتأكد أنها ستتحقق لا محالة أما أذا افتقدت بريق الإيمان فلن تتقدم خطوة واحدة وستجد مبررات و أوهام تعيق قدرتك على التغيير و تبحث عن عدو داخل العملية لتبرر فشلك . لهذا الإيمان بالفكرة يجعلك مناضل جسور لتحقيقها وداعما صلب لرموزها لهذا عندما نؤمن بالتغيير كفكرة لا نتخاذل ونتراجع عنها بل نصر إصرارا على تحقيقها فتجدنا ندعم كل رموزها ونراقب مسار قيادتهم للثورة ونحفزهم للمضي في الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف والقيم الثورية النبيلة حتى نجعلها واقع معاش . الثورة هي تغيير واقع متردي إلى واقع أفضل يلبي طموحات وأمال الجماهير و هي وحدة متكاملة لا تتجزءا أذا تجزءات تتشظى لهذا يستمر الفعل الثوري ويصحح مساره بالوعي الثوري ونفس الثوار وعندما تعلن عن ثورة جديدة معناه ترفض واقع ما قبلها وتنسف انجازاته . من يتوهم أن الثورة تحقق أهدفها بغمضة عين أو بعصا سحرية هو من يجهضها باستعجاله ولماذا لا تعطى لها الفرصة الكاملة لتحقق أهدافها ؟ الثورة تبني والبناء له خطواته المتدرجة لا تستقيم مرحلة دون أن تستند على أساس قويم لما قبلها . والثورة لا تخلو من الانتهازيين والمتسلقين لكنها تتخلص منهم بالتدريج من خلال البناء الهيكلي السليم الذي يؤسس لنظام يفضح ويدين المخالفين والمتآمرين والانتهازيين ولا يستطيعون العيش فيه . من يريد أن يصحح مسار الثورة يصححها من داخلها أي استمرار الفعل الثوري لا يجهضها من خارجها كالإعلان عن ثورة أخرى وتغيير الفعل الثوري القائم يعتبر انقلاب على الثورة و يدعى ثورة مضادة ولكن من داخلها يمكن تسميته تصحيح مسار الثورة وهو الصمود في رسم المسار الصحيح للثورة وضمان عدم انحرافها عن طريقها الصحيح لنكون قوة دافعة للتغيير الحقيقي . أذا كل واحد منا يريد ان يشعل ثورة تخصه في بلد يستعيد نفسه من براثن الظلم والاستبداد يخلق فوضى خلاقه تشوش عن الأهداف الحقيقية للثورة ومن يريد أن يعكس واقع الغير على واقعنا فهوا واهم لان ربيعنا ليس كربيعهم . قد نختلف على أي شي دون الثورة وأهدافها النبيلة فلا تخلقون شقاق بين قوى الثورة لأنه لا يخدم سوى الثورة المضادة . يكذب من يقول أننا مقتنعون قناعه كاملة بمخرجات الحوار ومسار البناء لكننا نراه نورا ساطع يضئ لنا طريقنا نحوا البناء الحقيقي والدولة المنشودة لو تحالفنا وتآزرنا معا لتحقيق أهدافنا النبيلة والقيم الثورية الحقيقة لنجعلها واقعا معاش . كل خطوة نخطوها نحقق شي ونتوصل لشي وهي مفيدة ونتقدم من خلالها للأمام لكن التراجع إلى الخلف يفقدنا كثيرا من الجهد والوقت بل يعيدنا إلى نقطة الصفر أي إلى المربع الأول الذي تجاوزناه . هذا البلد مسكين وكلا يريد يجرب فيه أفكاره والمتربصين كثر ونحن نريد ان نصنع لنا هيلمان وتاريخ نضالي على حساب هذا الشعب الذي تعب وصبر وتحمل وفقد ولم ينال ولم يذوق حلاوة النجاح والعيش الكريم . كل ما قدمتموه من مبررات لا نختلف عنها وهي أيضا معاناتنا ولكن البحث عن التخلص منها يأتي ضمن تصحيح وتنقية الثورة من داخلها والاستمرار في مسارها الصحيح ضمن أسس عادلة ومساواة تنفذها أدوات ثورية حقيقية نظيفة . لا نقبل ان نصطف مع أعداء الثورة مهما كانت المسببات أو نخدم الثورة المضادة ونتجنب ذلك بكل السبل حتى لا نجهض ثورتنا بسبب شوائب يمكن أن تنقى الثورة منها بتكاثف قوى الثورة الأصيلة . يجب الحذر من إعاقة أي مشروع وطني يخدم عملية البناء والتغيير للأفضل وان نكون قوة دافعة له لا معيقة لتنفيذه على الواقع متى نترك الشقاق ونتوحد ونصطف معا لبناء هذا البلد المرهق والمزهق لنعيد له تاريخه ومجده وعزته وكرامته بدلا من الانتقال من ثورة إلى ثورة إلى ثورة وكل ثورة بحاجة إلى ثورة لنصبح بلد الثورات وفي الأخير لا تنجح أي ثورة